السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

‫الحب والحرب.. أسطورة مصرية وانتصارات خالدة‬

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‫رغم أهمية الاستمتاع بالحياة وروعتها، إلا أن هذا لا يحدث دون حروباً يخوضها المرء لضمان الوصول إلى هذا المبتغى، ولأن العمر نسخة واحدة في رحلة الدنيا يصبح من يعي هذا المعنى أكثر إستمتاعاً بجودتها لأنه يدفع الكثير ليصل لتلك النقطة بعد أن أيقن بعدم تكرار التجربة التي تستحق، فهي العمر الذي لن يتكرر، وبالتالي لا يوجد مساحات لإهداره أو العبث بأيامه.‬
‫ ‬‫هو أغلى ما يمتلكه الإنسان، لأن نفاذه يعلن إنتهاء الرحلة، إنه العمر، وفي سبيل الحفاظ عليه نستخدم كل ما أوتينا من قوة، ورغم ذلك وأهميته هناك من يكرس حياته لكي نحيا نحن، ويموت أيضا لهذا الهدف النبيل، إنهم رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة، يخوضون الآن كما عهدنا منهم الحرب الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب، هؤلاء الأبطال لا يعرفون سوى النصر والمجد في كافة معاركهم المتوجة بتاج المجد، فعلى عكس قوانين الحياة تجدهم قد وهبوا أرواحهم فداءً للوطن وسلامة شعبه، فمصر بالنسبة لهم هي العقيدة والمعتقد، والدفاع عنها شرف لا يضاهيه سواه، والموت من أجلها هو الطريق نحو الجنة وبداية لحياة أخرى أعظم.‬
‫يسعى المواطن كل يوم ويعمل على إيجاد حلول ضامنه لاستمرار حياته كما يتمنى، ويبذل من الجهد الكثير لينعم بروعتها التي لا تكتمل إلا بالحب، فهذا الشعور يعد روحاً آخرى تسكن قلب من ينعم به، وتمده بطاقة الأمل اللازمة للإنتصار خلال معاركه اليومية، فالحب بلورة ساحرة، تستطيع من خلالها إكتشاف ورؤية الجمال في أي شيئ، وتلك النظرة تعطي الحياة بعداً آخراً أكثر إيجابية، فشمس النور سطعت في الوجدان وأنارت القلوب البيضاء، لتتزين الأيام بجميع الألوان المبهجة المحددة لملامح الرحلة التي تخلو مما هو قاتم.‬
‫على الجانب الآخر هناك من يسعى لطمس عتمة ما شهدناه خلال السنوات الماضية، مضحيا في سبيل تحقيق ذلك بأثمن ما يملك، لترتوي أرضنا الطيبة بدمائهم الطاهرة، فتطرح بساتين الأيام لنا حياة، نعيش خلالها ونستمتع بإنتصاراتنا الوطنية التي تحققت بالتضحيات، ليقدم لنا أبطال الجيش والشرطة هدايا عيد الحب المزينة باللون الأحمر ودماء الإرهابين خلال الملحمة العظيمة التي يخوضونها في العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ .‬

‫ولأن مصر هي الأرض التي اختصها الله وكرمها بالتجلي عليها، فقد إرتوت منذ هذه اللحظة المباركة بالحب، ليصبح الزرع والمحصول هو المحبة والخير، فهذه الأرض لا تعرف غير ذلك منذ بدأ الخليقة، فهي جنة الأرض ومحتضن الأنبياء ومقصدهم، فكيف لا تكون المبتغى وهي بوابة السماء التي تفيض علينا بنهر النيل، فتخضر أرضا بعذب مياهه. لذلك تجد المصريين بطبيعتهم وفطرتهم شعباً محبا للحياة، يتفنونون دائما في إيجاد الطرق للإستمتاع بتفاصيلها، فيحاربون من أجل الحب المتمثل في التضحية بهدف الحفاظ على الأرض والدولة، ليصبح الجميع محاربون، كلُُ في مكانه، فتكتمل ملحمة النصر لجيوش الشمس ( القوات المسلحة - الشعب ) لأن الترابط فيما بينهم عظيم، فالجيش من الشعب والشعب كله جيش، حقاً، هي منظومة ديناميكية لا يعرف قواعدها أي دخيل، لأنها من الأسرار.‬
‫ويغلف الحب علاقة الشعب بجيشه والعكس أيضا، فذلك الشعور النبيل هو أحد السيمات الرئيسية لشخصية المواطن المصري، وهو ما تصدى لما شهدته مصر خلال الفترة الماضية من محاولات خبيثة من بعض الكيانات والتنظيمات المعادية للانسانية للتغير في تلك الجينات، إلا أن المجتمع لفظهم كما يقاوم الجسد المرض، فهم يكرهون الحياة، فكرهتهم الحياة.‬
‫ووسط تقلبات الحياة وعواصفها، وما يتخللها من مراحل صعود وهبوط، وفي كل الظروف المعيشية، مهما كانت رائجة أو العكس، ستجد الجميع مستمسك بالحب، حب العاشق لحبيبه، وحب الخير للآخر، وحب المواطن لأرضه، وحب الجيش للنصر، وحب جنوده وقادته للموت في سبيل مصر والعيش من أجل رفعتها، وحب الشعب لقواته المسلحة والتي تهديه دائما دون أي مناسبة باقات ورد النصر، ليبادلهم الشعب بزهور الحب الأبدي.‬
‫دامت أيامنا ساطعة بالنصر والحب‬