فى الوقت الذي تشهد فيه الساحة المصرية زخما من التحرك على المستوى العربي والأفريقي والدولي إلى جانب الحشد الذى يظهر للجميع أنه منظم ويسير وفق خطة مصرية متكاملة أمنيا وتنمويا ومدعمة رئاسيا، ومع انطلاق العملية العسكرية الكبرى الشاملة لمواجهة الإرهاب فى سيناء وإعلان حالة التأهب الأمني القصوى فى أنحاء البلاد لتأمين المنشآت الحيوية يتحدث المستشار محمد منسي خبير الإعلام والتنمية والذي يتقلد أكثر من موقع استشاري على المستوى الدولي كنموذج مصري لديه رؤية متعددة الزوايا بحكم مهامه المهنية فى مجالى الإعلام والتنمية.
السيسي استلهم روح أكتوبر في الحرب على الإرهاب
من وجهة النظر الإعلامية كيف سيؤثر عنصري التوقيت والحجم التعبوى الكبير لعملية المواجهة الشاملة للإرهاب فى مصر؟
أولا كما عشنا استراتيجية المفاجأة فى حرب أكتوبر73 والتى سبقتتها العديد والعديد من التحضيرات والإعداد الأفقي الشامل على كل المستويات دون ان يعطى كل ذلك اي دلالة على متي وكيف ستكون الضربة العسكرية المصرية وقتها فان الرئيس السيسي يبدو وانه بعقلية رجل المخابرات استلهم روح حرب اكتوبر خاصة انها كانت على نفس الارض المقدسة سيناء تلك الارض التى طالما رواها المصريون بدمائهم واعتقد ان التوقيت وخاصة انه لم يتم اعلانه عبر الاعلام بالاضافة الى هذا الزخم الكبير من العدة والعتاد يشير بوضوح الى صدق النوايا وانه تم عقد العزم على الانتهاء من مسلسل الارهاب البغيض دفعة واحدة واري ان هذا التوقيت هو الانسب على الاطلاق لاننا مقدمون على انتخابات رئاسية سيتم التركيز فيها على عنصر استتباب الامن على وجه الخصوص لذا وجب وضع النقاط على الحروف وان يتم التطهير الشامل داخل سيناء الي جانب التأمين الشامل فى كل محافظات مصر لكافة المنشات الحيوية والمناطق الاستراتيجية.
الردود الدولية تتدرج من الذهول إلى الحذر والارتياح
من واقع عملك على المستوى الدولي ماذا تتوقع أن تكون ردود الأفعال الدولية على هذه العملية الكبرى؟
دعنا نتذكر اولا ان هذه العملية ليست عملية واحدة ولكنها مجموعة من العمليات النوعية تحت عملية واحدة كبري شاملة ومتعددة التطبيقات ومسارح العمليات ومشتركة بين القوات المسلحة والشرطة المدنية وهي وان تركز الحديث حول انها فى سيناء الا ان الجيش والشرطة المدنية ينفذان مجموعة متنوعة ومتكاملة ومتناغمة من العمليات العسكرية التدميرية لاوكار الارهابيين ومعسكراتهم ومخازن اسلحتهم وذخائرهم بالاضافة الى الاجراءات الامنية المشددة ضد الارهابيين والتكفيريين خصوصا والمجرمين بصورة عامة من الذين يكدرون السلم العام ويعكرون صفو الامان العام فى المجتمع فى كل المحافظات وبالتالى فهى مجموعة من عمليات المواجهة وضرب البؤر والاوكار وتطهير الارض ودحض المزاعم الباطلة وكسر شوكة الارهابيين وزعزعة صفوفهم وانذار شديد اللهجة لمن يدعمونهم ويمولونهم ويتسترون عليهم وتحذير قوي للدول التى تحاول النيل من هيبة الدولة وقدرتها على حماية استثماراتها واراضيها ومواردها وسيادتها على مياهها الاقليمية وفقا للشرعية الدولية وسوف تري ردود افعال عديدة ومتنوعة بتنوع التوجهات الدولية ما بين حالة من الذهول والتعجب فى اسرائيل وبين تراجع سيكون ملحوظا من تركيا وشائعات كلامية متبعثرة من قطر وتحليلات سلبية من الاخوان وترقب امريكي وحذر اوروبي وسعادة روسية وفرنسية لاستخدام اسلحتهم فى تلك العمليات.
