السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس خلال العظة الأسبوعية: فترة الصوم نسميها "مغلق للتحسينات"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، العظة الأسبوعية، اليوم الأربعاء، من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون 
وتحدث عن معانى الحياة الروحية وأركانها، قائلا:
الركن الأول "التلمذة المستمرة".
الركن الثانى "إن الله خلقك عاملًا" وعاملًا تعنى أن تكون حرًا ومبدع وتعمل، وليس المقصود عملنا الذي نتقاضى عليه أجر آخر الشهر، فأنت يا إنسان لابد أن يكون لديك حيوية العمل، ولابد أن تعمل يديك باعتدالية، لأن اليد فى الكتاب رمز العمل، لأن نفس اليد التي تطبطب بها هى نفس اليد التى ممكن أن تصفع به بالقلم. لذلك انت تحتاج ان تكون معتدلًا، وكلنا نعرف المحاربات اليسارية واليمينة التى ممكن أن نتعرض لها فى طريقنا لذلك الاعتدالية هى أحد سمات الحياة الروحية، يعنى ممكن يأتي شخص يقول "أنا سأصوم انقطاعي كل الأيام ويبدأ ولكن لا يستطيع أن يكمل".
الركن الثالث الذى يكمل معنى الحياة الروحية "ركن العبادة" فإن الله "خلقك عابدًا" وهى تعنى أن فيك جزءا خاصا للعلاقة بينك وبين الله وهى القلب ويصير قلبك الذى لا يراه أحد، ممكن يعرفك من عينيك لكن قلبك ملكك انت والهك، ويحتاج قلبك أن يكون روحانيًا فلابد أن يكون فى حالة استمرار باتصال مع الله من هنا جاءت صلوات أجبية وصلوات مزامير واصوام ومناسبات والخريطة الكنسية الكاملة لكى تخلق اتصال يومى ودائم بالله وهذه اول خطوة لاستعدادنا فى هذه الحياة خلال الصوم لنفهم معنى الحياة الروحية:
"احترس من الشكليات" فترة الصوم الكبير هى فترة مكاشفة مع النفس فترة للجلوس بينك وبين نفسك وتكون صادقًا وهي فترة الصوم الكبير.
"احترس من الشكليات" أي احترس ان يكون قلبك بلا حب، وليس فى كمية الحب الالهى كافية، احترس ان يكون قلبك لحمى او حجرى وبلا حب او الحب به ضئيل. 
"احترس ان تكون نفسك بلا مشاعر" أي نلاحظ الشخص الذي يعمل فى البناء قد يكون بلا حذاء لسهولة حركته ومن كثرة حركته على الحجارة والزلط والاسمنت فتتكون طبقة جلدية لا يشعر بها، فاحترس ان تكون نفسك بلا مشاعر وبلا احساسا وقد تغيب الابتسامة عنك فترة الصوم بترجع الاحساس لمشاعرنا.
"احترس ان يكون جسدك بلا تعب" جسدك يكون مرتاح يأكل فى اى وقت ينام فى اى وقت بفوضاوية كبيرة ربما بعض العادات اللى تعود عليها الانسان فى فترة الصوم لا يقدر ان يفعلها، فاحترس ان يكون جسدك بلا تعب فالله يحسب لك قطرات العرق وحتى قطرات الدموع وما اجمل ايقونه المسيح المرسومة فى دمعة انسان تائب التي تخرج من اعماقة ومن داخله مثل داود النبى عندما قال من الاعماق صرخت اليك يارب. 
"احترس ان يكون عقلك بلا تركيز" احترس ان يكون عقلك مشتت بين احاديث الناس ولبس الناس والتلفزيون وهنا فترة الصوم نسميها مغلق للتحسينات، حياة الانسان نسميها طول السنة برة نفسه وفى الصوم يكون داخل نفسه".
"احترس من الثعالب الصغيرة" التي تسرق من الإنسان من دون أن يدري، مثل الثعلب الذي بيدخل لمزارع العنب ويأكل الكرم وصاحب الكرم لا يدرى بشيء وتتحول مزرعة الكرم الى مزرعة ثعالب وتصبح حياة الانسان مليئة بالسقوط والثعالب الصعيرة مثل الانشغالات الزائدة، فداوم على الاعتراف ولا تقول لا يوجد وقت احترس من عواطفك المشتتة وعقلك يكون مثل الميدان.
"احترس من الافكار المظلمة" افكار اليأس والشك والاحباط وافكار التخويف من المستقبل، احترس من هذه الافكار التى تجعلك بدون تركيز ودى اشكال من الحروب الشيطانية واحترس ايضا من افكار عدم الايمان وان الله هو الذى يقود هذه الحياة وهو الذي يدبر حياتنا اليومية حياة كنيستى ووطنى. احترس من الافكار التى تجعلك تنجرف للظلام كل هذه نسميها الثعالب الصغيرة، اجلس مع نفسك وابحث عن الثعالب الصغيرة فى حياتك وفى قلبك وفى فكرك المفسدة للكروم حسب تعبير الكتاب. "
اقتنى الحرارة الروحية"، الحرارة الروحية ممكن ان تتكون من ثلاث افعال رئيسية اول فعل هو التوبة المستمرة وتوبتك تعنى تنقية قلبك وتجاهد بالصوم لتصير التوبة سهلة وحقيقة، احذر من أن تخدعك نفسك، ودائمًا أسأل الناس ما الوزنة التي اعطاها لك الله، اذكر لى وحدة أو اتنين؟ وعندما أسأل ما هذه الاشياء التي تجاهد من اجلها لكى تنقى قلبك؟ لا رداء ينفع ولا مكانة ولا لقب ولا اى شيء.
وأنهى البابا تواضروس عظته، قائلا: "غدا بنعمة ربنا سيتم رسامة مجموعة من الكهنة وسنبدأ حياة جديدة. ربنا يبارك فى خدمتهم وفى تعبهم ولابد الانسان يضع أمامه ان التوبة المستمرة هى طريق نجاة ونجاح لا تعتمد على اى شئ لا الفلوس ولا العمل ولا اى شيئ، فلابد ان نقتنى حياة نقية من خلال التوبة المستمرة".