الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نضال ريا وسكينة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا يا أسيادنا معلش ثقافتى على قدى ومش فاهمة وعايزه حد يفهمنى، وأكيد فيه ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا، وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين على اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه يفهمونا. 
حد يفهمنا هل تزوير التاريخ من الممكن أن يخدع أجيالًا وراء أجيال، وأن الحقيقة من الممكن أن تقتل وتدفن، فأكثر من تسعين سنة عندما نستمع إلى أغنية «ياختى عليها ياختى عليها»، فنتذكر سفاحات الإسكندرية ريا وسكينة التى راحت ضحيتهما سبع عشرة امرأة بعد خطفهن ودفنهن بدافع السرقة، كما جاء فى القصة، وكما جاء فى أفلام السينما المصرية والمسرحيات، ولكن المفاجأة الكبرى التى فجرتها إذاعة BBC أن ريا وسكينة مناضلتان ضد الاحتلال البريطانى، وأن الجثث التى وجدوها أسفل الغرف التى كانت ريا تستأجرها كانت لجنود بريطانيين، وليس من بينهم امرأة واحدة، وهذا ما أكده المؤرخ والباحث السينمائى أحمد عاشور الذى أكد أنه حصل على أول موافقة رسمية من الرقابة على المصنفات الرسمية بعمل فيلم وثائقى يكشف عن براءة ريا وسكينة، وأنهما كانتا مناضلتين ضد الاحتلال البريطانى، وإن كل ما قد قيل عن ريا وسكينة افتراء، وتم إلصاق التهم لهما، وهذا من واقع سجلات القضية المودعة فى القضاء المصرى، وأن وكيل النيابة كمال بك عزيز الذى بدأ التحقيقات قدم استقالته، لأنه رفض ضغوط القنصل البريطانى فى إلصاق التهم لهما، وتم إعدامهما واستخدام عقوبة الإعدام لأول مرة ضد النساء (البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا)، وأيضًا وجد وكيل النيابة مخنوقًا، وتلك الحادثة يشوبها تهمة جنائية، وأيضًا وكيل النيابة الذى جاء من بعده سليمان بك عزت هو الذى لقن بديعة ابنة ريا، الشاهدة الوحيدة على العصابة أقوالها، وأقنعها بذلك حتى يتم الإفراج عن والدتها، وبعد ذلك أودعت بديعة فى ملجأ أيتام وبعد شهور تم حرق الملجأ فى ظروف غامضة ليموت مع بديعة سر ريا وسكينة، وهنا نجد عدة أسئلة محتاجين حد يجاوب عنها ويفهمنا، حد يفهمنا هل ريا وسكينة كانتا تعملان فى الدعارة برخصة من الحكومة وقتها وتديران بيوتًا للدعارة؟ فما الذى سيدفعهما إلى قتل النساء وخطفهن، وهما أغنياء من تلك المهنة؟ حد يفهمنا هل كانت ريا وسكينة قبيحتين أم أنهما جميلتان؟ كما وصفها أحمد عاشور الذى فاجأنا بمجموعة من المفاجآت، التى تثير الجدل واللغط فى حقيقة ريا وسكينة، التى سوف تظهر فى فيلمه الجديد، حد يفهمنا هل كان القضاء المصرى حرًا مستقلًا، وكيف ذلك وكانت مصر تحت الانتداب البريطانى؟ وهذه هى إجابة السؤال ما الذى يدفعهما إلى قتل النساء؟ وقد تم الكشف عن عدد كبير من جثث النساء فى أماكن متفرقة بعد القبض عليهما، وهناك أيضا آراء ضد هذه الأحداث الأخيرة، فاهمين ولا محتاجين حد يفهمنا.