الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أصغر مدمن هيروين في مصر: أصدقاء السوء دمروا حياتي.. صرفت أكثر من 100 ألف جنيه على "المخدرات".. والدته: اكتشفت الكارثة بعد عامين من إدمانه.. وربطته بالسلاسل عشان أنقذه

اصغر مدمن في مصر
اصغر مدمن في مصر ومحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى منزل متهالك، تعيش داخله أسرة بسيطة، الأم تكافح من أجل البقاء، والأب خلف الأسوار يعاقب على جريمة ارتكبها، يجلس شاب صغير لم يتعدَ عمره الـ 14 عامًا، اختار طريق اللاعودة عندما أدمن تعاطى الهيروين بواسطة «الحقن»، دون أن يعلم أهله، وعندما علموا نبأ إدمانه ذلك المخدر الخطير بذلوا كل ما فى وسعهم من أجل منعه من الاستمرار فى ذلك الطريق، ولكن دون جدوى ليجدوا أنفسهم فى النهاية مضطرين إلى ربطه بسلاسل حديدية من يديه وقدميه. 
انتقلت «البوابة»، إلى منزل ذلك الصغير، حيث كشفت أسرته مشوار إدمانه لذلك المخدر على نحو 4 سنوات، وكيف عانت لإعادته من ذلك الطريق المظلم.
مشوار إدمان محمد ١٤ سنة، لـ«الهيروين» على استمرار ٤ سنوات، مؤكدا أن أحد الأشخاص هو من دفعه إلى تعاطى المخدر، مشيرًا إلى أنه كان يعمل باليومية، وكان يشترى بما يجنيه من عمله «هيروين»، بنحو ١٠٠ جنيه فى اليوم.
وأضاف أنه كان يضطر إلى سرقة الأدوات المنزلية الموجودة داخل منزلهم عندما تقل الأموال معه، والقيام ببيعها لشراء المخدرات، كما أنه فى حالة سؤال والدته له عن حصيلة عمله، فكان يبرر لها ذلك بأن الفلوس قد ضاعت منه.
وأكد أن أصدقاء السوء وبائعى ذلك السم، كانوا فى البداية يعطونه الجرعة دون مقابل فى بعض الأحيان، حتى أدمن التعاطى، ومع الوقت حاول أهلى على مدار عامين منعى من التعاطى، ولكن دون جدوى مما اضطر هم إلى القيام بربطى فى المنزل، حيث كانت تربطنى والدتى داخل المنزل وتخرج للعمل، وعند عودتها من الخارج، كانت تجدنى قد نجحت فى فك القيد الموجود حول قدمى ويدى، حيث أكون حينها قد خرجت وقمت بشراء جرعة «الهيروين»، من الخارج.
وأشار إلى أنه ندم ندمًا شديدًا على تعاطيه تلك المواد المخدرة، مضيفًا أنه قد أهدر أكثر من ١٠٠ ألف جنيه على تعاطى تلك المواد المخدرة خلال الـ ٤ أعوام السابقة، وكلما جلس مع نفسه وتذكر تلك المبالغ الكبيرة، التى أهدرها على إدمان «الهيروين»، كان يحزن على نفسه حزنًا كبيرًا، وينتظر اللحظة، التى يصبح فيها متعافيًا نهائيًا من تناول ذلك المخدر السام، حيث إنه فى بعض الأحيان تنتابه حالة شديدة يرغب فيها بقوة إلى الإقبال على تعاطى «الهيروين»، ولكن بعد وضع أهله لتلك السلاسل فى قدميه، كان لها دور كبير فى عدم تعاطيه المخدر، وذلك لفترة تقترب من يومين.
وأوضح: أن أعراض توقفي عن التعاطى، متعبة للغاية وتجعلنى أشعر بحالة من المغص الشديد والإسهال، وألم شديد ينتاب جسدى، من الحين للآخر، كما تنتابنى، حالة شديدة أرغب خلالها بالعودة للتعاطى، وبالتالى يمكننى وقتها أن أسرق أى شىء من المنزل فى مقابل شراء الجرعة حتى يهدأ جسدى، حيث أذهب إلى بائعى ذلك السم للشراء منهم.
وأشار إلى أنه يرغب بشدة فى الإقلاع عن التعاطى، كما أن والدته قد ساعدته فى ذلك، حيث تقف بجواره وتدعمه بصورة مستمرة، وقامت بربطه فى السرير حتى لا يتحرك.
