الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حسين صدقي.. دونجوان الأربعينيات الذي أوصى بحرق أفلامه

حسين صدقي
حسين صدقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخجل والرقي من شيمات.. فنان جسد الإنسانية بتلقائية لما يتميز به من وقار ونشأة سليمة قائمة على احترام الذات واحترام الآخر، وأساس ديني قويم، حتى أنه لقب بـ"خلوق السينما المصرية"، وكان دائمًا ما يضرب المثل بأخلاقه ومودته التي ظلت تتردد بين أبناء جيله من الفنانين وما عقبها من أجيال.. هو الفنان الكبير الراحل حسين صدقي التي تحل اليوم الذكري الـ42 لوفاته.
ولد حسين صدقي بحي الحلمية الجديدة بالقاهرة في 9 يوليو 1917 لأسرة متدينة، حيث كانت والدته التركية دائمًا ما تزج به داخل المساجد والدروس الدينية، وعرف في تلك الأوساط بالخجل الشديد وعشقه لسماع أخبار الفن اوالفنانين، إضافة لمواظبته على التقرب من علماء الدين حتى أنه ربطته صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، وعرف عنه انه رجل يجسد معاني الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين"، في عهد كل من محمد نجيب، وجمال عبدالناصر، وأنور السادات، وكان من أشهر الأفلام التي قدمها دنجوان السينما المصرية في الأربعينيات، فيلم "الشيخ حسن".
قرار دراسة التمثيل بمدرسة الإبراهيمية كان نقطة تحول في حياته، وكان زملاؤه جورج أبيض وعزيز عيد وزكي طليمات، إذ حصل على دبلوم التمثيل بعد عامين من الدراسة، وكانت أولى انطلاقاته الفنية من خلال فيلم "تيتاوونج" الذي أخرجته أمينة محمد، ومن بعدها اتجه لتأسيس شركته السينمائية التي حملت أسم "أفلام مصر الحديثة" وكانت باكورة إنتاجها فيلم "العامل"، والتي كانت أولى مشروعاته الفنية التي عمل من خلالها على حل الأزمات المجتمعية، حيث عالج فيلم العامل مشكلة العمال وأزماتهم، وأعقبها فيلم "الأبرياء" التي عالجت مشكلة تشرد الأطفال.
قدم خلال مشواره الفني الطويل مجموعة من الأفلام التي ظلت عالقة في أذهان الكثيرين لما تقدمه من رسائل سامية ومعالجات حقيقية وبناءه، وبالرغم من ذلك إلا انه أوصى بحرق جميع افلامه عقب وفاته لخوفه من أن تؤثر على علاقته مع الله أو رضاه عنه، وبعد رحيله توجه نجله للشيخ متولي الشعراوي وسأله في ذلك الأمر، ولم يوافق الشعرواي على تلك الوصية لأنه لم يقدم أعمالا تتنافي مع المبادئ بل كان لها هدف وتقدم رسائل سامية.