ساعات قليلة تفصلنا على انتهاء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ49، فالجميع يستعد ويبدأ في التجهيز لتوديع أرض المعارض.
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب 849 دار نشر من 27 دولة، بالإضافة إلى مشاركات دولية وعربية لأول مرة، التي تمثلت في مشاركة وزارة شئون الرئاسة "الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، واتحاد الناشرين الإماراتيين وغيرهما من المشاركات لبعض الهيئات والمؤسسات، كما حملت الدورة اسم الكاتب والمفكر الكبير عبدالرحمن الشرقاوي، وسجلت الدورة حضورًا جماهيريًا تخطى حاجز المليون زائر خلال أيام المعرض، الذي أقيم في الفترة من 27 يناير وحتى 10 فبراير الجاري.
كان لضيوف المهرجان والمشاركين في المعرض لأول مرة لقاء خاص حول مشاركتهم وانطباعاتهم بمعرض الكتاب، حيث قال داعس فريد مدير وحدة التوزيع بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بالجزائر ومسئول جناح الجزائر دولة ضيف الشرف: إن المعرض شهد حضورًا قويا من الجانب الجزائرى، واستطاعنا أن نتواصل ونعرف الأدب الجزائرى لجمهور المعرض من المصريين، موضحًا أن الجزائر شاركت بأكثر من جناح، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 70 دار نشر بأكثر من 4000 عنوانًا تنوعت بين الأدب والرواية والسياحية.
أكد أن معرض القاهرة والشارقة والجزائر من أهم المعارض العربية من حيث تنوع الفاعليات والندوات الثقافية والملتقيات الفكرية، مشيرًا إلى أن الجلسات الفكرية بين المصريين والجزائريين شهدت مباراة في الأدب، مشيرًا إلى أن جمهور المعرض قد تعرف بشكل كبير على الثقافة الجزائرية واستطعنا بشكل كبير على التبادل الثقافي بين الجزائر ومصر.
في سياق متصل، قال فرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي الأرشيف الوطني بوزارة شئون الرئاسة لدولة الإمارات: إن مشاركتهم أكثر من ممتازة، وأن الإقبال قد فاق التوقعات، مؤكدًا أن المعرض قد شكل نقلة نوعية من حيث عدد الجمهور والمشاركات الدولية، فهو مهرجان كبير تتضمن العديد من المشاركات والفاعليات من ندوات ثقافية.
أشار إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الـ49 سنة أصبح جزءًا من الثقافة المصرية، وأن ما تم رصده من خلال مشاهدته أن ما حدث في هذا العام سوف سينعكس على الدورة التالية، وهي الاحتفال باليوبيل الذهبي للمعرض في العام المقبل، فالنجاح الذي حققه المعرض هذا العام يحفز على المزيد من الإبداع وعلى إدارة المعرض أن تستثمر هذا النجاح لبدء انطلاقة جديدة في العام القادم، مؤكدًا حرص وزارة شئون الرئاسة على المشاركة في اليوبيل الذهبي، مشيرًا إلى أن كتب الشيخ زايد شهدت اقبالًا كبيرًا.
أما عن الناشرون المصريون المشاركون بالمعرض، فقد قالت إسراء إسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة في مصر: إن معرض الكتاب في دورته لهذا العام شهد تنوعًا كبيرًا وإقبالًا كبيرًا، خاصة للطلبة الصينيين المتواجدين بمصر، مشيرًا إلى أن ركن الكتب المخفضة جذب الجمهور بشكل كبير، كما أن المعجم العربي الصيني كان الأكثر مبيعًا، رغم غلو ثمنه، لأنه أكاديمي فيصل لحوالي 600 جنيه إلا أنه شهد إقبالا، خاصة من الطلبة مشيرًا إلى أن بيت الحكمة قد شارك بأكثر من 500 عنوان، تنوعت بين الرواية وكتب الأطفال والكتب العلمية والسياسية وكتب السيرة الذاتية، التي تتعلق بالثقافة الصينية.
أما دار سما صاحبة كتاب "ظاهرة معرض الكتاب في دورتيه الـ48، 49" نادرة فودة لأحمد يونس، التي تخطت مبيعاته أكثر من 12 ألف نسخة خلال أيام المعرض، حسب تصريحات أحمد عبدالمنعم مدير مبيعات التسويق لـ"البوابة نيوز، مشيرًا إلى أن الإقبال في هذه الدورة كان كبيرًا جدًا عن الدورات السابقة، مضيفا أن التنظيم كان جيدًا جدًا، موضحًا أن إدارة المعرض كانت تعمل بشكل كبير على إزالة كافة المعوقات التي تقابلنا، مؤكدًا أن أسعار الكتب كانت في متناول الجميع، التي تراوحت ما بين 20 وحتى 80 جنيها.
كما شهدت مكتبة "عصير الكتب" إقبالًا كبيرًا، خاصة من فئة الشباب، حيث قال هشام جمال أحمد مسئول الجناح بمعرض الكتاب: إن المعرض شهد إقبالًا كبيرا، مشيرًا إلى أنه رغم ارتفاع أسعار الدولار إلا أن القدرة الشرائية كانت جيدة، مؤكدًا أن التنظيم هذا العام كان رائعًا، وشهد تعاونا كبيرا، خاصة من المتطوعين ورئيس الهيئة الدكتور هيثم الحاج علي، مشيرًا إلى أن كتاب "قواعد جاردين" للدكتور عمرو عبدالحميد كان الأكثر مبيعًا ووصلت للطابعة الـ15، وأن أغلى كتاب في الجناح كان لكتاب "السيرة مستمرة" للدكتور أحمد خيري العمرى يتراوح سعره 140 جنيها.
قال محمد جميل مدير دار كيان للنشر والتوزيع: إن الإقبال في هذه الدورة كان كبيرًا جدًا، مشيرًا إلى أن الدورة شهدت ظاهرة جديدة، وهي تواجد لجميع أفراد الأسرة، فرغم فترة الإجازات إلا أن المبيعات والقدرة الشرائية جيدة، مؤكدًا أن أعمال الدكتورة خوله حمدي هي الأكثر مبيعًا، وأن هناك مناصفة بين رواية "أين المفر" لخولة حمدي ورواية "في قلبي أنثى عبرية" ورواية "إيلات" ورواية "قلادة مردوخ".
