الدولة تقوم بمجهودات كبيرة للقضاء على ظاهرة ارتفاع الأسعار خاصة اللحوم والدواجن ومشتقاتها، ورغم هذه الجهود التي تبذل من أجل المواطن البسيط الذي يعاني لتدبير احتياجاته اليومية، إلا أن البعض يحاول تشويه هذه المحاولات بهدف المصالح الشخصية وجمع الأموال بطرق غير شرعية على حساب المواطن.
البوابة نيوز رصدت قيام قرى سياحية وفنادق بمدينة الغردقة بجمع الأغذية الفاسدة بعد التأكد من عدم صلاحيتها واستحالة تقديمها كوجبات غذائية للسائحين أو العاملين بالمنشأة، حيث يتم تعبئة المخلفات الغذائية في أكياس قمامة سوداء وتقوم القرى ببيعها لتجار المخلفات بسعر الطن الواحد 150 جنيهًا وتخرج المخلفات على هيئة غذاء حيواني، للقطط والكلاب والخنازير ويتم بيعها لمزارع الدواجن والمواشي.
ويقوم بعض معدومي الضمير من تجار مخلفات القرى السياحية بإعادة تدوير المخلفات وهي عبارة عن، لحوم ودواجن بأنواعها وكبدة وسجق وأرز وأسماك وخضراوات فضلا عن قطع التورتة والحلويات والجبن، وتعبئتها في أكياس بلاستيكية، ليعاد ترويجها وبيعها مرة أخرى للاستهلاك الآدمي.
مريم عادل: "معدة ولادي تهضم الزلط "
تقول مريم عادل حبيب من سكان منطقة زرزارة بالغردقة إنها تشتري تلك اللحوم من أحد منازل زرزارة بسعر كيلو اللحمة 8 جنيهات والدواجن 5 جنيهات والأجنحة والهياكل 3 جنيهات.
وأكدت مريم أنها لا تستطيع شراء اللحوم البلدي التي وصلت في مدينة الغردقة إلى 140 جنيهًا للكيلو والسوداني 79 جنيهًا لافتة إلى أن "معدة أولادها تهضم الزلط".
وأضافت أن زوجها يعمل في أحد شركات جمع القمامة ويتقاضى 970 جنيهًا في الشهر ويعول أسرتها المكونة من 5 أولاد ولا يستطيع شراء اللحوم الطازجة موضحة أنها تقوم بشراء هذه الأغذية لسد حاجة البيت وعدم الإثقال على زوجها الذي يعمل أكثر من 12 ساعة يوميًا.
حسن عبد الحميد: ولادي الثلاثة وزوجتي هياكلوا منين؟
وقال حسن عبد الحميد البرنس من سكان منطقة الملاحة بالغردقة إنه يعمل كهربائي ومتوسط دخله في الشهر 2000 جنيه وينفق على السجائر فقط 480 جنيهًا شهريا وإيجار الشقة 500 جنيه بالإضافة إلى الكهرباء والمياه 170 جنيهًا بإجمالي مصروفات 1150 جنيهًا مؤكدًا لأن الفائض من المتحصل عليه فى الشهر 850 جنيهًا.
وأضاف: أنه يعلم ان تلك المخلفات مضرة بالصحة لكن قسوة الحياة تفرض عليه شرائها لإطعام أولاده الثلاثة وزوجته.
مسئول طبي: تؤدي إلى تسمم حاد والوفاة
من جانبة أكد مسئول طبي رفض ذكر اسمه أن هذه المخلفات غير صالحة للاستخدام الآدمي كونها فاسدة ولها أضرار على صحة الإنسان وقد تؤدي إلى تسمم حاد يؤدي إلى الوفاة في الحال بسبب انتشار الفيروسات الضارة والديدان التي لا ترى بالعين المجردة.
وكشف المصدر أن هناك حالات تسمم حاد بسبب الأطعمة تستقبلها المستشفى العام مشيرًا إلى أنه يتواصل مع أهالي تلك الحالات لمعرفة مصدر الأغذية الفاسدة التي أدت إلى التسمم لكن دائمًا يكون التجاهل سيد الموقف ولا يعترف أحد بمصدر تلك الأغذية حتى لا يدخلوا في منازعات مع الشرطة والتجار والموردين.
وقال مصدر أمني، إن هذه الأغذية غير صالحة للاستخدام الآدمي وأنها تخرج من القرى كغذاء للحيوانات وليس للإنسان وإذا ثبت أن التاجر يقوم بترويجها كغذاء للإنسان يكون قد خالف القوانين.
وأضاف أنه لم يتلق أي شكاوى أو بلاغات رغم انتشار منافذ البيع لتلك السموم بعدد من مناطق مدينة الغردقة خاصة المناطق العشوائية مثل زرزارة والملاحة ومبارك 11 شمال الغردقة.
