الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا صوت يعلو فوق صوت الملحمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصبح الشعب المصري ويمسي شغوفا متلهفا لما يحدث في محاربة الإرهاب في سيناء يدفعه خوفه على البلاد والعباد والأولاد، تشفيًا لكل أم فقدت فلذة كبدها، وكل امرأة ودعت زوجها الشاب، وكل طفل دموعه ما زالت تسيل على فراق أبيه، أنه الجرح الذي سيندم وتلتئم فتحاته، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
إن جيشنا الباسل الذي سعى لتشويهه الإرهابيون، ها هو يعلو زئيره في غاباتهم وكهوفهم وأعشاشهم، إنها مصر شعبا وجيشا وقيادة، فالملحمة تضرب نوعا جديدا من التحدي والصمود والتلاحم، فقد نسينا جميعا ما يهمنا وتطلعنا لمعرفة الأحداث فهذا هو الانتماء الذي دبت دماؤه في شرايين المصريين وخاصة الشباب الذين لم يعوا على حرب أكتوبر المجيدة، نراهم لا شغل لهم إلا تداول أخبار الجيش والتحدث بحماس حبا لبلاده.
كم كنا تطلع إلى هذه الهبة القوية التي حلت محل كل اهتمامنا فكم بكينا على طفل يقتل ومسجد يدمر في وقت الصلاة وكنيسة تفجر وجثث تتطاير يمينا ويسارا بلا رحمة، وأبرياء ليس لهم ذنب، فجروا من قبل عقول عشش فيها الظلام بأفكار ضالة مضلة، تساوي مناظرهم الرثة وأسلوبهم في الحياة، فقد استطاعوا أن يهددوا دولا ويشكلوا عصابات مدفوعين الأجر لتهدم مصر أيضا، لكنهم سيقبرون كما قبروا الذين من قبلهم، وسيدحرون وينحرون جزاء بما كانوا يفعلون.
إن الملحمة التي نراها لتضرب مثلا وعلما لكل الدول التي تساند الإرهاب بأن مصر أولادها، جزء لا يتجزأ من ترابها، فأولادها قد ورثوا جينات التحدي في كل المجالات وليسألوا عن أهم علماء العالم ومفكريها وكتابها وصناعها هم المصريون الذين لا يقف أمامهم حائل ولا سد ولا مانع إلا وعبروه، فقد أخطأ من توهم أن الجينات المصرية قد اندثرت وراحت وتبخرت، فقد ذهل العالم بمراوغة مصر في يوم الخميس كان الجيش يفتح مزارع زراعية وصوبات، فظن الإرهاب أن مصر نائمة في بحر لجي، لكن الجيش المصري لم ينم ولم يعرف الراحة فقد باغتهم في يوم الجمعة كما كان يباغتون الناس الآمنين المصلين في كل مكان.
أإنها مصري من تدعمون الإرهاب وتسعون لإسقاطها، فليسألوا أنفسهم، عن الاستعمار الذي تأثر بنا لو نتأثر به ولا بلغته ولا بتقاليده، كما فعلت بعض الدول التي ما زال نصف كلامها لغة غير لغتها أو غير ذلك، فالفراعنة تجذب الناس إليها ولا تنجذب نحو أحد ،نغير ولا نتغير بعاداتنا وثقافتنا التي أنارت للعالم كله الطريق، فلا شيء يثني المصري عن هدفه الذي يجمعه بين جناحيه ألا وهو البناء وثقافتة فإذا تغرب سنوات وسنوات، لم يكن مثل أي شخص في العالم همه الأكبر هو العيشة فقط، لكنه يرجع إلى بيته وترابه يلملم شتاته ليبنى لأولاده بينتا وسكننا، لا يعرف فكرة المرتزقة الأفاقين المعجونين بنار الشياطين، وحين تدب المعركة عن الأرض التي في نظره العرض تثور دماؤه ولا يهدأ حتى يأخذ ثأره.
هذه هي فلسفة الجينات المصرية، أما هؤلاء الجهلاء لم يعرفوا الأنساق الاجتماعية للشعب المصري الذي يتكلم بلغة واحدة ويشعر شعورا واحدا أما من شذ فليس منا لذلك تضرب الملحمة نشدا واحدا تعزف سيمفونية الكرامة في تناغم، فهل يعي ما يساند الإرهاب ذلك أم هم على قلوب أقفالها.