الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يحيى حقي.. دبلوماسي الكتابة

الكاتب يحيى حقى
الكاتب يحيى حقى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صاحب «قنديل أم هاشم» و«البوسطجي»، المولود لأسرة لها جذور تركية فى القاهرة ببيت صغير متواضع فى حى السيدة زينب بالقاهرة، وكان قصير القامة، لا يزيد طوله عن المتر إلا «بِلُكَّمِيَّة»، حسب وصفه لنفسه، وكان ذو وجه وردى اللون، ورأس كبير زحفت جبهته حتى منتصفه، وله فم لا تفارقه البسمة الخجول الغامضة، واعتاد على ارتداء النظارة منذ الطفولة، وكان زملاء حقي يتندرون عليه لأدبه الزائد، واستخدامه كلمة أفندم التركية، دائمًا، وكانت نشأته فى بيت لم يعرف الفروق الطبقية أو الجنسية، جعلته قريبًا من الجميع، رغم أنه كان خجولًا.
قضى حقي فترة التمرين بمكتب نيابة الخليفة في شارع نور الظلام (وذلك في مبنى المحكمة الشرعية) لقربه من مسكنه، وبهذه الوظيفة بدأ حياته العملية، وأصدق وصف لها هو «صبي وكيل النيابة»، على حد تعبيره ما لبث أن ترك بعد مدة وجيزة هذه الوظيفة التي تجعل منه تابعًا، ولا تعطيه الحق في تحمل المسئولية؛ ليعمل بعدها بالمحاماة، فلم يلبث في عمله أكثر من ثمانية أشهر؛ لأن القلق على مستقبله بدأ يساور أهله؛ فبدأوا يبحثون له عن عمل بالوساطات والشفاعات حتى وجدوا له وظيفة معاون إدارة في منفلوط.
قرأ حقى إعلانًا من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في (القنصليات)، و(المفوضيات)؛ فحرص على التقدم إلى تلك المسابقة التي نجح فيها، فشغل عدة مناصب حتى أُقِيلَ من العمل الدبلوماسي عام ١٩٥٤ عندما من أجنبية وهى رسَّامة ومثَّالة فرنسية تدعى (جان ميري جيهو)، وعاد إلى مصر ليستقر بها.
حصل حقي في يناير عام ١٩٦٩ على جائزة الدولة التقديرية في الآداب؛ كما منحته الحكومة الفرنسية عام ١٩٨٣ وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام ١٩٨٣ الدكتوراه الفخرية؛ اعترافًا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة.