الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"هدى" تقهر الأمية.. حصلت على ليسانس الحقوق وتحلم بالدكتوراه

هدي احمد عبد العليم
هدي احمد عبد العليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظروف الفقر والجهل منعتها من التعليم، خاصًة أن والدها كان مزارعًا بسيطًا، يكد ويعمل من أجل رعايتها وأشقائها حتى بلغت سن الرابعة عشر وتزوجت، ولكن القدر ابتسم لها بعد بلوغها الثاني والعشرين من عمرها، حيث تم فتح فصول محو الأمية في إحدى القرى المجاورة لها، ووافق زوجها على التحاقها، وكانت البداية التي لم يتوقعها أحد، حيث نجحت بتفوق وحصلت على شهادة محو الأمية إلا أنها لم تقف عند هذه المرحلة.
قررت أن تلتحق بالمرحلة الإعدادية ثم الثانوية التجارية لكنها لم تكتف بالدبلوم رغم أن لديها 4 أبناء في مراحل التعليم المختلفة بل التحقت بالتعليم المفتوح بجامعة بني سويف حتي حصلت علي ليسانس الحقوق إلا أن طريق نجاحها لم يكن مفروشًا بالورود كما يتخيل البعض، حيث تعرضت لمضايقات عديدة من قبل الكثيرين الذين استنكروا تعليمها بعد هذا السن إلا أن ذلك زادها عزيمة وإصرارًا على استكمال حلمها.
"هدى أحمد عبد العليم"، ابنة قرية بني محمد راشد التابعة لمركز سمسطا جنوب بني سويف، فتقول: "حرمتني العادات والتقاليد من التعليم، حيث كانت لي شقيقة أكبر مني بـ4 سنوات وتوفيت ولم تسجلها أسرتي في سجل الوفيات ولم تستخرج لها شهادة وفاة، وبعد ولادتي أطلقوا على نفس اسمها وبعدما وصل عمري إلى ست سنوات تقدمت للمدرسة ففوجئت برفض المدرسة التحاقي بها بحجة أن عمري 10 سنوات فحاولت إثبات أن هذه كانت شقيقتي وتوفيت فلم أستطع فما كان من والدي إلا أقنعني بعدم الالتحاق بالمدرسة خاصة في ظل ظروف الفقر والجهل والعادات والتقاليد التي تحرم البنات من التعليم".
وأضافت: "في سن الرابعة عشر تزوجت من رأفت جابر "موظف" وظننت انها ستكون النهاية الا انني عرضت علي زوجي الالتحاق بمحو الامية بعد فتح فصول بقرية الشيخ عابد المجاورة لقريتنا فوافق وساعدني حتي نجحت بتفوق فشجعني علي استكمال تعليمي فالتحقت بالمرحلة الإعدادية بمدرسة سمسطا الاعدادية بنات وحصلت على الشهادة الإعدادية ثم التحقت بالمدرسة الثانوية التجارية وحصلت علي الدبلوم، ثم قررت فتح فصل لمحو الامية بقريتي لمساعدة من هم في مثل ظروفي وبالفعل فتحت الفصل وبدأ أبناء القرية يتوافدون".
وتابعت: "وبمجرد أن أكملت 5 سنوات عقب الدبلوم طِبقًا لشروط الجامعة التحقت بكلية الحقوق بالتعليم المفتوح وواظبت على الحضور للكلية من الفرقة الأولى حتى الرابعة وحصلت على الليسانس بتقدير عام جيد، وطموحي الحصول على الدكتوراه، لأن العلم نور والجهل ظلام".
وأرجعت هدى الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالي ثم زوجها الذي وقف بجوارها بوقته وماله وجهده حتي وصلت لأعلى مراتب التفوق، وطالبت هدى بفرصة عمل لها تقديرًا لمجهودها وتقدمت لأكثر من وظيفة منها بهيئة محو الأمية التي كانت تعمل بها مُدرسة ولكن دون جدوى.