أما والدة الطفل، فتتحدث والدموع تسبقها، قائلةً: «ابنى كان يقوم بافتعال المشكلات مع الناس طوال الفترة التى كان بيشرب فيها، وكانت فلوسه ضايعة عليه، وكان يسرق الأدوات الكهربائية والمنزلية من البيت علشان يجيب بيها «هيروين»، وحاولنا منعه بكل الطرق، وكنا نضطر لربطه من قدميه، لكنه كان يتخلص من السلسلة ويهرب لشراء المخدر».
وأضافت أنها تحلم بتلك اللحظة، التى يكف فيها نجلها عن تعاطى ذلك المخدر الخطير، مشيرة إلى أن إدمانه لتعاطى ذلك المخدر تسبب فى خسائر فادحة للمنزل، خاصة أن ظروفهم المعيشية صعبة للغاية، والمنزل الذى يعيشون فيه صغير، وتعمل خادمة داخل أحد المنازل، وذلك لكسب العيش والإنفاق على مصاريف المنزل.
وقالت: «لم أكن أعرف بإدمان نجلى لذلك المخدر الخطير خلال أول عامين من تعاطيه، حيث إننى اكتشفت ذلك فى آخر عامين فقط، وحاولنا منعه بكل الطرق ولكننا لم نستطع ذلك، وكان يخرج ويختلق مشكلات مع الأهالى فى المنطقة، وبالتالى اضطررنا فى النهاية إلى ربطه بواسطه تلك السلاسل الحديدية، وبالفعل فإن حالته فى تحسن ملحوظ، كما أننا نطالب بأن يتم علاج نجلى فى أى مصحة علاجية للدولة، حتى يعود سليمًا ومعافى كما كان فى البداية.
وأشارت إلى أن نجلها الأكبر عاطل، ويجلس فى المنزل، حيث إنه لا يجد عملًا فى الوقت الحالى نظرًا للظروف العصيبة، وقد بحث عن عمل فى أكثر من مكان ولكنه لم يجد، وأضافت: «اضطررت للخروج والعمل فى المنازل، حتى أستطيع أن أوفر لهم المال، كما أننا نعيش داخل شقة مكونة من غرفتين فقط، ورغم ظروفنا العصيبة إلا أننا لم نتقبل فكرة أن يكون نجلى مدمن «هيروين»، وبالتالى نسعى جميعًا إلى أن يقلع عن التعاطى. 
من جانبه أكد الدكتور «تامر حسنى»، بصندوق مكافحة الإدمان بمجلس الوزراء، أن أغلب الأطفال، الذين يتعاطون «الهيروين»، يعانون من اضطراب المسالك، ولديهم تصرفات خارجة عن إطار العرف والقيم، ويكون عنيدا ولا يتعظ من تصرفاته، ولديه مشكلة مع نفسه، ويقوم بتقليد النماذج السيئة فى المجتمع، واضطراب المسالك هو مرض لدى الأطفال من سن ٨ سنوات إلى ١٤ سنة، ويكونون أكثر عرضة للدخول فى بوابة إدمان «الهيروين»، وغيره من المواد المخدرة الأخرى.
وأضاف حسنى، أن أطفال الشوارع يتعاطون مواد مخدرة متعددة مثل «الكلة والغراء»، وكل ذلك يؤثر على الرئة والصدر وبالتالى نجد حالات وفاة بينهم، مشيرًا إلى أن أغلب الحالات، التى تدخل طريق «الهيروين»، تدخل بعد فترة من التعاطى لمواد مخدرة متنوعة، ويكون سن الإدمان من ١٥ سنة إلى ٦٠ سنة، وهى تلك الفترة، التى ينتشر فيها إدمان مخدر «الهيروين».
وأشار إلى أن صندوق «علاج الإدمان» يبذل مجهودات كبيرة من أجل علاج مدمنى المواد المخدرة، خاصة مخدر «الهيروين»، والذى يعتبر من أخطر المواد المخدرة فى العالم نظرًا لنتائجه السيئة على المتعاطين، والتى قد تصل إلى الوفاة، موضحًا أن المدمن يكون فى حاجة شديدة للرعاية، ومع ذلك فإن مراكز علاج الإدمان بالمحافظات نجحت خلال العام الماضى فى علاج نحو ٩٣ ألف مدمن مخدرات على مستوى الجمهورية.
وأوضح: أن جميع المراكز مفتوحة لمدمنى المخدرات من أى مكان فى مصر للعلاج المجانى، حيث يتم تأهيل المدمن نفسيًا واجتماعيًا، ثم يتم بعدها العمل على الدمج المجتمعى للمريض، بعد أن يتم سحب المواد المخدرة من جسده.