أخطاء تاريخية تحولت لدينا لحقائق، وأصبحت من الثوابت لدي الكثير من الناس، الحقائق التاريخية أكثر الموضوعات التي حدث لها تشويه وتغيير.
يعد صلاح الدين الأيوبي من أهم القادة المسلمين الذين سطروا أسمائهم بذهب في تاريخ الفتوحات الإسلامية، حيث تمتع بأسس إسلامية راسخة جعلته يلتزم بقضايا الإسلام، مما جعله يحقق إنجازات عظيمة، فبين توحيد مصر وسوريا، واستعادته للقدس من الصليبيين، دخل اسمه في سجلات التاريخ في الشرق والغرب.
عرف الإسلام كثير من القادة الذين غيروا وجهة التاريخ ونضالوا بدمائهم ضد المحتل، كانت أولي الحملات الصليبية على المشرق العربي تتكون من فلاحين وتجار وعامة الشعب، وكانت حملة غير منظمة يقودها بطرس الناسك من خلال أمر من البابا أوربان الثاني الذي ألهب الحماس في العامة لغزو الشرق كان ذلك عام 1096 ميلاديا الموافق 490 هجريا، كان الحكم وقتها في يد دولة السلاجقة الذين فشلوا في التصدي لهذه الحملة الغير منظمة، ليبدأ «ودود حاكم الموصل» بمهاجمة الولاية الصليبية التي أسسها الصليبيون والتي عرفت باسم إمارة «الرها»، ليكون أول من هاجمهم «ودود».
أما أول من انتصر على الصليبين فهو «نجم الدين إيلغازي» بعدما هاجم إمارة الرها، وانتصر عليهم قرب حلب السورية.
يأتي الدور الأكبر لـ«عماد الدين زنكي»، أمير الموصل، الذي استولي علي حلب ووحد إمارتي حلب والموصل ضد الصليبيين، ثم دعا للجهاد، وكون جيش كبير واستولي علي إمارة الرها في سنة 539 هجريا و1144 ميلاديا بعد 46 عامًا من تأسيسها، كان وقتها نصرا كبيرا للجيش الإسلامي بعدما تقهقرت القوات الصليبية نحو الغرب بعدما ظلوا نصف قرن في المشرق الإسلامي.
تمر السنون ويأتي نور الدين محمود الذي قضي قرابة عقد من الزمان يوحد صفوف بلاد الشام وإسقاط الدولة الفاطيمة على يد أسد الدين شيركوه، ليمهد كل ذلك الطريق أمام البطل «صلاح الدين الأيوبي»، الذي بدأ إستعداده بعد حكم الدولة الإيوبية بتوحيد الصف الداخلي لمصر والشام، كل ذلك لا ينقص من قدر القائد صلاح الدين كما ذكر مرجع النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، وكتاب «صلاح الدين الإيوبي» للدكتور عبد المنعم ماجد، الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
