السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"سعيد الكفراوي": الثقافة الملاذ الأخير للشعب المصري.. تطور ملحوظ في مستوى التنظيم واللقاءات الفكرية واستقبال الجمهور بمعرض الكتاب.. القوى الناعمة أخرجت رواد التنوير بداية من الطهطاوي حتى نجيب محفوظ

الروائى الكبير «سعيد
الروائى الكبير «سعيد الكفراوي»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما نتذكر المجموعة القصصية «زبيدة والوحش»، «البغدادية»، «يا قلب مين يشتريك»، «كشك موسيقى»، «دوائر حنين»، «مجرى العيون»، «سدرة المنتهى»، «ستر العورة»، مدينة الموت الجميل»، فنحن أمام واحد من أكبر وأبرز كتاب القصة القصيرة فى مصر، الذى بدأ كتابتها فى الستينيات، ولكن لم تنشر أولى مجموعاته القصصية إلا فى الثمانينيات، حيث ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدنماركية، فكل هذه الأعمال جعلته ينال جائزة السلطان قابوس بن سعيد للقصة القصيرة وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب، أنه القاص والروائى الكبير «سعيد الكفراوي»، الذى التقته «البوابة نيوز» داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته التاسعة عشرة، لكى يتحدث عن هذه الدورة وعن تجربة شباب الكتاب فى الوقت الراهن وعن أعماله المقبلة، التى ينتظرها الكثير من الكتاب والمبدعين والمثقفين.
عن رؤيته للدورة ٤٩ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، يقول الروائى سعيد الكفراوي: فى هذه الدورة تطور ملحوظ على مستوى التنظيم واللقاءات الفكرية وعلى مستوى استقبال الجمهور وإمتلاء المعرض بالمريدين، صحيح الشراء قليل، لكن الرغبة فى مشاركة الثقافة والابتهاج بها والفرح بالثقافة ميزة قديمة عند الشعب المصرى كانت توقفت ولكن هذا العام ردت إليه، ويختلف المعرض هذا العام كثيرًا، وأوجه الشكر لرئيس الهيئة العامة للكتاب.
تحمل هذه الدورة عنوان القوى الناعمة.. كيف؟ 
أضاف الكفراوي، أنه على مدى تاريخ مصر، وعلى الأقل الحديث منذ أوائل القرن العشرين بمصر، وجدت فى منطقتها وخارجها بالقوى الناعمة، وهى التى أخرجت رواد التنوير بداية من رفاعة الطهطاوي، مرورًا بطه حسين ثم العقاد ثم توفيق الحكيم ثم سلامة موسى، ثم لويس عوض ثم نجيب محفوظ ثم يحيى حقى إلى آخره، فالقوى الناعمة كانت مصر كلما كانت تلك القوى بعافيتها ومتحققة ورائدة كان دور مصر منيرًا ومضيئًا أطلقوا عليه زمن التنوير، وكلما اعتدت سلطة ما أو رئيس ما أو دولة ما أو نظام سياسى ما على تلك القوى وتهميشها واستبعادها عن التأثير، خفض دور مصر وخرجت من التأثير وإحياء القوى الناعمة إحياء لدور مصر السياسى والفكرى والاقتصادي، فلا بد أن نتكاتف فى كيفية إعادة القوى الناعمة لكى تقود التحضر والتقدم لمصر المعاصرة.
وعن الملفت فى هذه الدورة لمعرض الكتاب يقول الكفراوي: تحمل قاعات اللقاءات الفكرية والندوات أسماء لكبار الكتاب والمبدعين، فهذا إعادة اعتبار لهؤلاء الكتاب والمبدعين، الذين قدموا حياتهم للثقافة المصرية وعاشوا مشاكلها، وكانوا طوال الوقت يؤمنون بقيم العدالة والخير والحب والجمال، ورحلوا عن الدنيا بأجسادهم، وتركوا لنا زادًا يتعلم فيه الناس، ويستعيدوا تواريخهم، مطالبًا بكتاب «سندباد مصري» للدكتور حسين فوزى مقررًا على المدارس
وعن مشروعه الكتابى أكد الكاتب، أنه على وشك الانتهاء من كتابه الجديد، والذى يحمل عنوان «عشرين قمر فى حجر الغلام»، ويتضمن هذا الكتاب عشرين نصًا عن صبى اسمه «علي»، وهى تجربة طال انتظارها لعدة سنوات والهدف منها أن تنال إعجاب قرائها.
وجه الروائى والقاص سعيد الكفراوى رسالته من داخل معرض الكتاب، قائلًا: الثقافة هى الملاذ الأخير للشعب المصري، فالثقافة والإبداع كلما كان هو الصرخة الحقيقية فى المجتمع، كانت مصر بعافيتها وتاريخها وبصروخها على العالم، متمنيًا من النظام السياسى الانتباه إلى أن هناك نشاطًا إنسانيًا يدعى الثقافة مهمل، ولا أحد يسأل عنه.