الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

متحف "حليم" لآلات الوقت.. إبداع مصري في بلاد "العم سام"

كميل حليم مع النائب
كميل حليم مع النائب البابوي أثناء الإفتتاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجح المهندس المصرى كميل حليم، الذى هاجر إلى الولايات المتحدة فى ستينيات القرن الماضى، وحصل على الجنسية الأمريكية، فى تحويل حلمه إلى واقع، بعد ٢٠ عاما من ممارسة هواية جمع الساعات من مختلف دول العالم، وأنشأ متحفا يضم ٧٠٠ ساعة أثرية، غالبيتها من الطراز الأوروبى، تنتمى إلى الفترة من عام ١٥٠٠ إلى ١٨٠٠ ميلادى.
«حليم» افتتح مؤخرا متحفا باسم «حليم للزجاج المعشق وآلات الوقت» فى إيفانستون بمدينة شيكاغو الأمريكية، وحضر الافتتاح السفير محمد أبوالدهب، قنصل مصر فى شيكاغو، وقرينته، والأنبا أنجيلوس النائب البابوى بالولايات المتحدة، وكهنة كيسة مار مرقص القبطية الأرثوذكسية.
الجديد فى متحف «حليم» أنه أقيم بمجهود شخصى، على عكس ما هو معروف عن المتاحف، إذ تتبنى الحكومات إنشائها تخليدا لذكرى المشاهير فى مكان خاص لهم بعد رحيلهم، كما أن هذا النوع من المتاحف يجمع بين الهواية الشخصية، اقتناء الساعات، وبين الدعاية لمصر من خلال التركيز على كل ما هو يتعلق بمصر.
بناء المتحف استغرق ١١ عاما، وهو مكون من ٥ طوابق بتصميم مصرى خالص، مستوحى من المتاحف العالمية، والمقتنيات التى يضمها مرتبة بشكل تسلسلى يعبر عن الحضارات القديمة.
ويحتوى المتحف على «ساعات اليد والجيب والحائط والجواهر والأنتيكات، وقطعا ورسومات قبطية، وجداريات من الزجاج المعشق» جمعها «حليم» من مختلف المزادات العالمية.
ويتمتع الزائر للمكان بجولة فريدة من نوعها فى مشاهدة تسلسل صناعة آلات الوقت والساعات، ودورها فى صناعة الحضارات.
ويضم المتحف أيضا آلة كبيرة، يعلوها جرس لأحد الأديرة المصرية، تم استخدامها فى القرن الـ١٣ لتنبيه الرهبان بمواعيد الصلوات، ومعها أيضا تم وضع ساعة فرعونية من الحجر لمعرفة التوقيت الشمسى.
كما يعرض المتحف ساعتى يد صنعتا للملك فاروق خصيصا فى فرنسا، إلى جانب ساعة للقائد الفرنسى نابليون بونابرت، تم تصنيعها بشكل خاص يبرز النقوش والرسومات المصرية.
ويعرض المتحف كذلك مجموعة من الساعات النادرة التى تعبر عن الحضارة الآسيوية، والتى صنعت خصيصا لإمبراطور الصين.
وتتواصل سلطات مدينة شيكاغو مع «حليم» منذ سنوات، نظرا لحرصه على جمع الساعات، لحثه على طرح ما يملكه من مقتنيات أثرية فى المزادات العالمية.
مصر أولا
من جانبها قالت الدكتورة هدى حليم، رئيس صيادلة مستشفى ليك فوررست، وشريكة مؤسسة «الحفاظ على التراث والمبانى الأثرية» فى أمريكا لـ«البوابة»، إنها فخورة بافتتاح المتحف، كونه سيظل قطعة مصرية على أرض أمريكية.
ونوهت الدكتورة «هدى» إلى أنه رغم هجرتها مع زوجها المهندس كميل حليم منذ ستينيات القرن الماضى، فإن مصر لم تخرج من قلبها، وتعمل طوال الوقت على ربط بناتها الثلاث وأسرهن بمصر، وتخليد كل ما هو مصرى فى هذا المتحف كى يكون سفيرا ثقافيا للحضارة المصرية.
أعمال الفنانين العالميين
وفى سياق متصل، كشف الفنان شفيق بطرس، رسام الأيقونات، المقيم بالولايات المتحدة، لـ«البوابة»، أن المتحف يضم رسومات نادرة كانت تتزين بها جدران وأبواب الكنائس والأديرة المصرية، لإلقاء الضوء على أعمال الفنانين العالميين الذين رسموا قصصا من الكتاب المقدس ولقطات من رحلة العائلة المقدسة إلى مصر على الزجاج، وهو ما يطلق عليه الزجاج المعشق، حيث توجد رسومات للفنان لويس تيفانى من مطلع القرن العشرين، وكذلك أعمال الفنان جون لافارج، والفنانة مارى تيلينهاست.
هدية مصرية
وخلال مشاركته فى افتتاح المتحف رسميا للجمهور، أكد القنصل المصرى محمد أبوالدهب، أنه هدية كبيرة للسياحة المصرية، فهو فرصة لأبناء المصريين المولودين بالخارج للتعرف على تاريخ بلادهم، وكذلك دعوة الأجانب لزيارة مصر والتمتع بالتاريخ الفرعونى والمواقع الأثرية العديدة التى تجذب الملايين من مختلف دول العالم.
ونوه «أبوالدهب» إلى أن المتحف يعد نموذجا لتعدد الثقافات من خلال القطع المتنوعة المعروضة، كما أنه يتيح تقديم صورة جيدة عن مصر والشعب المصرى.