السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

زوجة شهيد معركة الواحات اللواء امتياز تكشف اللحظات الأخيرة في حياته.. وتؤكد: شعر بقرب أجله قبل العملية الأخيرة.. ونجلي طلب من السيسي الثأر لأبيه

أرملته سحر السيد
أرملته سحر السيد أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استشهد اللواء امتياز إسحق محمد كامل، الضابط بقطاع العمليات الخاصة بالأمن المركزي، إثر تبادل لإطلاق النار بين قوات الشرطة وعناصر إرهابية مسلحة بالكيلو 135 بطريق الواحات، ومعه 16 من رجال الشرطة أكتوبر الماضي. 
وصدق الرئيس عبدالفتاح السيسى على منح اسم الشهيد اللواء امتياز كامل، وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، وتسلمته أرملته سحر السيد أحمد.
وانتقلت كاميرا «البوابة نيوز» لإجراء حوار مع أسرة الشهيد، تحدثت فيه السيدة سحر السيد، أرملة الشهيد، عن استشهاده على أيدى الإرهاب الأسود، وروت فيه ما قاله لها الرئيس السيسى أثناء تكريم اسم البطل.
حدثينا عن الشهيد اللواء امتياز إسحق محمد كامل وعن حياته وإنجازاته أثناء مدة خدمته؟
- من أول ما اتخرج إلى يوم شهادته وهو ضابط بقطاع الأمن المركزى بالعمليات الخاصة، وكان يحب عمله جدا، وشارك فى التسعينيات فى مكافحة عدد من الأحداث الإرهابية، أبرزها أحداث إمبابة، وكان وقتها نقيبا.
كان يعشق خدمة الوطن والواجب ولم يتردد فى الذهاب إلى أى مأمورية يتم تكليفه بها، وهو قائد صاحب بصمة ومتفوق طول عمره فى عمله، بشهادة رؤسائه المباشرين له.
وكل إنسان له نصيب من اسمه، وهو كان ممتازا جدا فى عمله وحاصل على العديد من الفرق التدريبية الصعبة، ومنها فرقة القيادات الأمنية، العام الماضي، محرزا المركز الأول بها، وهى فرقة مخصصة لرتبة اللواء والعميد، وحصل على المركز الأول فى الفرقة والرماية، وصورته معلقة ضمن الأوائل الحاصلين على الفرق التدريبية بأكاديمية الشرطة، نظرا لكفاءته المهنية.
وكان منضبطا جدا ويحب عمله ويبتدئ يومه يوميا فى الـ 5 فجرا، حيث كان يصلى ويرتدى ملابسه ويتجه إلى عمله بلا كلل أو ملل، حتى يتسنى له اللحاق بالطابور الصباحي، ولم يسجل له أى تأخير فى أى يوم.
وقدم الشهيد أيضا العديد من الأبحاث الشرطية ليواكب آخر ما توصل له العلم فى مجال عمله.
ما أبرز الأنواط التى حصل عليها الشهيد؟ 
- الشهيد حصل على نوط الامتياز العام الماضي، وتم تكريمه فى عيد الشرطة قبل الماضي، وهو ما تكرر هذا العام بحصوله للعام الثانى على التوالى على نوط الامتياز.
 ما تفاصيل آخر يوم له فى المنزل قبل استشهاده؟ 
- آخر يوم بالنسبة لنا كان مختلفا، لأنى كنت مسافرة قبل الحادث، وهو قبلها بفترة كان «تعبان ومرهق ومش مبسوط»، وأنا لاحظت ذلك عليه، لأنه إنسان بشوش بطبيعته، فشعرت بأن شيئا سيئا سيحدث.
ولما اقترب موعد المأمورية، التى لم أكن أعلم ما هي، وجدته يقول لى كلاما لما افتكرته بعدين عرفت أنه بيودعني، وقال لى خلى بالك من نفسك.
وأتذكر أنه فى أغسطس 2017، وهو متجه إلى مأمورية فى سيناء، قال لى أنا حاسس إنى هموت قريب، قلت له ليه بتقول كده؟، قالى مش عارف بس ده إحساسى وقلت أقولك، رديت عليه وقلت له وإيه الجديد طول عمرك بتطلع مأموريات.
