الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"البنيان المرصوص" يعلن النفير فى ليبيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما زالت قوات البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق الليبية المقيمة بطرابلس، ويرأسها فايز السراج، تسعى لتحرير الأراضى الليبية من قبضة بقايا العناصر الإرهابية التابعة للتنظيم داعش الإرهابى، حيث أعلنت الاستنفار فى صفوفها بعد رصدها قوات معادية، بما يفرض عليها حماية المدينة من تهديدات أمنية كتلك التى تشهدها مدن ليبية أخرى. ووقع الجمعة الماضى انفجار مزدوج، داخل مسجد بمنطقة الماجورى فى مدينة بنغازى وأسفر الهجوم عن سقوط قتيلين و٦٢ جريحًا فى حصيلة أولية. كانت بنغازى شهدت فى ٢٣ يناير الماضى، هجوما إرهابيا يعد الأكثر دموية وبشاعة خلال السنوات الماضية، حيث انفجرت سيارتان ملغمتان، ما أدى إلى مقتل ٤١ على الأقل، وإصابة أكثر من ٨٠ بينهم قيادات أمنية وعسكرية كبيرة وعناصر من الشرطة. وقال عماد السنوسى، من كتيبة التدخل السريع فى بنغازى، إن التحقيقات الأولية أكدت أن عبوة ناسفة وضعت فى أحد مرافق مسجد سعد بن عبادة بشارع عبد الجليل بمنطقة الماجورى وتم تفجيرها عن بعد أثناء أداء صلاة الجمعة. وأكد أن المنطقة التى طوقت بالكامل تجرى فيها التحقيقات والمتابعة، نافيا أنباء تتداولها وسائل الإعلام عن حدوث انفجارات فى مساجد أخرى، ولم تعلن أى جهة مسئوليتها عن هذا الاعتداء حتى الآن. ونشر المكتب الإعلامى لقوات البنيان المرصوص، المتمركزة بسرت ٤٥٠كلم شرق العاصمة طرابلس، على حسابه الرسمى بموقع «فيس بوك» أن قوة تأمين سرت، تعلن حالة النفير فى صفوف قواتها، بعد رصد تحركات للعدوّ شرق سرت.
ولم يوضح البيان هوية تلك القوات وما إذا كانت تابعة لتنظيم داعش أم لقوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب فى طبرق «شرق»، إلا أن الفرضية الأقرب هى قوات داعش، لأن العميد أحمد المسمارى المتحدث باسم قوات حفتر، سبق وأكد أنهم لا يرغبون بمواجهات مع قوات البنيان المرصوص. وبدأت قوات البنيان المرصوص أولى عملياتها فى مايو ٢٠١٦، حيث شنّت هجوما عسكريا، تمكّنت خلاله من طرد مسلحى داعش من سرت، بعد ٨ أشهر من القتال.
مساعد قائد قوة تأمين سرت يؤكد أن حالة النفير أعلنت بعد ورود معلومات تفيد بوجود سيارات مسلحة تابعة لداعش.
من جانبه، قال مساعد قائد قوة تأمين سرت، العقيد على رفيدة، إن حالة النفير أُعلنت بعد ورود معلومات تُفيد بوجود سيارات مسلحة جنوب شرقى سرت، يعتقد بأنها تابعة لداعش. وأوضح أن حالة النفير تشمل رفع درجة الاستعداد للقوات المتواجدة بالمدينة بشكل كامل، وتسيير دوريات فى المناطق المحيطة والمشبوهة، فضلا عن تكثيف الدوريات وإقامة الحواجز الأمنية والدوريات المتحركة والثابتة.
وأضاف سبق أن نبّهنا السلطات الليبية بتواجد عناصر تابعة لداعش، تتجمع فى عدة وديان محيطة بأطراف سرت، لكن الاستجابة كانت بطيئة، قائلا: ما زلنا ننتظر تحرك السلطات، وإذا استمر الوضع فنتوقع أن يتجمع التنظيم من جديد، ويسبب مشاكل لليبيا بصفة عامة. ووصف الوضع الأمنى داخل سرت بالممتاز مقارنة بالمدن الليبية الأخرى، فى إشارة إلى التفجير الذى استهدف أحد المساجد فى مدينة بنغازى، وأدّى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات.
ويسيطر على بنغازى، ثانى أكبر مدينة فى ليبيا الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر الذى يتخذ من الشرق قاعدة له، وكان الجيش الوطنى الليبى يحارب إسلاميين متشددين يرتبط بعضهم بصلات بتنظيمى داعش والقاعدة، بالإضافة إلى خصوم آخرين حتى أواخر العام الماضى. وتشهد ليبيا صراعات بين عدة حكومات تتسابق على السلطة، فمن ناحية تسعى حكومة الشرق فى طبرق والموالية لجيش حفتر إلى فرض نفوذها، فيما تسعى حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والمقيمة فى طرابلس إلى بسط نفوذها كذلك، ليتصارع الطرفان على حساب أمن واستقرار البلاد. وكان اتهم الجيش الليبى بقيادة حفتر فى وقت سابق، الإخوان الممثلين فى المجلس الرئاسى التابع لحكومة الوفاق بالوقوف وراء مختلف الأحداث الدامية التى تشهدها بنغازى، من أجل إشعال الفتنة وشقّ صفوف المؤسسة العسكرية، الأمر الذى استنكره المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى.