الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

اعرف بلدك.. تعرف على تاريخ الهرم الأكبر

الهرم الأكبر
الهرم الأكبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
‎تُعتبر مصر من أهم وأجمل البلاد سياحيًا ولذلك وضعت على قائمة أفضل المدن بالنسبة للسائح.
‎وتعرض "البوابة لايت"، فقرة "اعرف بلدك"، التي تتابع فيها أفضل الأماكن في مصر وفي كل محافظة لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.
الهرم الأكبر:
هرم خوفو هو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع، ويقع بمنطقة أهرام الجيزة في مصر المسجلة ضمن مواقع اليونيسكو للتراث العالمي، يعود بناء الهرم إلى نحو سنة 2560 قبل الميلاد حيث شيد كمقبرة لفرعون الأسرة الرابعة خوفو واستمر بنائه لفترة 20 عامًا. 
وصف الهرم:
يعتقد بعض علماء الآثار بأن يكون الهرم الأكبر أثناء البناء طوله 280 قدمًا بالمقياس المصري 146.5 متر (480.6 قدم) لكن مع التآكل وغياب القطعة الهرمية الخاصة به أصبح ارتفاعه الحالي 138.8 متر (455.4 قدم)، كل جانب للقاعدة كان 440 ذراعًا 230.4 متر (755.9 قدم) طول، تقدر كتلة الهرم بنحو 5.9 مليون طن، حجم الهرم بالإضافة إلى الأَكَمَة الداخلية تقارب 2.5 مليون متر مكعب.
الدقة في اتقان بناء الهرم تتمثل في الجوانب الأربعة للقاعدة فمعدل متوسط الخطأ 58 مليمتر في الطول، فأطوال أضلاع الهرم التي قدرها "بيتري" في عام 1925 هي: 230.252 متر و230.454 متر و230.391 متر، قاعدة الهرم أفقية ومسطحة في حدود ±15 مـم (0.6 بوصة)، جوانب القاعدة المربعة تُحاذي الجِهاتُ الأصلِيّة الأربعة للبوصلة (ضمن 4 دقائق قوسية)، على أساس الشمال الحقيقي، لا الشمال المغناطيسي، والقاعدة النهائية كانت مربعة بخطأ في الزاوية بمتوسط 12 ثانية قوسية، تقدر أبعاد التصميم النهائي، كما اقترحته دراسة بيتري والدراسات التالية: أن الارتفاع كان في الأصل 280 ذراعًا وبطول ضلع للهرم 440 ذراعًا، فيكون محيط الهرم 1760 ذراعًا مصريا قديما، النسبة بين المحيط إلى الارتفاع 1760/280، أي ما يعادل 2 ط وهي تختلف عن القيمة المضبوطة بنسبة 0.05% فقط، يعتبر بعض علماء المصريات أن هذه النسبة كانت متعمدة وقت التصميم، وبالإشارة إلى تلك الحقيقة كتب "فيرنر": «نحن نستطيع أن نستنتج أنه بالرغم من عدم معرفة المصريين القدماء تحديد قيمة بدقة، إلا أنهم في الواقع قد استخدموها».
تاريخ بناء الهرم:
أجريت أول قياسات دقيقة للهرم من قبل عالم المصريات السير فلندرز بيتري من عام 1880 إلى 1882 ونشرها بعنوان أهرامات ومعابد الجيزة، تستند تقريبًا جميع التقارير على قياساته، كثيرًا من حجارة الكسوة وكتل الغرفة الداخلية تتناسب مع بعضها البعض بدقة متناهية، بناءً على القياسات التي أخذت لحجارة كسوة الجانب الشمالي الشرقي فعرض مدخل الأوْصال الرئيسي 0.5 مليمتر فقط.
ظل الهرم الأكبر أعلى مبنى في العالم طيلت 3،800 عام، لم يفوقه مبنى آخر حتى تم بناء قمة كاتدرائية لينكولن بارتفاع 160 مترًا (في عام 1300 بعد الميلاد).
بعد اختيار المهندسون لهضبة الجيزة بأرضيتها الصخرية الصلبة لبناء الهرم بدأوا مع العمال بتسوية السطح حول الهرم المزمع إنشاؤه لتكون الأساس، فقاموا بالقياس وتحديد مواقع الأركان لتكون كل واجهة للهرم متجهة نحو الجهات الجغرافية: شمال، جنوب، شرق، وغرب. وحطم العمال كل ما يزيد من جوانب الهرم من صخور ونقلت الأنقاض بعيدا عن الموقع، بهذا استفاد المهندسون بجزء بارز من صخرة الهضبة ليجعلوا منها جزءا من الطبقة السفلية للهرم، وتظهر صخرة الهضبة الآن في بعض أجزاء الهرم في الطبقة الأولى أو الثانية. 
وقاموا بتشكيل جزء الهضبة الداخلة من ضمن بناية الهرم لتكون مدرجة بحيث تسهل رص الأحجار بعد ذلك، وملؤا ما فيها من شقوق بالحجارة لإتمام التسوية.. بعد ذلك قاموا بتغطية الطبقة الأولى من الجوانب بصف حجارة تغطية من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طره بحيث تضبط أضلاع الهرم والزوايا القائمة لأركانه، وتمت تسوية الأساس بإتقان شديد.
محتويات الهرم:
المدخل الأصلي:
يقع المدخل الأصلي لحجرات الهرم على ارتفاع 17 مترا فوق الأرض، عند الطبقة الحجرية الغلافية، وهو على الناحية الشمالية ويبعد نحو 7 أمتار من خط الوسط نحو الشرق، ولا يعرف حتى الآن سبب هذه الإزاحة، توجد فوق ممر الدخول طبقتين من الأحجار الكبيرة في شكل سقف جملون مائلة يبلغ سمك كل منها 2 متر.. وربما تمتد تلك التسقيفة الجملونية على طول هذا الممر المائل إلى أسفل في قلب الهرم.
المدخل الحالي:
يدخل السائحون إلى الهرم عبر نفق قام بحفره عمال وظفهم الخليفة المأمون في حدود العام 820.. لم يعرف المدخل الأصلي في عهد الخليفة المأمون وقام العمال بحفر نفق عند الطبقة السابعة من الهرم ومنزاحًا نحو 7 أمتار في اتجاه الغرب.. يدخل النفق جسم الهرم أفقيا لمسافة 27 مترًا (89 قدمًا)، ثم ينحرف بحدة إلى اليسار ليتقابل مع الحجارة الحاجبة للممر الصاعد.. وبسبب عدم قدرتهم على اختراق تلك الحجارة الصلبة، قام العمال بالحفر لأعلى خلال الحجارة الجيرية الأسهل في الاختراق حتى وصلوا للممر الصاعد، يمكن الدخول للممر الهابط من هذا المدخل، لكن الدخول في العادة ممنوع.
الممر الهابط:
يبلغ عرض الممر الهابط 1.09 متر وارتفاعه 1.20 متر. وهو مائل إلى أسفل بزاوية 26°، وبطول 34 مترًا داخل الهرم، حيث يقابل الممر الصاعد بعد 28 مترًا من بدايته.. وبعد وصوله إلى عمق أرضية الهرم يستمر في النزول نحو 70 مترًا إضافية في أرضية الهرم الصخرية، أي أن طوله بالكامل نحو 105 مترات، على عمق 30 مترًا تحت الهرم.. بعد ذلك يمتد مسافة 9 أمتار أخرى أفقيًا ليصل إلى الحجرة الصخرية.
الممر الأفقي لحجرة الملكة:
عند بداية الممر الصاعد إلى البهر الكبير يوجد ممر أفقي طوله 38 مترا يؤدي إلى حجرة الملكة.. أول 5 مترات من هذا الممر منفتحة إلى أعلى. على يمينها ويسارها فتحت فتحتان في الحائطين.. ويعتقد الباحث الألماني "ميشائيل هاس" أنهما بغرض حفظ أجهزة تستخدم في تحريك أحجار الإغلاق المخزونة في الممر الوسطى في البهو الكبير.
غرفة الملكة:
تقع غرفة الملكة بالضبط في منتصف المسافة بين الوجه الشمالي والجنوبي للهرم: تبلغ أبعاد حجرة الملكة 5.75 متر (18.9 قدم) من الشمال للجنوب، و5.23 متر (17.2 قدم) من الشرق إلى الغربز. وهي مبطنة بأحجار جيرية بيضاء ولها سقف في هيئة سقف جملوني يبلغ ارتفاعه 6.23 متر.33" تبلغ زاوية السقف الجملوني 30.5° وتبدأ من ارتفاع 4.77 متر من فرق أرضية الحجرة.. وكانت هذه الحجرة هي أول حجرة تبنى في هرم، ويكون سقفها في شكل جملون.
الحجرة الصخرية تحت الأرض:
ينتهي الممر الهابط بالحجرة الصخرية. وتبدو الحجرة في صورة غير منتهية ولم تسو الأرضية إلى المستوى الذي كان يجب أن تكون عليه.. لم يكن الجزء الغربي منها قد اتخذ شكله المضلع في الصخر.. وتوجد على جدارها حفر طولية كانت تمهيدًا لإزالة بقية الصخور وتكملة حفر الغرفة. ويعتقد عالم الآثار "ميشائيل هاس" بأن العمال قابلتهم صعوبات شديدة للعمل على ذلك العمق حيث يقل الأكسجين بسبب التنفس والمشاعل التي كانوا يستخدمونها لإضاءة المكان أثناء العمل، وعلى الأخص أنهم بعيدون عن المخرج ومصدر الهواء النقي بنحو 105 مترات تحت الأرض، علاوة على أدخنة المشاعل.
نفق التهوية والخروج والكهف:
يوجد نفق تهوية ومعد لخروج الكهنة والعمال بعد دفن فرعون وسد الحجرات، هذا النفق يصل بين البهو الكبير إلى الممر الهابط. المدخل السفلي يوجد على بعد نحو 1 متر تحت مدخل الممر الهابط. ويبدو أن العمل قد بدأ فيه في الصخر على ارتفاع 5.7 متر من قاعدة الهرم.. ويمر هذا النفق هبوطًا بما يشبه "الكهف " في الصخر.
كان يعتقد أن الكهف هو بقايا حجرة للمومياء أولية، ولكن لا يوجد ما يدل على ذلك، لأن تصميم وطريقة بناء الكهف لا تؤيد ذلك التخمين.. وجد في الكهف قطعة حجرية كبيرة من الجرانيت، من المحتمل أن تكون أحد أحجار إغلاق حجرات الملكة والملك.
بعد نزول نحو 5.2 متر (أي نحو 10 أذرع ملكي قديم) عموديًا إلى أسفل من الكهف يسير النفق كالآتي: 26 مترًا إلى أسفل بزاوية نحو 45 درجة في اتجاه الجنوب، ثم 9.5 متر بزاوية نحو 75° وجزء بطول 2.3 متر إلى اتجاه الجنوب الشرقي أفقيًا ليلتقي بالممر الهابط.. ومن الكهف إلى أعلى يمر النفق خلال أحجار قلب الهرم بطول 61 مترًا ليصل إلى ارتفاع 21.80 متر داخل الهرم حتى يخرج من أرضية البهو الكبير.
يعتقد الباحثون أن النفق كان بغرض التهوية للعاملين في الحجرة الصخرية وفي نفس الوقت للخروج، فإذا كان الغرض من النفق هو الخروج فقط لاختار المهندسين القدماء طريقًا أقصر لبنائه وتوصيله إلى الممر الهابط.