الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رغم إمكانياتها الكبيرة.. السياحة البيئية لا تمثل سوى 5% فقط.. وخبراء يضعون روشتة إنقاذها من أجل إضافة نصف مليون سائح سنويًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم ما تمتلكه مصر من إمكانيات مذهلة وخرافية، بحسب الأمم المتحدة وخبراء السياحة فى مجال البيئة؛ إلا أن حجم السياحة البيئية لا يمثل نحو ٥٪ فقط من إجمالى حجم السياحة الذى وصلت إيراداته إلى ٦ مليارات دولار خلال العام المالى المنقضي.
واحد من أكبر المعوقات التى تسببت فى تردى السياحة البيئية هو عدم وجود استراتيجية أو رؤية واضحة سواء من قبِل وزارة السياحة أو البيئة وهما المكلفتان بهذا الملف.

عدم وجود بنى تحتية
ويقول على غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية سابقًا، إن وضع السياحة البيئية المصرى «متدهور» إذ لم تأخذ قسطًا وافرًا من الدعاية لا فى برامج وزارة السياحة أو من قبِل الحكومة نفسها، لافتًا إلى عدم وضع وزارة السياحة استراتيجية رسمية واضحة المعالم لها.
ويضيف، أن أى مُنتج لا بد له من دعاية، وذلك من خلال وضع تعريف وبرامج زيارة للمحميات، وإنشاء «سيستم دعائي». متابعًا أنه لا توجد بنى تحتية فى كل المحميات الطبيعية لاستقبال السائحين من غرف وفنادق محمولة ومرشدين سياحيين، وحمامات بدلًا من تلويث البيئة، كما يحدث حاليًا.
كما يجب عمل تسهيلات للسائحين حتى يأتوا لمصر، وعدم ترك الأمر على علاته بهذا الشكل، بحسب عضو إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية.
ويتابع قائلًا: «من الممكن أن تُسهم السياحة البيئية فى إضافة نحو نصف مليون سائح سنويًا بشكل مبدئي.. وقد تزداد الأعداد تباعًا مع التطور». «أى سائح فى العالم يبحث عن أماكن جديدة، وبالتالى يجب التجديد والتطور فى الأنماط السياحية التى تقوم بمصر، إذ الاعتماد على السياحة الثقافية فقط، كما هو قائم الآن موجود فى مناطق كثيرة فى العالم، ولكن السياحة البيئية لها وضع مختلف، خاصة وأنها غير مكلفة للدولة، فالمناطق موجودة، وتحتاج فقط لمن يروج لها»، وفقًا لغنيم.
ويشير عضو الغرف السياحية إلى تقصير وزارة السياحة فى هذا الجانب وعدم امتلاكها رؤية، رغم مناداة المستثمرين السياحيين بتوفير هذا النوع من السياحة.

من جانبه، يقول إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، إن السياحة البيئية تتمثل فى الزيارات التى تتم إلى المناطق الطبيعية التى لم تصل إليها الحضارة أو النشاطات البشرية بمختلف أشكالها، مضيفًا أن تلك الزيارات تهدف إلى الاستمتاع بهذه المناطق والتعرف على نباتاتها وحيواناتها البرية وتضاريسها، بما لا يؤدى إلى إحداث أى خلل فى التوازن البيئى القائم فى تلك المناطق.
ويضيف الزيات، أن السياحة البيئية تقتضى أن يتصالح الإنسان مع الطبيعة ويصبح جزءا من الجهود الرامية إلى الحفاظ عليها، على أن يتم تشجيع النشاطات السياحية الصديقة للبيئة من خلال التخلى عن وسائل التنقل والمعدات الملوثة للبيئة وكذلك عدم تدمير البيئات الطبيعية فى سبيل إيجاد وسائل الراحة والترفيه للسياح وقد تم وضع هذا الطرح من قبل الاتحاد العالمى لحماية الطبيعة فى العام ١٩٨٣.
ويوضح الزيات أن السياحة البيئية فى مصر محدودة بشكل كبير جدًا ولا تتخطى الـ٥٪ مشيرًا إلى أنه لا يوجد فى مصر سوى فندق وحيد يوجد فى سيوه ويعتبر من أفضل الفنادق التى توجد فى الشرق الأوسط التى يوجد بها كل الاشتراطات البيئية الطبيعية.

