الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تفاصيل الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر البرلمان العربي.. أبو الغيط يدعو إلى دعم وتحديث منظومة مجابهة الإرهاب.. رئيس الاتحاد الدولي: ربط التطرف بالإسلام أمر غير مقبول

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  إلى دعم وتحديث وتمكين المنظومة العربية لمجابهة الإرهاب لتصير أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية في صورها المختلفة والمتجددة، واستباقها على كل المستويات وإجهاضها، مؤكدا على ضرورة أن يكون العمل أمنيًا وماليًا وقضائيًا وإعلاميًا ودينيًا.

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمس السبت أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وقال أبو الغيط:"إن تنظيمات الإرهاب، وكما صار واضحًا للجميع، تعمل بشكل متضافر فيما بينها عبر المنطقة العربية، والأقاليم المجاورة لنا"، مؤكدا أنه لا يمكن التصدي لمخططاتها سوى باستجابة جماعية، وعمل منسق متواصل على المستوى العربي.
وأضاف أن مكافحة الإرهاب بندٌ حاضر باستمرار على أجندة الأمانة العامة، وعنصر رئيسي في اتصالاتنا مع المؤسسات العربية المعنية؛ وفى مقدمتها الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وكذا الأزهر الشريف وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وغيرها من المؤسسات الإقليمية والدولية ذات الصلة، مؤكدا أن المجال ما زال واسعًا لإنجاز المزيد على صعيد مكافحة الإرهاب في إطار منظومة العمل العربي المشترك.
ولفت الغيط إلى أن جامعة الدول العربية تعقد الأمل على البرلمان العربي للقيام بدور فعال في تجسيد إرادة الدول والمجتمعات العربية في تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وقال إنه بدون إرساء دعائم الحكم الرشيد لن نتمكن كدول وشعوب ومؤسسات وطنية وقومية من مواكبة تحديات العصر وما تفرضه تلك التحديات من ضرورات لترسيخ قواعد المشاركة السياسية وحُكم القانون والتعددية والعمل البرلماني الحر.
وأكد أن المؤتمر يكتسب أهمية خاصة كونه يُكرِّس أعمالَه لبلورةِ رؤيةٍ عربية شاملةٍ لمواجهة الإرهاب، مشددا على أنه لا توجد قضية تحظى بهذا القدر من الإجماع عبر العالم العربي، من محيطه لخليجه، مثل قضية مكافحة الإرهاب.
واعتبر أبو الغيط أن هذا الإجماع الواسع، الذي يشمل الحكومات والشعوب على حد سواء، هو أكبر نقاط القوة في موقفنا العربي الصلب ضد الإرهاب.
وتابع أبو الغيط:" لقد رفضت مجتمعاتنا العربية الإرهاب الأسود، بكل صوره وأشكاله وبكافة أساليبه وجماعاته، ورفضته الأمة رفضًا قاطعًا مُبرمًا وتبرأت من مرتكبي جرائمه والمحرضين عليها والداعمين لها، موضحا أن للبرلمانات العربية، باعتبارها محل الإرادة الجامعة للشعوب والمرآة الصادقة لهذه الإرادة، دورًا في بلورة هذا الرفض المُجتمعي الشامل حيث أن عليها ترجمة هذا الاصطفاف الشعبي الواضح في صورة إجراءات وقوانين وتشريعات من أجل تمكين الحكومات وأجهزة الأمن والفاعليات الدينية والمجتمعية من التصدي لهذه الآفة المدمرة، واقتلاعِ تلك الجرثومة الخطيرة من تربتنا بل واجتثاثها من العقول التي ضلت طريقها، وأوغلت في التطرف وتشربت أفكارًا لا علاقة لها بالدين، بل هي على النقيض من الرسالة الربانية على طول الخط.
وأعرب أمين عام جامعة الدول العربية عن أمله في أن يتوصل المؤتمر إلى نتائج تعكس حجم المسئولية التاريخية الملقاة على عاتق المشاركين فيه كممثلين للشعوب العربية التي تستحق السلام والاستقرار والازدهار والتنمية والغد الأفضل.

