أكد المشاركون في مناقشة كتاب "قصيدة الرفض.. قراءة في شعر أمل دنقل" تأليف الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، أن الكتاب تناول العديد من القضايا المهمة التي تدعو إلى التفكير فيها، مشيرين إلى أن الكتاب اتسم بالتماسك من بدايته إلى نهايته وظهر كأنه بنيان واحد، وأن هناك شيئا آخر يؤكد التماسك في الكتاب يشير إلى عنصر الجمال والعمق في شعر أمل دنقل.
جاء ذلك خلال الندوة التي نُظمت في معرض الكتاب وشارك فيها الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، والدكتور نبيل عبد الفتاح مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق بالأهرام، والدكتور حسين حمودة أستاذ النقد الحديث بجامعة القاهرة، وأدارها الدكتور حسام نايل.
وقال الدكتور حسين حمودة، "إن المنطلقات التي انطلق منها الدكتور جابر عصفور في الكتاب، يمكن الإشارة معها إلى مجموعة من الملامح منها "المراوحة" التي رصدت القيم الأساسية في شعر أمل دنقل، كما أن هناك تجربة "الموت" والتنويع عليها، بالإضافة إلى "الكابوسية" التي تظهر في رؤية شعر أمل دنقل، إلى جانب رمزية القمر.
وأضاف، أن الكتاب يفيض عن الحدود الضيقة لتترامى أبعاده في سياقات ثقافية متعددة، كما أن الكتاب ربط تجربة دنقل الإبداعية الفردية والقوانين التي حكمت الشعر من ناحية أخرى، مؤكدًا أهمية الكتاب حيث يمثل مشروعًا نقديًا كبيرًا في شعر دنقل.
وأشار حمودة إلى أن الكتاب يطرح العديد من القضايا التي يمكن تأملها أو الاتفاق أو الاختلاف معها، إذ أن أمل دنقل كان يحرص في شعره على مراعاة الجمهور، موضحًا أن دنقل عاش في العديد من المدن المصرية، وهذا تسبب في تشكيل "وعي مديني" خاص به.
من جانبه، قال الدكتور جابر عصفور، "إن أمل دنقل أتى من قنا، وعلى الرغم من ذلك فإني آراه شاعرا مدينيا لأنه يعي مفهوم الوطن والتعددية العرقية والثقافية في المدينة، كما أنه كان على وعي كامل بالقومية".
وأضاف عصفور أن أمل دنقل لديه وعي مديني خاص بمفهوم المدينة في العالم الثالث، حيث إن مدينة العالم الأول تختلف كثيرًا عن مدينة العالم الثالث المحكومة بالسلطة القمعية المتسلطة على مواطنيها، مشيرًا إلى أن الوعي المديني هي السمة الأساسية التي شكلت شعر أمل دنقل وليست السمات الريفية هي الغالبة في شعر "دنقل" كما يعتقد البعض.
بدوره، أشاد نبيل عبد الفتاح، بكتاب الدكتور جابر عصفور، مشيرًا إلى أن الكتاب يشكل ملامح من علامات النقد التطبيقي الذي يتميز به "عصفور"، كما أنه يعيد المشهد النقدي لشاعر اسمه "أمل دنقل"، وكشف لنا العديد من ملامح شعر.
وأكد أن الكتاب عودة للنقد التحليلي للإنتاج الشعري، ويعيد المشهد النقدي في الكتابة النقدية والمنهجية عن الشعر المصري الحديث والقديم، موضحًا أنه يشكل منهجا علميا في "سوسيولوجية الأدب".
