الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الأحزاب السياسية.. سيطرة عائلية وتوريث

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد ثورة 25 يناير، ظهرت على الساحة الحزبية عشرات الأحزاب التى ظلت تردد على مدار سنوات بأنها غير قادرة على الظهور بسبب رفض لجنة شئون الأحزاب الموافقة عليها، ولكن حتى بعدما تمت الموافقة على تأسيس هذه الأحزاب، ووصل عددها حوالى 106 أحزاب، لم تكن أغلبها سوى صورة وواجهة سياسية، ولم تضف جديدًا للحياة الحزبية فى مصر.

وبعد انتهاء انتخابات مجلس النواب، ووصول حوالى 15 حزبًا فقط من إجمالى هذه الأحزاب فى مصر، من بين العدد الضخم لها، وهو ما كشف عن حقيقة عدم قيامها بأى دور فعال، ولو كان مجرد الوجود فى الشارع.

القيادات الحزبية ترفع شعار «الأقربون أولى بالمنصب»

106 أحزاب فى مصر

«الحل أو الدمج».. محاولات للتفعيل فى الشارع

التوريث فى الوفد عرض مستمر.. وبكار و«حماته» يسيطران على النور السلفى


«التوريث».. كان أحد الأسباب الرئيسية التى قامت بسببها ثورة يناير ٢٠١١، عندما عارض البعض وصول جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق إلى السلطة بديلًا لوالده، وبدأت التحركات للقضاء على هذه الفكرة، مطالبين بالديمقراطية وتداول السلطة، ولكن ما إن قامت الثورة وتغير النظام، وبدأ البعض فى تدشين أحزاب سياسية جديدة، حتى بدأت الفكرة فى الخروج للنور مرة أخري، ولكن لم تكن هذه المرة وصولًا للحكم، ولكنها كانت توريثًا للنظام السياسي.

عشرات الأحزاب تقدمت بأوراقها للجنة شئون الأحزاب لإعلان تأسيسها، ولكنها لم تكن سوى بداية جديدة لنظام التوريث الحزبي، حتى أصبحت هذه الأحزاب عبارة عن «أحزاب عائلية جدًا»، نتيجة ما قام به مؤسسوها من محاولة لتوريثهم المناصب داخل الأحزاب، التى تعد هى المنبر الأول المنادى بالحرية والتداول السلمى للسلطة أو المنصب.. الأمر ليس متعلقًا بمجرد العضوية، ولكنها تمكين للمناصب العليا بالحزب.

"البوابة" رصدت أبرز الأحزاب التى تضم داخل مكاتبها المغلقة، الأقارب من العائلة الواحدة، وظهر جليًا مدى تكرار هذا النمط فى أكثر من حزب، حتى أقدم الأحزاب الموجودة على الساحة، وهو حزب الوفد الذى يعد نموذجًا واضحًا، بينما تلك التى نشأت بعد ثورة يناير، تظهر هذه النماذج فيها بقوة.


الوفد.. عائلات الكبار تسيطر

على الرغم من مرور ما يقرب من مائة عام على تأسيس بيت الأمة، إلا أن هناك عائلات بعينها ما زالت تمثل ركنًا أساسيًا من أركانه، منها فؤاد بدراوي، مؤسس جبهة إصلاح الوفد، والذى يسعى للعودة للحزب بعد فصله لخوض الانتخابات على منصب الرئيس، بينما يشغل حسن بدراوى أحد أفراد عائلته، منصب منسق العلاقات الخارجية بالحزب.

أما عائلة أباظة التى تعد أحد أعمدة الحزب الرئيسية فى كل الأوقات، فتتمثل حاليًا بعد خروج محمود أباظة الرئيس السابق له من الحزب، فى اللواء هانى أباظة وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب حاليًا، كما تتمثل عائلة سراج الدين باثنين منها داخل الهيئة العليا للحزب، وهما أميمة عبدالعال وأيمن عبدالعال.


