الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عصر العطش.. خبراء: إهدار المياه يهدد استمرار الحياة.. ومطالب بحملات توعية لترشيد الاستهلاك.. وإحصائيات: نسب الإهدار تصل إلى 35% من إجمالي الحصص

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصبح شبح "العطش" يهدد العالم أجمع، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي ألقت بظلالها على العديد من موارد الحياة، إضافة إلى عدم الوعي بترشيد الاستهلاك لتجاوز الأزمة، وتقع مصر في قلب الأزمة، وهو الأمر الذي دفع خبراء إلى ضرورة مواجهة نقص الموارد المائية الذي يؤثر بالسلب على استمرار دورة الحياة الطبيعية والخلل بالنظام البيئي، بجانب تهديد وجود واستمرار حياة الكائنات الحية بشكل كبير لأنها من أكثر المصادر الطبيعية أهمية


ووفقا لإحصاءات مياه الشرب والصرف الصحي، والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، حول اهدار المياه بالمحافظات المصرية، فقد بلغت نسبة مياه الشرب المهدرة الي 29.7% على مستوى المحافظات من أجمالي الكمية المنتجة التي تبلغ 9.3 مليار متر مكعب خلال عامي 2015-2016.

 كما كشفت بيانات النشرة الإحصائية، فقد بلغت محافظات بورسعيد والسويس ومطروح أكبر نسبة في اهدار المياه، حيث فقدت محافظة بورسعيد خلال عام 2015/2016 حوالي نحو 57.7% من إجمالي المياه المنتجة والبالغة 9.7 مليون متر مكعب، في حين بلغت نسبة الفاقد من المياه في محافظة السويس 57.4% من إجمالي المنتجة البالغة 18.8 مليون متر مكعب.

 وأوضحت بيانات النشرة السنوية لإحصاءات مياه الشرب والصرف الصحي لعام 2015/-2016، إلى نسبة الفاقد من المياه في محافظة مرسى مطروح، وبلغت 52.3% من إجمالي الكمية المنتجة البالغة 66.3 مليون متر مكعب.

وقد أهدرت محافظة الأقصر 39.7% من الكميات المنتجة بها البالغة 104 مليون متر مكعب، في حين بلغت نسبة الفاقد من المياه النقية بمحافظة المنيا 35.1%، و30.1% بقنا، ومحافظة الفيوم فقد بلغت نسبة المياه المهدرة بها 28.1%، وعلى مستوى محافظات القاهرة، قد بلغت نسبة الفاقد من مياه الشرب بمحافظة القاهرة خلال عام 2015/2016، نحو 33.3%، وفى الجيزة 33.2%، فيما وصلت نسبة بمحافظة القليوبية إلى 25.5%.

 وعلى نفس السياق صدر الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء بيانا صحفيا موضحا إجمالي حجم المياه النقية المنتجة عام 2015/2016، قد بلغ 9.3 مليــار متر مكعب، مقابل 8.9 مليار عام 2014/2015، بنسبة زيادة قدرها 4.5%، مشيرًا إلى أن متوسط نصيب الفرد من المياه النقية المنتجة 102.1 عام 2015/2016 مقابل 101.1 عام 2016/2015، بنسبة زيادة قدرها 1%، وبلغت كميـة الفاقد مـن المياه 2.7 مليار بنسبة 29.7% من إجماليالكمية المنتجة عام 2015/2016، مقابـل 2.8 مليار عام 2014/2015 بنسبة انخفـاض قـدرها 1.6%.


وقال الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والري، خلال أحد المؤتمرات الصحفية، إن خطة الحكومة لترشيد استهلاك المياه تعمل بها 9 وزارات وتتكلف 900 مليار جنيه في 10 سنوات من خلال عدة محاور، مشيرًا إلى أن مصر سيزيد عددها حوالي 80 مليون نسمة حتى عام 2050 مما يدفع إلى ضرورة الترشيد للحفاظ على حق الأجيال القادمة، لافتا إلى أن ترشيد استهلاك المياه ليس رد فعل لأشياء معينة، بل للحفاظ على حقوق الأجيال القادمة، حيث يصل عدد سكان مصر إلى 180 مليون نسمة في 2050.

وأوضح أن وزارة الري بدأت خطة ترشيد استهلاك المياه منذ عام 1995 وأدى إلى نتائج إيجابية، وتتحول الوزارة الآن إلى تركيب وسائل ري بالتنقيط للفلاحين بالتقسيط على 20 سنة، مشيرا إلى أن الدولة تعمل على تنقية ومعالجة الصرف الصحي وأنفقت عليه الدولة 70 مليون جنيه، مشيدا بنتائج حملة ترشيد الكهرباء التي نجحت في ترشيد 2000 ميجا وات وهو ما يعادل إنتاج السد العالي من الكهرباء.

وتابع نعمل على تحلية مياه البحر في المدن الجديدة، وتنمية المياه بإقامة سدود للأمطار، وتحلية المياه ومساعدة الأشقاء في دول حوض النيل بالترشيد حتى يعود على دول الحوض، لافتا إلى أن ترشيد المياه سوف يتناول التوعية والتدريب وجعل الترشيد هدفا مجتمعيا وسن التشريعات اللازمة التي تساعد على ترشيد استهلاك المياه وردع المخالفين من خلال تطبيق القانون.


ويوضح أحمد علام خبير الزراعة لـ " البوابــة نيــوز"، أن ترشيد استهلاك المياه يبدأ من تغير سلوك كل فرد، وعدم الاعتماد بشكل كامل على الدولة، لأن سلوك الفرد وعدم الوعي بترشيد استهلاك المياه هو الأمر الأكثر خطورة ويجب أن يبدأ كل فرد بنفسه.

وشدد علام على ضرورة خطوات ترشيد استهلاك المياه، حيث يبدا الفرد بإصلاح وتركيب قطع التوفير على صنابير المياه، والتي تمنع تدفقها بشكل يتسبب في اهدار المياه، اغلاق صنبور المياه بأحكام بعد استعمالها، واصلاحها اذا كانت تسرب المياه، مع ضرورة تفقد كافة الصنابير في المنزل سواء في المطبخ أو الحمام أو الحدائق، لافتا الى اهمية المحافظة على نسبة المياه الجوفية وتقليل عمليات حفر التربة.

ولفت وائل السيد خبير الإعلام، إلى ضرورة تنظيم حملات توعية، وتصميم وتكثيف الإعلانات بالتليفزيون والراديو عن أهمية المياه والتحذير من خطر إهداره، بالإضافة إلى الوعي بالخطوات الصحيحة، للتخلص من مشكلة سوء استخدام واستهلاك الماء، خاصة في المناطق الريفية التي لم يصل لها الوعي بضرورة وأهمية ترشيد استهلاك المياه.