 كيف علمتِ بخبر استشهاد زوجك؟
- علمت من الأخبار التى نشرت على «الإنترنت» عن الحادث، ومكنتش قادرة أصدق أبدا الخبر، ولما عرفت أنه استشهد تعبت جدا، وانهرت ونقلونى المستشفى.
هل شاهدتِ حديث الإرهابى المقبوض عليه فى الفضائيات، وما رأيك فيه؟ 
- نعم شاهدت ما تم عرضه من حديث للإرهابى المقبوض عليه، وعايزة أقول هو فيه إنسان ممكن يقتنع بالكلام ده، فيه واحد شايف إنه و14 إرهابيا آخر يستطيعون إقامة الدولة الإسلامية فى مصر، مش هاتقدروا علينا ولا على بلدنا.
جاى مصر وسايب ليبيا ليه؟ ما تخليك فى بلدك؟ جوزى وزملاؤه خدوا كل الشر ده فى صدورهم وفدوا شعب مصر، وعلى فكرة هما مسابوش سلاحهم، ولم يترددوا فى الصمود حتى آخر لحظة والقتال ضد الإرهابيين حتى نالوا الشهادة. 
حدثينا عن تكريمك من الرئيس السيسى فى عيد الشرطة، وماذا قلتى له؟ 
- الحقيقة الريس هوه اللى سألني، قالى إنتِ عايزة حاجة، قلت له شكرا ياريس، وسأل ابن الشهيد نورالدين عايز إيه؟ رد بأنه عايز يدخل كلية الشرطة ويدخل العمليات الخاصة زى والده، لأنه عنده الآن 17 سنة، وفى الصف الثانى الثانوي، ومن صغره حابب جدا الشرطة والآن يريد أخذ ثأر أبيه من الإرهابيين.
وأنا مكنتش موافقة، لكن بعد اللى حصل واستشهاد زوجي، فأنا موافقة لأنها رغبته ورغبة والده الشهيد، وأود أن يشارك ابنى ويأخد بثأر أبيه من الإرهابيين الخونة.
ما رسالتك للشعب المصرى؟ 
- عايزه أقول كفاية يا جماعة إشاعات، وتقليل من الإنجازات والبطولات التى يقدمها أبناء مصر من الجيش والشرطة، والناس اللى بتتكلم مش شايفين مصير الدول المحيطة بنا زى ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، وادعموا شرطتكم وجيشكم، لأننا لازم نحاول نوقف مصر على رجلها.
وحابة أقول إن ابنى اشتكى من كثرة الأخبار والإشاعات عن الشرطة، ومحاولة المساس بالجيش على «السوشيال ميديا» من أعداء مصر، ونحن من اكتوى بنار الإرهاب الحقيقي، وفقدنا رب العائلة وقائد المسيرة.
وبعد ذلك، توجهنا بالسؤال إلى نورالدين امتياز محمد، نجل العميد الشهيد، وسألناه لماذا تود الانضمام لكلية الشرطة؟
- أنا مش أقل من والدى فى شيء، هو ضحى علشان مصر، ورأيت بعينى التكريم والأنواط التى حصل عليها أخدها، وأنا أريد الأخذ بثأر أبي.
وأبى زرع فىّ حب مصر من زمان، وهو من حببنى فى الدفاع عن الوطن، وخلانى عايز أدخل العمليات الخاصة، علشان أضحى لمصر وبقول للشباب اللى بتهاجم الجيش والشرطة دول بيحموك إوعى تشوه أبطال بلادك. 
حدثنا عن لحظات رؤيتك لجثة والدك؟ 
- كمية الطلقات إللى شوفتها فى جثة والدي، معناها إنه حارب لآخر لحظة، وإللى مش عارفين يعملوا معاه حاجة ضربوه بالرصاص وده فرحنى لأنه قاوم لآخر لحظة فى حياته، ومات موتة الأبطال، وطول عمره فخر لينا ولجيرانه وزملائه، وهو أسد العمليات الخاصة، وكان راجل بمعنى الكلمة، وكان فيه عسكرى معاهم قبل المأمورية، وحكى إنهم كانوا بيضحكوا وبيهزروا مع إنهم رايحين يموتوا، وكلهم رددوا الشهادة وأصابعهم مرفوعة و«مبتسمين» ورائحتهم ذكية.