توفر فرص عمل للشباب
فى نفس السياق، يقول سامح سعد، الخبير السياحي، المستشار السابق لوزير السياحة، إن السياحة البيئية فى مصر قد تكون منعدمة خاصة مع ما تمتلكه مصر من إمكانيات من تراث طبيعى وحضارى وموقع استراتيجى من بين دول العالم.
وأوضح سعد أن السياحة البيئية من المفترض أن تمثل قطاعًا عريضًا من الجذب السياحى فى مصر، وبوجه الخصوص فى منطقتى البحر الأحمر وجنوب سيناء والذين يمثلون أكثر من نصف التنمية السياحية فى مصر، فضلًا عن مجالات مبشرة على الساحل الشمالى وفى الصحراء الغربية.
ويضيف سعد، أنه توجد أماكن كثيرة فى مصر تتميز بالسياحة البيئية ولكن لم يتم استغلالها بشكل كامل وعلى سبيل المثال الوادى الجديد والصحراء البيضاء وسانت كاترين، مشيرًا إلى أن السياحة البيئية لا بد وأن يكون لها دور فعال فى زيادة الدخل القومى وإيجاد فرص عمل للشباب خاصة فى تلك المحافظات.
ويتابع سعد، أن السياحة البيئية تعتمد على مستلزمات الموارد الطبيعية والتى تعتبر من أهم العوامل لتلك السياحة، مطالبًا المسئولين عن ملف السياحة فى مصر بجذب انتباههم نحو أهمية السياحة البيئية وسرعة الاستثمار فى الموارد الطبيعية التى توجد فى البلاد، موضحًا أنه يجب على وزارة البيئة ووزارة السياحة استغلال الموارد الطبيعية والموارد الطبيعية والمحميات التى توجد فى المناطق الصحراء والجبلية التى توجد فى أنحاء مصر.
ويلفت سعد إلى أنه لا بد من تشريع وتقنين الأوضاع الخاصة بالمحميات الطبيعية والبيئية وسيطرة الدولة على السياحة البيئية حتى وإن لجأت الدولة إلى إسناد هذا الملف إلى الشركات القابضة والفنادق الناجحة فى تحقيق أرباح عالية فى هذا المجال.
ويؤكد مستشار وزير السياحة السابق، أن السياحة بشكل عام تعتـبر صـناعة مـن الصـناعات الهامـة فى الآونـة الأخـير لما لهـا مـن أهميـة كبـيرة فى دعـم التنميـة الشـاملة فى جميع المجالات سواء كان هذا اقتصـاديا أو اجتماعيـا أو ثقافيـا أو سياسـيًا، مشيرًا إلى أن مجـالات السـياحة وأنشـطتها الخدميـة كثيرة ومتنوعـة لما فيها من خدمات عامة لجميع طبقات المجتمع. ويعلق «باسم حلقة» نقيب السياحيين، أن الملف الخاص بالسياحة البيئية ملف شائك ومهم للغاية لأن وزارة السياحة تحاول بقدر المستطاع تنشيط السياحة بشكل عام فى كل المجالات سواء كانت سياحة بيئية أو سياحة علاجية أو سياحة ثقافية، وأكد حلقة، أنه يوجد بروتوكول موقع بين وزارة السياحة ووزارة البيئة ونسعى فى الفترة القادمة لتفعيل البرتوكول واستخدامه لتنشيط السياحة البيئية.
ويقول حلقة، إن الحياة البرية والطبيعية لا بد وأن نستفيد منها بالقدر الكافى خاصةً فى البلدان المتوفرة فيها تلك الموارد الطبيعية وأكد حلقة أن السياحة الطبيعية لا تكلف كثيرًا وتجلب معها المال للإنفاق على العاملين فى المجال بالإضافة الى توفير فرص عمل للشباب، مما يؤدى الى ارتفاع كبير فى الدخل الفردى من خلال بناء المتنزهات وتعزيز المناطق المحمية الأخرى.
وحول طرق معالجة السياحة البيئية فى مصر، يقترح حلقة، أنه لا بد من بناء مخيمات صيفية من الخيزران والقش والقيام بالأنشطة الترفيهية التى تساعد على إيجاد جو مختلف فى ظل الوضع الموجود حاليًا، بالإضافة إلى الاستفادة منها، متابعًا أنه لا بد أيضًا من العمل على دمج عدة سياحات ببعضها البعض مثل استثمار السياحة البيئية مع السياحة الرياضية فى آن أو مع السياحة التربوية، أو الطبية وإنشاء صندوق دعم لتعزيز السياحة البيئية.