في زاوية ما من ركن حارة قديمة بأحد أحياء الإسكندرية الشعبية المنشية يقف هذا المحل المخصص لبيع «السكاكين» شاهدًا على عصور مضت، خلالها اكتسب شهرة كبيرة، باعتباره المحل الأقدم لبيع كل أنواع السكاكين في الإسكندرية، وربما في المحروسة كلها.
المحل يملكه أشهر تاجر لبيع السكاكين في الإسكندرية وأشقائه ويدعى مصطفى حسن وعن مهنته يقول: «ورثت مهنة سن السكاكين وبيعها منذ أعوام كثيرة، فتلك كانت مهنة أبي وجدي رحمهما الله، وورثتها عنهما، وتفرغت للمهنة بعد خروجي للمعاش من وظيفتي الحكومية، والمحل به جميع أنواع الأسلحة البيضاء «سواطير، خناجر، مقصات، أمواس الحلاقة الكبيرة» إضافة إلى ذلك هناك طاولة مصنوعة من الحديد، عليها قرصان من الحجر، أحدهما متوسط الحجم، والآخر عبارة عن أسطوانة كبيرة تتميز بسن وجلخ السواطير والسكاكين».
نترك الحاج مصطفى ونتسلل لداخل المحل حيث نرى عمال يعملون في «سن السكاكين» بنشاط وحيوية دون توقف، فيما تتطاير شظايا النار من الأدوات التي يقومون بسنها بدقة واحترافية.
وعودة للحاج مصطفى يستطرد قائلا: «سن السكاكين مهنة ليست سهلة كما يتصور البعض، نعمل على حجر داير وأي خطأ أو سهو يمكن أن تطير فيها يد أو إصبع، كما أن العشوائية في سن السكينة يجعلها هشة، لذلك لابد من الحرص في سنها، وهو ما لا يجيده إلا المتخصص في المهنة، أما الأسعار فتختلف، فسن السكاكين العادية لا يتجاوز ٥ جنيهات، أما الساطور فيصل سنة إلى ١٠ جنيهات، أما الزبائن فأغلبهم جزارون وأصحاب محال الدواجن، وربات بيوت».