لو سألت أى مصرى بغض النظر عن المستوى الاجتماعى والثقافى، عمَّا يتمناه بصورة شخصية، مهما تعددت طرق التعبير والأسلوب، فإن ملخص الإجابات فى أغلب الأحوال لن يخرج عن:
أتمنى الصحة والستر، مع أن أسلوب حياتنا ليس له أى علاقة بالصحة والحفاظ عليها، سواء كانت طريقة التغذية أو عدم ممارسة الرياضة أو طريقة الجلوس والتعامل مع موضة الملابس وخلافه، ورغم هذا نجد البعض يتقمص دور عم أيوب فى مسرحية الجوكر، وهو يتسند على عكازه ولا يستطيع المشى ويرى أن «ربنا أخد منى كل حاجة وادانى الصحة».
سواء كان هذا صحيحا أو أمانى تقال فى صيغة شكر أو فضل لله، إلا أن اكتساب الصحة يحتاج مجهودا ومتابعة، خاصة أن الأغلبية وأنا واحد منهم يحتاجون للانضباط والالتزام الصحى.
ورغم أمراضنا الكثيرة وما يتعلق بها من ممنوعات، تجد الأغلبية تتعامل معها كأنها نوع من العقاب أو تخليص الذنوب، وتراوغ فى الالتزام به بحجة «نفسى راحت لحاجة ومرة واحدة مش هتضر.. وربنا يستر».
الستر هو الجزء الثانى من الأمنية، وتربطه الأغلبية بمعتقدات وأفكار دينية وعقائدية، «اللى ربنا بيحبه بيستر عليه»، وكأن ربنا بيكيل بمكيالين وعنده تحيز وتفضيلات زى البنى آدمين.
نقوم بكل حاجة تعرضنا للخطر وندعى ربنا يسترها معانا، كنوع من إبراء الذمة وتخليص الضمير، علشان لو ساءت الأمور يبقى ربنا هو اللى ماسترش.
اعتمادية وتواكل دينى مرتبط بمنظومة متداخلة من الأفكار المغلوطة على خرافات تراثية ذات إرث ثقافى، يقول سلمها لله وهى تتعدل بالمشيئة، فالستر أمنية ورغبة مرتبطة بالإحساس بالآمان والعيش فى طمأنينة.
أنواع الستر:
- الستر المالى وهو الأهم فى نظر الأغلبية، ربنا ما يحوجناش لحد.
- ستر العلاقات طالما بابنا مقفول علينا مش مهم إيه اللى بنا، وما نشمتش الناس فينا.
- ستر الإساءات وأغلبيتها لها علاقة بمرحلة الطفولة والتعاملات مع أشخاص لهم سلطة ومكانة فى حياة الفرد لا يستطيع مقاومة تأثيرهم ورد فعلهم عليه.
- ستر الأخطاء والنزوات الشخصية والتعامل بسبب قلة خبرة أو قصور فى مهارات التواصل الاجتماعى، أو قصور فى التفكير.
الستر مرتبط بالأسرار، حجم مرضنا مرتبط بحجم أسرارنا، والتعافى هو شجاعة إزالة غطاء الستر عن أخطاء وأوجاع تمرض النفس وتؤذى الضمير.
إميل لبيب متخصص المشورة الأسرية