العملية العسكرية الشاملة لمواجهة الإرهاب نقطة انطلاق حقيقية للأمن والأمان
هل تعتقد أن هذه العملية الكبرى ستؤثر على العملية التنموية والبنائية فى مصر وتظهر مؤشراتها فى افتتاح الكثير من المشروعات فى الآونة الأخيرة؟
أعتقد أن ما يحدث على ارض مصر خلال السنوات الاربع السابقة وعلى وجه التحديد من منتصف 2017 والى الان يظهر بوضوح مدي جدية الرئاسة والحكومة في مصر واصرارها على تحقيق اهداف استراتيجية ستنعكس بصورة ايجابية كبيرة وفعالة على المجتمع المصري والدولة ككل على مستوي الاقتصاد والنماء العام بالاضافة الى وضوح التوجه الخاص بعمليات الاكتفاء الذاتي على مستويات الحاصلات الزراعية والثروة السمكية وغيرها بالاضافة الى الرؤية الدقيقة فيما يخص ادارة الموارد المائية ناهيك عن الاستثمار فى الغاز والطاقة بصورة عامة واعتقد ان كل ذلك سيحتاج الى استراتيجية فعالة لتأمين مستقبل هذه الانجازات وخاصة المشروعات الكبري مثل قناة السويس القديمة والجديدة وانفاقها ومحورها الاقتصادى الدولي الجديد كل هذا يوضح لنا جليا مدى حاجة مصر شعبا ودولة لدحر العصابات والتنظيمات الارهابية الدولية وتأمين كافة الحدود المصرية والمياه الاقليمية بالاضافة الى البيئة والمجال الجوي المصري، الخلاصة ان العملية العسكرية الكبري الشاملة لمواجهة الارهاب تعتبر بالاضافة الى كونها رادعا قويا لقوى الهدم فانها تمثل نقطة انطلاق حقيقية للامن والامان اللازمين لاستقرار الاوضاع وازدهار الاستثمار واستدامة التنمية.
إعلامنا العريق يجب ألا ينشغل عن معركة البقاء والوجود والبناء
ماذا تتوقع أو تطلب من الإعلام المصري فى هذه المرحلة الدقيقة؟
اتوقع من اعلامنا المصري العريق ان يستفيق وان لا ينشغل عن معركة البقاء والوجود والبناء باى شئ اخر وان ينتفض من اجل اعادة اكتشاف الذات المصرية وان يهتم باحياء مقومات حضارتنا العريقة وان يلقي الضوء مرارا وتكرارا على الايجابيات والعلماء والمكتشفين وانجازاتهم وان يبرز التفوق وان يبث روح المصري القديم الذى بني الاهرامات فى نفوس شبابنا الغالي وان ينشر الفضائل واقول لكل مصري ومصرية لماذا ننشغل بما يعطلنا عن استثمارنا لأهم الاكتشافات وتوظيفها في خدمة عقولنا وحياتنا ولماذا نكسل عن تطوير حياتنا وبلادنا مثلما قامت به شعوب اخري غيرنا ولماذا نتردد عن تقويم انفسنا واصلاح ذات بيننا وتحسين مستوي معيشتنا برقي افكارنا واخلاقنا، ما الذي يمنعنا من الرقي ولماذا يختار الكثير منا التدني والفوضي والعشوائية الم نكتفي بكل ما تسبب في تاخرنا عن ركب الحضارة الم يأن للذين يؤمنون بانفسهم ووطنهم ان يتفننوا كما تفنن غيرنا في بناء مستقبل اكثر امانا ونماء ؟ سؤال يطرحه عقلي علي ذاكرتي كل يوم وهو ما الذي يعوقنا عن تصدر قائمة صانعى الحضارة الجديدة بعد ان كنا اول من يصنعها علي هذا الكوكب.
