الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

روما .. «الملعب الدموى» رمز شهادة المسيحيين

الكولوسوم
الكولوسوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إضاءة «الكولوسوم» باللون الأحمر منتصف فبراير للتنديد بالاضطهاد

فى الرابع والعشرين من فبراير الجارى يضيء الملعب الرومانى «الكولوسوم» فى وسط روما بالأضواء الحمراء، للتنديد باضطهاد المسيحيين حول العالم، بمبادرة من جمعية عون الكنيسة المتألمة التابعة للفاتيكان، وفى الوقت ذاته تضيء كاتدرائية القديس إلياس المارونية فى مدينة حلب شمال سوريا، وكنيسة القديس بولس فى الموصل شمال العراق أنوراهما. وتجرى مبادرة الجمعية البابوية بمشاركة ممثلين بارزين كالرئيس الدولى لـ(ACS)، الكاردينال ماورو بياتشينتسا، والأمين العام لمجلس الأساقفة المونسنيور نونتسيو غالانتينو، إلى جانب شخصيات عامة هامة كرئيس البرلمان الأوروبى أنطونيو تاياني. تهدف المبادرة إلى هزيمة اللامبالاة، من جانب المجتمع الدولى قبل كل شيء، وضمان ألا يُقدم أى شخص، اعتبارًا من 24 فبراير الجاري، على تجاهل اضطهاد المسيحيين.

 

ذكرت الجمعية البابوية فى بيان، أنّ الحدث سيحظى بتغطية إعلامية استثنائية، والذى ستقوم فيه الجمعية بإنارة الملعب الرومانى القديم «الكولوسيوم»، رمز شهادة المسيحيين على مدى التاريخ، بضوء أحمر دموي، وفى الوقت ذاته سيتمّ إضاءة كاتدرائية القديس إلياس المارونية فى حلب، وكنيسة القديس بولس فى الموصل.

قال رئيس الجمعية فى إيطاليا، ألفريدو مانتوفانو، إنّ جماعات عديدة تكابد البؤس والعنف فى العالم بسبب إيمانها، ولقد أضأنا بالأحمر مرارًا، أهم المعالم الأثرية فى العالم، للتنديد باستشهاد العديد من إخوتنا، ونحن عازمون على إشراكهم هذه المرة مباشرة، من خلال جماعتين فى سوريا والعراق، نظرًا لأنّهما عانتا أكثر من غيرهما فى السنوات الأخيرة.

بطريرك بابل، على الكلدان مار روفائيل لويس ساكو، قال إن «النور يمتلك قيمة طقسية بالنسبة لنا»، وإن «تسليط الأضواء على الموصل يعنى حمل الأمل للمسيحيين العراقيين الذين عانوا كثيرا».

وأضاف أن «لإنارة كنيسة القديس بولس للكلدان فى الموصل، قيمة رمزية مهمة، لأنها تضم بقايا الأسقف الشهيد، المطران فرج رحوّ، الذى قتل قبل ١٠ أعوام فى الموصل، مختتمًا: من المهم جدا بالنسبة للمسيحيين الأبطال فى العراق، أن يتحرك الإخوة الغربيون لتعريف العالم بأسره بمعاناتهم».


الكولوسيوم

بدأ البناء فى مدرج الكولوسيوم عام ٧٢ م على يد الإمبراطور فيسباسيان، وتم الانتهاء منه بعد ثمانى سنوات؛ أى عام ٨٠ م، وكان مدرجًا ضخمًا يستوعب أكثر من خمسين ألف شخص، وهو يقع على مساحة ستة أفدنة، كما يبلغ طوله ٦٢٠ قدمًا، وعرضه ٥١٢ قدمًا، وعلى ارتفاع ١٥٨ قدمًا، تم استخدام أكثر من ١.١ مليون طن من الخرسانة والطوب والحجارة لاستكمال بنائه.

الكولوسيوم الذى كان إحدى الطرق التى كان يتبعها لإسعاد الشعب والحفاظ على دعمه وحبه وتأييده له، يوجد أسفله متاهة من الممرات السرية يُطلق عليها «الهايبوجيوم»، والتى كانت تُخصص لبقاء الحيوانات والمُصارعين والممثلين إلى حين ظهورهم المفاجئ وسط الساحة.


المدرج الفلاف

كان الاسم الأصلى له هو «المدرج الفلافى» ،إلا أنه بات يُعرف ـ فيما بعد ـ باسم «الكولوسيوم»؛ ليكون بديلًا للاسم الأصلى الطويل، خاصة عندما كان يتم الإعلان عن المباريات والعروض الترفيهية.

ويوجد خارج المبنى تمثال برونزى ضخم للإمبراطور نيرون يبلغ حجمه ٣٠ قدمًا، وقد أطلق على هذا التمثال اسم «العملاق نيرون» التى تعنى باللاتينية «كولوسوس نيرو»، تحول هذا التمثال إلى إله الشمس «إينفكتس»، ويعتقد كثير من المؤرخين أن اسم الكولوسيوم يرجع فى الأصل إلى تمثال «كولوسوس نيرون» أو العملاق نيرون.


