حينما يتجرد الإنسان من آدميته يمكن له أن يرتكب أبشع الجرائم وأحطها، كما حدث مؤخرا فى حى «شبرا» حينما استقطب عامل بمسجد، سيدة فى منتصف الأربعينيات من عمرها، بعدها قام بقتلها بطريقة وحشية ظنا منه أنها تحمل أموالها، ولكن عدالة السماء اقتصت منه، حيث تم القبض عليه وإحالته للنيابة، التى أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
كانت مباحث قسم شرطة شبرا مصر، قد تلقت بلاغا من أهالى منطقة شبرا مصر، بالعثور على جثة لسيدة مجهولة، وملقاة أمام أحد مساجد المنطقة، وشكلت مباحث القاهرة فرق بحث لكشف غموض الواقعة وتحديد هوية المجنى عليها.
توجه رجال المباحث لمكان الواقعة، حيث تبين أن الجثة لسيدة فى العقد الرابع من عمرها، وترتدى ملابسها كاملة ومصابة بـ٧ طعنات بمناطق متفرقة، ودلت التحريات أن المجنى عليها ليست من أهل المنطقة.
بالتحريات توصل رجال المباحث إلى أن وراء مقتل السيدة، عامل بالمسجد، حيث قام بالتعدى عليها داخل المسجد وضربها بواسطة حجر لسرقة المجنى عليها اعتقادًا منه أن بحوزتها أموالا كثيرة. وتوصلت جهود فريق المباحث إلى أن القاتل عامل يتردد على المنطقة وأجهز على المجنى عليها بتهشيم رأسها وطعنها، لسرقتها وحاول نقل الجثة فى وقت متأخر ليلة السبت الماضى، إلا إنه لم يتمكن من ذلك، فترك الجثة ولم يجد بحوزتها أموالا كثيرة مثلما كان يعتقد وسرق قرطها الذهبى ولاذ بالهرب.
«البوابة» توجهت إلى مكان الواقعة، والتقت بعض الأهالى ومنهم «أحمد. ر» ٢٢ عاما، ويقول: «لاحظنا على الجانى علامات الحيرة بعد ارتكابه الواقعة مباشرة، وكان ممسكًا بالسيجارة ويدخن بكثافة، وكان يلتفت يمينًا ويسارًا، ويدخل ويخرج من المسجد».
ويضيف قائلا: «فوجئنا بالمتهم يخرج من باب المسجد ممسكًا بكرسى متحرك، فكرنا إنه لص خاصة أن المسجد كان قد تعرض للسرقة من قبل، فتتبعنا المتهم الذى كان قد تحرك وتوجه للشارع الخلفى للمسجد، وأوقفناه، وفوجئنا أن المرأة مخنوقة وعلى ملابسها آثار دماء، وقمنا على الفور بتبليغ القسم واحتجاز المتهم، حتى وصل رجال الشرطة».
ويتفق «سعد. س» ٤٠ عاما، من أهالى المنطقة، مع الرواية السابقة، فيقول: «المتهم جاء إلينا منذ ٤ أشهر من منطقة روض الفرج، ولم يرتبط بعلاقة مع الأهالى فى المنطقة، وكان دائمًا يمكث فى المسجد، لأنه عامل بأحد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف»، مشيرًا إلى أن تلك الواقعة هى الأولى من نوعها بالمنطقة، متسائلًا، كيف لهذا الراجل الذى يعمل خادمًا فى المسجد، أن يستقطب امرأة ويدخلها إلى المسجد بتلك السهولة؟، وعرفنا بعد ذلك أن المرأة من حى روض الفرج، الذى كان يعمل به سابقًا، مشيرا إلى أن تلك هى المرة الأولى التى تحدث فيها جريمة بتلك الصورة البشعة فى المنطقة.