من جانبه أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي أن المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية سيصدر عنه  وثيقة عربية شاملة، لمكافحة الإرهاب، وفق مقاربة جديدة، ورؤية شاملة ومعمقة، تستهدف معالجة جذور المشكلة.
وقال الدكتور مشعل بن فهم السلمي خلال كلمته، إنه إدراكًا للتحديات الجسام، التي تواجه الأمة العربية، والمستجدات التي تستدعي مضاعفة الجهود العربية المشتركة، لمواجهة تنامي ظاهرة الإرهاب المقيت والتطرف والغلو، وتمدد الجماعات الإرهابية المسلحة داخل الدول العربية،، فإن الاجتماع، يأتي انطلاقًا من مسئولياتنا وأدوارنا ومهام برلماناتنا ومجالسنا العربية، لنعلن معًا ونقر وثيقة عربية شاملة، لمكافحة الإرهاب، وفق مقاربة جديدة، ورؤية شاملة ومعمقة، تستهدف معالجة جذور المشكلة، والتعامل مع أبعادها الاجتماعية، والفكرية، والنفسية، والتربوية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، جنبًا إلى جنب مع البعد العسكري والأمني.
وأضاف أن الوثيقة التي ستخرج عن المؤتمر تعد إسهامًا برلمانيًا عربيًا من منظور شعبي، يتكامل مع السياسات والإجراءات الرسمية العربية، ويعبر عن الظروف بالغة الدقة التي تعيشها أمتنا العربية، ويضفي رؤيتنا وهويتنا العربية على الجهود الدولية والإقليمية إزاء محاربة الإرهاب، بكافة أشكاله وصوره، وإدانة الجرائم والممارسات الوحشية والمستنكرة، للتنظيمات والجماعات الإرهابية، من جرائم ضد الإنسانية جمعاء.
وأوضح رئيس البرلمان العربي أن التهديد الذي لا يقل خطره عن الإرهاب المقيت على أمننا القومي العربي، بل على الأمن والسلم الدوليين، ما تمثله القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، الغاصبة للأراضي العربية في فلسطين وسوريا وجنوب لبنان، وممارساتها العنصرية وجرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الصامد، وتحديها السافر للاجماع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مما يتطلب من الجميع، تحمل المسؤولية تجاه هذه القوة الغاشمة، وإلزامها بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وبمبادرة السلام العربية، باعتبارها السبيل الوحيد لإحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية والجوهرية لأمتنا العربية، بل لاحرار العالم وأصحاب الضمير الحي، وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة، على ترابه الوطني على حدود 1967م، وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، لذا سيصدر أيضًا عن المؤتمر، بيانًا يعبر عن الموقف الراسخ للشعب العربي نصرة للقدس وللقضية الفلسطينية.

ونوه الدكتور مشعل السلمي لما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال كبيرة وجهود عظيمة خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والتي أبرزت الصورة المشرقة للحرمين الشريفين، وأظهرت قيم ومبادئ الإسلام العظيمة والصورة الحقيقية  للمسلمين.
وتابع: "الجهود والأعمال يقدرها ويثمنها أبناء الأمة العربية والإسلامية، لذا سيصدر بيان عن المؤتمر، بشأن الإشادة بما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود وعناية ورعاية للحرمين الشريفين، وخدمتهما وتحقيق الأمن وتوفير كل سبل الراحة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار".
من جانبه أكدت جابرييلا بارون رئيس الاتحاد البرلمان الدولي أن الاٍرهاب لا دين له وله جنسية وربط الاٍرهاب بالإسلام أمر خاطئ وغير مقبول، فالقرآن واضح في التأكيد على رسالة الإسلام الأساسية وهي السلام.
وقالت بارون إن أوجه التشابه بين المجتمعات العربية ومجتمعات أمريكا اللاتينية، قائلة لدينا خمسة ألاف كلمة متشابهة بين العربية والإسبانية، كما  لدينا نفس الطباع مثل حسن الضيافة والسلام ولدينا نفس الإحباطات.
ورفضت الاتهامات التي توجه للشعوب العربية والأمريكية اللاتينية قائلة: لن نقبل ان يقول أحد عَلِينا أننا مجرمون، معربة عن رفضها للأصوات التي تحرض على الكراهية  ضد شخص بسبب او لون جلده أو دينه، مشيرة الى القرارات  غير القانونية التي تستهدف وضع القدس.