الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نعم.. مصر لن تُبنى بالكلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم الصورة التى يراها كثيرون قاتمة فى المشهد السياسى الحالى مع قرب انتخابات رئاسة الجمهورية أرى كثيرًا من المكاسب وآمل أن تبقى معنا بعد بدء الفترة الرئاسية الثانية، أما أولى هذه المكاسب فهو تراجع استعداد المواطنين لتقبل حالة التخوين السائدة منذ سنوات مع زيادة نسبية فى الوعى الجمعى نتيجة لما تكشف لهم من معلومات وحقائق عن كم المؤامرات التى حيكت لوطننا على مدار تلك السنوات، وثانى تلك المكاسب هو العودة للتفكير فى العمل الحزبى والاقتناع بأنه مهما كانت السلبيات الكثيرة والصورة السيئة التى نعرفها عن العمل الحزبى على مدى عقود طويلة ماضية فإنه لا مفر كى يخرج الوطن من أزماته السياسية كالتى رأيناها مع فتح باب الترشح للانتخابات إلا بالرجوع للنشاط الحزبى والعمل على بناء جيل جديد من الأحزاب حتى فى ظل بعض القيود الموجودة حاليًا إلا أن ثقتى فى الرئيس السيسى وفى فهمه لأهمية وجود حياة حزبية قوية مثلما صرح من قبل فى مؤتمر حكاية وطن وفى معرفته ودرايته بحجم الضرر الذى جلبه غياب العمل السياسى والحزبى الصحيح من على الساحة كل ذلك يجعلنى متفائلًا بحدوث تغيير فى الفترة المقبلة خاصة مع إصرار الرئيس على إحداث تغيير فى فكر من يتصدى للعمل العام بأن يرتكز على العمل، وليس على الكلام والشعارات الرنانة فقط، وقد تجسد ذلك فى كلمة الرئيس الأخيرة، حين قال إنه ليس سياسيًا، والمقصد هنا أنه رجل أفعال، وليس سياسيًا يعتمد فقط على الكلام المعسول، حرصًا على نيل التصفيق والإشادة، ومن ثم يتخذ قرارات عنترية فى وقت نحتاج فيه التعامل بحكمة مع القوى الخارجية منعًا للصدام معهم والانزلاق لمنطقة لا يعلم عواقبها إلا الله.
حقيقة أؤيد الرئيس السيسى تمامًا فى مقولته بأن الوطن لن يبنى بالكلام، وهذا الكلام ينطبق على أى وطن، فما بالك لو كان هذا الوطن هو مصر بما يعانيه من تحديات ومشكلات تئن الجبال عن حملها، فمصر كانت وما زالت فى مرمى الذئاب دولًا وجماعات، وسياسة الكلام لا تجلب أمنًا، ومصر كانت ساحة وهدفًا للبلطجة والقرصنة داخليًا وخارجيًا.
ودعونا نصارح أنفسنا هل كان الكلام والشعارات ستحمى أعراض النساء اللائى تعرضن للخطف والتحرش أم كانت ستوفر السلع وتوقف انقطاع الكهرباء.. وهل كانت ستفتتح مشروعات وتدخل مصر فى نطاق الدول ذات المعدلات المعقولة فى النمو؟
أحداث السنوات القليلة الماضية أثبتت أن أسلوب الحكم القائم هو الأنسب والأفضل، وهو الذى لم يخرج مصر من مصطلح الدولة أو فى أحسن التصورات وأقصى درجات التفاؤل لم ينعتها باسم «الدولة الفاشلة» على عكس سياسة الكلام والشعارات التى تتبعها بعض القوى السياسية المضادة والتى تصف نفسها بالمدنية - لا أعلم عن أى مدنية تتحدث - والتى لا تألو جهدًا فى الهجوم الدائم على أى شىء وفى كل موقف وزمان تقوم به الدولة محاولين إيهام المواطنين بأن ديمقراطيتهم المزعومة ستحقق الأمن والأمان وتوفر العيش والغذاء دون عمل جامد ومخلص رغم علمهم بأنهم كاذبون.
بعض من اعتبروا أنفسهم معارضين - لا أعتقد أنهم يرقون لأن يطلق عليهم لفظ قوى معارضة - اختاروا الطريق الأسهل، لأنهم غير جادين ومشروعهم للدعاية الإعلامية لا أكثر، فهم فى المصائب والأزمات دعاة تظاهر واحتجاج لا أكثر، وفى الاستحقاقات السياسية الفاصلة مقاطعون عن عجز وفشل وقلة حيلة وهوان على الناس لا عن موقف حقيقى تسنده إرادة شعبية، وفى الأحداث الكبرى، مثل الحرب على الإرهاب ومواجهة المشروع الصهيو أمريكى للمنطقة، صامتون صمت المتواطئين المنافقين وأقرب إلى الطابور الخامس للإخوان الخونة، ولذلك يظلون مثل تلك العرائس التى تصدر أصواتًا آلية يضحك منها الناس ولا يأخذونها أبدًا على محمل الجد.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها