الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

4 سنوات صلاة مشتركة بين مجلس الشرق الأوسط وكنائس مصر

مجلس الشرق الأوسط
مجلس الشرق الأوسط وكنائس مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مجلس كنائس الشرق الأوسط»، هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربعة في الشرق الأوسط، أى الأرثوذكسية والأرثوذكسية المشرقية والإنجيلية والكاثوليكية، مقر المجلس فى بيروت بلبنان، وله مكاتب فى القاهرة وقبرص وعمان والقدس وطهران. بدأ المجلس عمله عام 1974، ويجمع دول مصر ولبنان وسوريا والأردن والسودان وفلسطين وإيران، إضافة إلى دول الخليج، وتم تأسيسه بواسطة الكنيسة الإنجيلية، وكان المسمى الخاص بالمجلس هو «مجلس كنائس الشرق الأدنى»، وبعد ذلك تم تعديل المسمى إلى «مجلس كنائس الشرق الأوسط».
يهدف المجلس لتعزيز روح الوحدة المسيحية بين الكنائس المختلفة فى المنطقة، من خلال توفير سبل الحوار فيما بينها وإقامة الدراسات والأبحاث المشتركة التى تشرح تقاليد الكنائس الأعضاء، وإقامة الصلوات المشتركة، لا سيما أسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس المسيحية.
وضع المجلس أولوياته للدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لتحقيق العدالة والمساواة فى المواطنة فى دول الشرق الأوسط. يتكون المجلس من كنائس لأربعة عائلات مسيحية، مقسمة بين «العائلة الأرثوذكسية»، و«العائلة الأرثوذكسية الشرقية» الروم الأرثوذكس، و«العائلة الإنجيلية»، و«العائلة الكاثوليكية»، وتوجد علاقة شراكة بين مجلس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر وأنشطة مشتركة مثل أسبوع الصلاة من أجل الوحدة، الذى بدأ منذ 4 سنوات بين المجلسين، خاصة أن الكنائس الرئيسية فى مجلس كنائس مصر هى أعضاء أيضا فى مجلس كنائس الشرق الأوسط.
عائلات مجلس الشرق الأوسط
العائلة الأولى، هى «كنيسة الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس» وتضم كنيسة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كنيسة الروم الأرثوذكس فى القدس، كنيسة الروم الأرثوذكس فى قبرص.
وتضم عائلة «الكنائس الأرثوذكسية المشرقية»؛ كنيسة الإسكندرية والكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، كنيسة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، الكنيسة الأرمنية الرسولية - كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا.
وتضم عائلة «الكنائس الكاثوليكية»؛ الكنيسة الإنطاكية السريانية المارونية، كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، كنيسة الأقباط الكاثوليك، كنيسة السريان الكاثوليك، كنيسة بابل للكلدان، كنيسة اللاتين فى القدس، كنيسة الأرمن الكاثوليك.
وتضم «عائلة الكنائس الإنجيلية»؛ السنودس الإنجيلى الوطنى فى سوريا ولبنان، سنودس النيل الإنجيلى بمصر، اتحاد الكنائس الإنجيلية الأرمنية فى الشرق الأدنى، الكنيسة الأسقفية فى القدس والشرق الأوسط، الكنيسة الأسقفية فى مصر وإثيوبيا وشمال أفريقيا، الكنيسة الأسقفية فى قبرص والخليج، الكنيسة الأسقفية فى إيران، الكنيسة الأسقفية فى السودان، الاتحاد الإنجيلى الوطنى فى لبنان، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية فى الأردن، سنودس الكنائس الإنجيلية فى إيران، الكنيسة المشيخية بالسودان، كنيسة السودان المشيخية الإنجيلية، الكنيسة الإنجيلية الوطنية فى الكويت، الكنيسة البروتستانتية فى الجزائر والكنيسة الميثودستية فى تونس.
من 2014 حتى 2018 
بدأت الصلاة المشتركة بين مجلسى كنائس مصر والشرق الأوسط خلال أسبوع الصلاة، أول مرة فى فبراير ٢٠١٤ من أجل الوحدة، فى حضور البابا تواضروس، وفى نهاية يناير ٢٠١٦، نظم المجلسان أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بعنوان «من كنيسة إلى كنيسة من أجل وحدة الكنيسة»، وشارك بالصلاة من كل الطوائف المسيحية بلبنان وبمشاركة وفد كبير من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبقيادة الأب رويس الأورشليمى. 
وفى فبراير ٢٠١٧، احتضنت القاهرة أمسية للصلاة تحت رعاية مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر، وحملت شعار «محبة المسيح تحثنا على المصالحة»، وحضر الأمسية ممثلون للكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، وتحتضن مصر هذا العام ٢٠١٨ وللمرة الرابعة أمسية الصلاة لمدة ٨ أيام بعدد من الكنائس للطوائف المسيحية، فى حضور البابا تواضروس.
أمسيات صلاة الوحدة
ينظم «مجلس كنائس الشرق الأوسط» و«مجلس كنائس مصر» أمسيات للصلاة من أجل الوحدة الشهر الجاري، وقد وضع المجلسان جدولًا لمدة ثمانية أيام تقام خلالها الصلاة من أجل الوحدة بعدد من الكنائس المصرية، على أن يحضر البابا تواضروس الثاني، الصلاة يوم الأربعاء ٢١ فبراير الجاري.
يبدأ اليوم الأول ١٥ فبراير بكنيسة رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس بالظاهر، ويتناول موضوع اليوم «يمينك يارب توحدنا». وفى اليوم التالي، الجمعة، بكنيسة الإنجيلية ببنها يناقش اليوم «يمينك يارب تعطينا السلام». واليوم الثالث، بكنيسة الملاك بحى الظاهر يتناول موضوع «يمينك يارب تقدسنا». وفى الأحد ١٨ فبراير، تم تحديده لكل الكنائس للصلاة من أجل الوحدة. والإثنين تقام الصلاة فى كاتدرائية جميع القديسين بالكنيسة الأسقفية بعنوان «يمينك يارب تحررنا». والثلاثاء تقام الصلاة بكنيسة سانت فاتيما للكلدان الكاثوليك بعنوان «يمينك يارب تكفينا». والأربعاء يعقد اجتماع سنوى لقداسة البابا تواضروس الثاني، بكنيسة مارجرجس الجيوشى بحى شبرا، بعنوان «يمينك يارب تسندنا». واليوم الأخير الموافق الخميس ٢٢ فبراير الجاري، تقام الصلاة بكنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الكاثوليك بالفجالة، وهو اليوم الخاص بالشباب تحت عنوان «يمينك يارب تبنى أسرنا».
شعار 2018 
دعا «كنائس الشرق الأوسط»، فى توصياته بآخر اجتماع له، إلى تفعيل وتثبيت الحضور المسيحى فى الشرق الأوسط، والمحافظة على الهوية التاريخية لمدينة القدس، كمدينة مفتوحة لجميع المؤمنين من الديانات التوحيدية الثلاث، ورفض تهويدها، فى ظل الظروف الصعبة التى تعانيها بلدان المنطقة، داعيا إلى ضرورة الوقف الفورى للعنف فى منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما فى سوريا والعراق.
وأشاد المجلس بما تقوم به مصر التى شيدت مؤخرا كاتدرائية جديدة فى العاصمة الإدارية، وشجب المجلس ما تتعرض له سائر دور العبادة فى مصر من أعمال إرهابية.
وطالب المجلس بالعودة السريعة للنازحين خاصة فى لبنان إلى أرضهم بعد استتباب الأمن فيها، فيما أشاد بالعيش المشترك فى الأردن واحتضانه للنازحين إليها. واستنكر التعرض لأى من المرجعيات الدينية لأى سبب كان، إلى جانب تجديد مناشدة الدول صاحبة القرار وجميع أصحاب النيات الحسنة بالإفراج عن جميع المخطوفين، خاصة مطرانى حلب بولس يازجى ويوحنا إبراهيم والكهنة المخطوفين والتنديد بوضع اليد على أوقاف الكنائس فى ماردين وطور عبدين بتركيا وفى القدس.
انتخاب سيدة
كانت اللجنة التنفيذية للمجلس قد عقدت اجتماعها الأخير فى لبنان برئاسة رؤساء الكنائس الممثلة بالمجلس، وشارك من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والأنبا بنيامين مطران المنوفية وجرجس صالح الأمين العام الفخرى للمجلس.
وشارك عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى العالم أجمع، وعن العائلة الكاثوليكية البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، وعن العائلة الإنجيلية القس الدكتور حبيب بدر رئيس الاتحاد الإنجيلي.
وتم خلال الاجتماع انتخاب الدكتورة ثريا بشعلانى بالإجماع قائمة بأعمال أمين عام المجلس، وذلك بعد استقالة الأب ميشال جلخ من منصب الأمين العام بعد تعيينه رئيسًا للجامعة الأنطونية على أن تكمل الدكتورة بشعلانى ولاية الأب جلخ التى تستمرّ حتى سبتمبر ٢٠٢٠، وهى بذلك أوّل سيّدة ينتخبها مجلس كنائس الشرق الأوسط لهذا المنصب.
مواقف داعمة لمصر
مواقف عدة تبناها مجلس كنائس الشرق الأوسط لدعم مسيحيى المنطقة، وتحديدًا مصر، والتى تجمع الأغلبية المسيحية بالمنطقة، حيث أشاد المجلس بإقرار مجلس النواب قانون بناء الكنائس، معتبره خطوة تحفظ حقوق المسيحيين كمواطنين. وفى الوقت الذى أعرب فيه المجلس عن إدانته ورفضه لكل أشكال التطرف والإرهاب والإقصاء والتكفير، وندد بمذابح الإبادة التى ارتكبَتها العثمانيون فى ١٩١٥ بحق الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والروم وتهجيرهم. أعرب المجلس أيضًا عن تقديره للمبادرات الريادية العديدة الصادرة عن مؤسسات ومرجعيات إسلامية فى المنطقة، والتى رفضت التطرف والعنف، وأكدت على احترام التنوع والاختلاف، وأقرت بالدور المسيحى الأساسى وأصالته فى الحضارة العربية والمنطقة وطالبت بالمحافظة عليه. 
«تواضروس» وملك الأردن 
تحركات دولية عدة عقدها مجلس كنائس الشرق الأوسط بالمنطقة التقى خلالها رؤساء بعض الدول، فى نوفمبر ٢٠١٤، قام وفد من المجلس بجولة فى الأراضى المقدسة بفلسطين للإطلاع على الأوضاع. واستقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمقر الرئاسة بمدينة «رام الله» الوفد الكنسى الذى اطلع على آخر مستجدات الأوضاع والمساعى فى مجلس الأمن الدولى لتحديد سقف زمنى لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود عام ١٩٦٧.
وفى سبتمبر ٢٠١٦ استقبل الملك عبدالله ملك الأردن، أعضاء المجلس على هامش اجتماعات دورته الحادية عشرة بالأردن، وحضر الاجتماع ٢٤ من رؤساء الطوائف المسيحية بالمنطقة، على رأسهم البابا تواضروس الثاني، وجاء انعقاد الجمعية العامة فى الأردن آنذاك، فى وقت كانت المنطقة تشهد فيه تحولات خطيرة ومصيرية، تجلت بتصاعد موجات الصراع والإرهاب والتطهير العرقى والدينى والتهجير، مما يهدد كيان الدول وسلامة المجتمعات ويدفع المدنيين الأبرياء من مسيحيين وغير مسيحيين، ثمن هذه الصراعات من أرواحهم واستقرارهم، لا سيما فى السنوات الأخيرة فى سوريا والعراق ولبنان، مع استمرار معاناة الشعب الفلسطينى منذ عقود بحرمانه من أبسط حقوقه، وفشل تحقيق المقررات الدولية فى قيام الدولة الفلسطينية بكامل مقوماتها.