استغلالًا لحالة النجاح والإقبال الجماهيرى الكبير الذى يشهده ملتقى الدكتورة نوال سعداوى، يستعد مؤسسو الملتقى إلى تدشين مركز يحمل اسم «نوال السعداوى للفكر والإبداع» ليكون حاضنًا للملتقى وغيره من الأنشطة الثقافية والفكرية.
يعقد ملتقى نوال السعداوى شهريًا فى إحدى المكتبات العامة أو المركز الثقافية منذ ٢٠١٤، بشكل دائم، ويقوم على تنظيمه وتحضيره عدد كبير من الشباب، والذين يمثلون أيضًا الجزء الأكبر من الحضور.
بدأت الدعوة إلى تدشين الملتقى بعد عودة قوية لـ«السعداوى» فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١ إذ دأبت منذ ذلك على تنظيم لقاءات فكرية، تتضمن تقديم قراءات لأعمالها الأدبية والفكرية للشباب.
وطلب شباب الملتقى من «السعداوى» بأن تكون هذه الندوات شهرية وتعقد فى محافظات مختلفة، وهو ما تم منذ عام ٢٠١٤.
وقال عمر أحمد، مدير أعمال «السعداوى»، إن الملتقيات والندوات جذبت الكثير من الشباب؛ وشجعتهم على الإبداع والتفكير النقدى البنّاء، وعلى اكتشاف جميع الطاقات والمواهب الكامنة داخلهم، وقد وجد الكثير منهم هذه الفعاليات مرآة لما يجول بخواطرهم وبعقولهم من أفكارٍ وإدراكاتٍ تعمل على إرساء قيم النقاش والحوار والمواطنة وتقبل الآخر.
وينتظر المركز خروج اللائحة الخاصة بقانون الجمعيات الأهلية الذى تعده وزارة التضامن الاجتماعى لكى يشرعوا فى تدشين المركز.
وأضاف «أحمد» فى تصريحات لـ«البوابة» أن المركز سيكون بمثابة متنفس للشباب ولأفكارهم التى يرغبون فى التعبير عنها، مشيرًا إلى أن المركز سوف يتخذ من القاهرة مقرًا له وسوف يعتمد بشكل أساسى على مشاركات محبى نوال السعداوى. وشهدت الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب حالة من النشاط، حيث أطلقت «السعداوى» كتاب «المناطق المحرمة بالخوف والإثم» والذى يضم عدة مقالات وصفتها «السعداوى» بأنها من أجرأ ما كتبت، وتتناول المقالات علاقة الأدب بالمرأة والإبداع والتمرد.
كما أعادت دار نشر «منشورات الربيع» طباعة كتاب «المرأة والجنس» الذى نشر للمرة الأولى عام ١٩٦٩ وأثار حالة من الجدل فقدت على إثرها «السعداوى» عملها كطبيبة بوزارة الصحة، كما أعادت الدار نشر رواية «سقوط الإمام» الذى يقدم أحد الشخصيات الدينية باعتباره حاكمًا دينيًا، ولذا تم منعه فى عام ٢٠٠٤.
وفى المعرض أيضًا، طرح المركز القومى للترجمة، الطبعة العربية من كتاب «قراءات فى أعمال نوال السعداوى»، من تحرير إرنست إيمنيونو، ومورين إيك، وترجمة سها السباعى، وهو كتاب عن «السعداوى» نفسها، التى يقول عنها الكاتبان «الحقيقة أنها روح حرة جسورة لا تتراجع، تستنكر كتاباتها الاستبداد السياسى والفساد الاجتماعى وعدم المساواة بين الجنسين، كما أنها ناطقة عالمية جريئة باسم النساء المهمشات». وتتاح أعمال «السعداوى» الكاملة عبر الإنترنت من خلال مؤسسة «هنداوى» التى تعرض الكتب فى نسخ إلكترونية، تمكن القارئ من الإطلاع عليها وقراءاتها مجانًا.