المؤتمر.. الشرقية تحكم العاصمة

بعد ثورة يناير بشهور، أعلن الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب الاتحاد وقتها، عن تدشين حزب باسم المؤتمر، يضم بداخله عددًا من الأحزاب التى قررت الاندماج داخل المؤتمر، وتم تنصيب عمرو موسى رئيسًا للحزب، ولكن بعد مرور عامين على التأسيس، انسحبت أغلب الأحزاب المنضوية تحت راية المؤتمر، وأصبح الحزب عائليًا من الطراز الأول.

يترأس الحزب الربان عمر المختار صميدة، ابن محافظة الشرقية، بينما يشغل الدكتور مجدى مرشد، الذى تربطه علاقة نسب برئيس الحزب، منصبًا داخل المكتب السياسي، بالإضافة لعضويته بمجلس النواب عن الحزب، وزوجته الدكتورة منى مرشد، فضلًا عن تولى ابن شقيقة صميدة «أحمد خالد» مسئولية إحدى اللجان الفرعية بالمؤتمر.


الحركة الوطنية.. اللواء وزوجته

أما حزب «الحركة الوطنية المصرية»، وهو الحزب الذى أسسه الفريق أحمد شفيق، وما زال يمسك فيه بزمام الأمور، فعند بداية تدشين الحزب تولى مقاليد الأمور المستشار يحيى قدرى، الذى تم تعيينه النائب الأول لرئيس الحزب، ولكنه استقال مؤخرًا، وكذلك زوج ابنته المهندس ياسر قورة، الذى شغل منصب أمين الحزب بالقاهرة، واستقال ليؤسس حزب «المستقبل» ليتركه مجددًا وينضم لحزب «الوفد»، كما يضم الحزب اللواء طارق رؤوف، نائب رئيس الحزب، وزوجته رضوى مصطفى، عضوًا بالهيئة العليا.


النور السلفى.. الأقربون أولى بالمعروف

وفى حزب النور السلفى لم يختلف كثيرًا على هذا النهج وكان أول المقلدين، وقام بتطبيق النص القائل «الأقربون أولى بالمعروف»، فالحزب يضم فى عضويته، نادر بكار، مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، والدكتور بسام الزرقا، نائب رئيس الحزب، وهو والد زوجة بكار، بالإضافة إلى حماته أيضًا زوجة الزرقا، والدكتورة مريم بسام زوجة بكار.


مصر بلدى.. الدكتور وابن أخوه

حزب «مصر بلدي»، وهو الحزب الذى تم تأسيسه قبل ٣ سنوات، ويتولى رئاسته قدرى أبوحسين، محافظ حلون الأسبق، ويضم الحزب فى عضويته الدكتور محسن البطران، والذى يتولى أمانة الحزب بالجيزة، وابن شقيقه الدكتور مجدى البطران، ويشغل منصب أمين تنظيم شباب الحزب على مستوى الجمهورية، وهما المرشحان اللذان قدمهما الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة الجبهة المصرية آنذاك.


المحافظين.. أنا وابن أخويا على الغريب

حزب «المحافظين» تأسس بعد ثورة يناير، ويترأسه أكمل قرطام، رجل الأعمال الشهير، وعضو مجلس النواب الذى تقدم باستقالته على خلفية خلافات داخل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بسبب انتخابات اللجنة، وينضم للحزب نجل شقيقه كريم قرطام، ضمن أعضاء الهيئة العليا.


الجيل.. الواد وأبوه

أما حزب الجيل الديمقراطي، أحد الأحزاب القائمة منذ ما يقرب من ٢٠ عامًا، فيرأس الحزب ناجى الشهابي، الذى شغل عضوية مجلس الشورى من قبل، بينما يشغل نجله إبراهيم ناجى الشهابى رئاسة أمانة الشباب.


الحزب الناصري.. من القومية العربية إلى القومية الأسرية

وفى الحزب العربى الناصري، أحد أقدم الأحزاب على الساحة وتأسس فى التسعينيات، ويرأسه سيد عبدالغني، بينما يشغل أحمد عبدالحفيظ، منصب نائب رئيس الحزب، وشقيقه محمد عبدالحفيظ أحد القيادات بالعربى الناصري.


