أطلق الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية تحذيرًا خلال تصريحات تلفزيونية بالأمس، من مواجهة مصير مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية التي تنتظر كارثة العطش.
وقال وزير الري إن المياه ستنفذ من المدينة خلال شهر أبريل المقبل بسبب انحسارها الذي يرجع للتغيرات المناخية.
وأضاف "عبدالعاطي" أنه لا بد من الاستعداد لمثل هذه الفترات من الجفاف بتخزين المياه واستغلال هطول الأمطار والسيول.
وفي تقرير لها أواخر يناير الماضي عرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" شرحًا مفصلًا لأبعاد الأزمة التي تنتظر مدينة كيب تاون، ويفصح التقرير عن أن جنوب أفريقيا تعاني شح الأمطار منذ 3 سنوات ومن المتوقع أن تنخفض النسبة اليومية للفرد من المياه، من 78 لترًا إلى 50 لترًا وهو ليس بالشئ الكثير إذا ما علمنا أن الإنسان يستهلك 15 لترًا من المياه في الدقيقة خلال الاستحمام وفقا للتقرير.
ويتابع تقرير الـ"بي بي سي" بالقول أن المدينة التي يقطنها 4 ملايين نسمة فرضت حظر على غسيل السيارات وملء حمامات السباحة بالإضافة إلى إعادة تدوير المياه لري الحقول وغسيل الملابس وفي حال استمرار الأزمة فسيتم قطع المياه عن الصنابير العامة بدءًا من الثاني عشر من أبريل المقبل.
وفي أغسطس من العام الماضي بلغت الأزمة إلى الحد الذي استدعى إنشاء موقع إلكتروني يُعرف السكان يوميًا بكمية المياه المتبقية للاستهلاك.
وترجع الأزمة التي تعيشها المدينة الجنوب أفريقية إلى ظاهرة تسمى بـ"النينو" وهي ظاهرة مناخية بين المحيط الهادئ والغلاف الجوي لها تأثير على المناخ ودرجات الحرارة في العالم كله، وتتسبب في ندرة الأمطار وقلة مياه السدود.
ويعود منشأ تلك الظاهرة إلى ما يعرف بـ"رياح التجارة" وتهب من المرتفعات الجوية باتجاه المناطق الاستوائية والاتجاه السائد للرياح التجارية في نصف الكرة الشمالي هو الشمال الشرقي، بينما في نصف الكرة الجنوبي في اتجاهها السائد هو الجنوب الشرقي.
غير أن في عام "إلنينو" لا يحدث هذا أو ربما يحدث بالعكس فيعود أثره على المحيط الهادئ.