أماكن مخصصة للجلوس

كان القانون الرومانى هو ما يُحدد أماكن جلوس عامة الناس داخل الكولوسيوم؛ فكانت تُخصص أفضل المقاعد لأعضاء مجلس الشيوخ، ووراءهم كان يجلس الفرسان أو كبار المسئولين بالحكومة، وإلى الأعلى قليلًا، كان يجلس عامة الشعب الرومانى (من الرجال) والجنود، أما فى الجزء العلوى فكان يجلس العبيد والنساء، وخُصص أفضل مقعد داخل الكولوسيوم للإمبراطور، والذى كان يجلس داخل «مقصورة الإمبراطور».

ولحماية المتفرجين من الشمس الحارقة والمطر، تم إنشاء مظلات قابلة للسحب أعلى المبنى، كما تم وضع حوالى ٢٤٠ صاريًا خشبيًّا لدعمها والمساعدة فى فتحها وإغلاقها، وكثيرًا ما قام البحارة الرومان بصناعة تلك المظلات عند الحاجة.


شكل المبنى

بُنيت جدران الكولوسيوم بالحجارة، كما تم استخدام عدد من الأقواس لدعم المبنى والحفاظ على صلابته فى الوقت نفسه، ويتكون من أربعة طوابق مختلفة يمكن الوصول إليها عن طريق السلالم، إلا أن دخول الأفراد كل طابق كان يتم تحت سيطرة ورقابة كاملتين، وكانت أرض الكولوسيوم خشبية ومُغطاة بالرمال.

 

الدخول للملعب الرومانى

احتوى الكولوسيوم على ٧٦ مدخلًا ومَخرجًا؛ لمساعدة آلاف الأشخاص فى الخروج سريعًا فى حالة نشوب حريق أو أى من حالات الطوارئ الأخرى، وكانت الممرات التى تؤدى إلى مقاعد الجلوس تسمى «فوميتوريا»، كما كانت كل المداخل الخاصة بعامة الشعب مُرقمة، وكان كل متفرج يحمل تذكرة بها رقم مقعده.

الممنوعون من الدخول

كان يُحظر على فئة معينة من الشعب حضور العروض داخله، وكان من بينهم المصارعون السابقون، والممثلون، وحفّارو القبور، وكان هناك ٣٢ بابًا من الأبواب المُفخخة تحت ساحته، وأُطلق على البوابة الغربية اسم «بوابة الموت»؛ إذ كانت مخصصة لنقل القتلى من المصارعين خارج ساحة المدرج.

 

بداية الألعاب

استمرت أولى ألعاب أقيمت داخل الكولوسيوم لمدة مائة يوم، واشتملت على أكثر من ثلاثة آلاف جولة من ألعاب المصارعة، ومات خلال ذلك الاحتفال العشرات من المصارعين والوحوش الذين ضحوا بحياتهم من أجل متعة وترفيه الشعب.

وفى أواخر القرن التاسع عشر وخلال فترة الاحتلالات والانتدابات البريطانية والفرنسية على البلدان العربية المختلفة، كانت الساحة تستخدم فى قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية مثل المعارك البحرية الصورية وصيد الحيوانات والإعدام وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة والأعمال الدرامية التى كانت تعتمد على الأساطير الكلاسيكية.

وقد وقف استخدام المبنى لتقديم العروض الجماهيرية فى العصور الوسطى المبكرة، وأعيد استخدامه بوصفه مأوى ومصنعًا ومقرًا للنظام الدينى وقلعة ومحجرا، وتم استخراج مواد بناء وفيرة لبناء مبانٍ أخرى من تحت أنقاضه، إلا أن تحول بعد ذلك إلى مزار مسيحي، تكريمًا للأسرى الذين قتلوا خلال السنوات الأولى للمسيحية.

 

واحد من عجائب الدنيا السبع

وقد انهار الجزء الجنوبى للكولوسيوم من جراء زلزال كبير فى عام ٨٤٧م، رغم تضرر الهيكل بشكل كبير بفعل الزلازل، إلا أنه دائمًا ما يُنظر إلى الكولوسيوم بوصفه رمزًا للإمبراطورية الرومانية ومثالًا شاهدًا على العمارة الرومانية.

والكولوسيوم هو واحد من مواقع الجذب السياحى الأكثر شعبية فى روما الحديثة، ولا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة الكاثوليكية، حيث يترأس البابا درب الصليب فى جمعة الآلام.

ويعد الكولوسيوم مركزًا تاريخيًا لروما والكرسى الرسولى لمناطق خارج الإقليم فى إيطاليا، واُختير مدرجه موقعًا للتراث العالمى من قبل اليونسكو فى عام ١٩٨٠، وفى عام ٧ يوليو عام ٢٠٠٧، أُدرج المدرج أيضًا ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة فى العالم.

تبقى الشهوة وحدها وتصير إرادة هذا الإنسان ذليلة أمام شهوته، لا يسمع لصوت عقله ولا يسمع لصوت ضميره ولا يسمع لصوت أحبائه ومستشاريه ومرشديه، إنما ينقاد لشهوة قلبه

إنارة كاتدرائية القديس إلياس المارونية فى حلب.. وكنيسة القديس بولس فى الموصل في نفس الوقت لتسليط الضوء على معاناة السوريين والعراقيين