السادات.. عائلة واحدة وثلاثة أحزاب

عائلة السادات.. هى العائلة الأكثر تواجدًا على الساحة السياسية، والتى خرجت عن القاعدة، فبدلًا من حزب واحد يجمع الأسرة الواحدة، أسست ثلاثة أحزاب، كل منها يضم مجموعة من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات. الحزب الأول هو حزب السادات الديمقراطي، الذى تأسس منذ فترة قريبة ويترأسه عفت السادات، وهو الحزب الذى وقع فى عدة أزمات خلال الفترة الماضية، بسبب اتهامات لرئيسه بضم المقربين واستبعاد ذوى الكفاءة.

أما محمد أنور السادات، نجل شقيق الرئيس الراحل، فيترأس حزب الإصلاح والتنمية، وعضو مجلس النواب، والذى تم وقفه من حضور جلسات البرلمان لمدة دورة برلمانية كاملة، على خلفية اتهام البعض له، بتسريب قانون الجمعيات الأهلية إلى منظمات أجنبية.

الحزب الثالث، هو حزب مصر القومي، الذى أسسه الراحل طلعت السادات، بينما يشغل منصب رئيس الحزب حاليًا روفائيل بولس.


مستقبل وطن.. الشباب والأشراف

فى أغسطس ٢٠١٤ وافقت لجنة شئون الأحزاب على الإخطار المقدم من عدد من الشباب بتأسيس حزب مستقبل وطن، وكان على رأس هؤلاء الشباب، محمد بدران الرئيس السابق للحزب، وأشرف رشاد الرئيس الحالى وعضو مجلس النواب.

وبعد مرور ٣ سنوات على تأسيس الحزب، الذى مر بعده مراحل جعلته من أبرز الأحزاب على الساحة السياسية، والحزب الثانى تمثيلًا داخل مجلس النواب، ويظهر داخل تشكيلات الحزب، سيطرة عائلة الأشراف على مقاليد الأمور.

الحزب يرأسه أشرف رشاد، عضو مجلس النواب، وذلك بعد استقالة بدران منه منذ فترة قليلة، وبجانب رشاد يضم الحزب فى عضويته العشرات من أبناء قبيلة الأشراف التى ينتمى لها رشاد، منهم أبوالوفا فايز أبوالوفا، أمين تنمية الموارد البشرية، ومحمد عمار عبدالرازق، أمين العمل الجماهيري، وهشام قدوس، أمين الحزب بمحافظة قنا، وكذلك يوسف أبوالوفا، الذى يشغل منصب أمين الإعلام بقطاع جنوب الصعيد.

كما يضم الحزب بمحافظة أسيوط، أحمد معوض نفادي، أمين عام الحزب بالمحافظة، وشقيقه محمود نفادي، أمين التنظيم، بينما فى محافظة الأقصر، يشغل منصب الأمين العام أحمد محمد الطيب، بينما يتولى محمد محمود الطيب، منصب الأمين العام المساعد، كما يشغل محمد فتحى الطيب منصب أمين العلاقات العامة، وفى محافظة قنا، يشغل هشام قدوس منصب أمين عام الحزب، بينما يشغل أسامة قدوس منصب أمين العلاقات العامة.


جدل حزبي حول مقترحات شطب واندماج الأحزاب

شهدت الحياة الحزبية فى مصر حالة من الحراك الواسعة، خاصة على مستوى الأحزاب السياسية بعد ثورة ٢٥ يناير، وكان الوضع السياسى للأحزاب فى مصر قبل الثورة محاصر أمنيًا وسياسيًا، لا يعرف معنى للتعددية الحزبية، حيث لم يتخطَ عدد الأحزاب فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ٢٥ حزبًا، جاء معظمها من خلال أحكام القضاء بعد اعتراض لجنة شئون الأحزاب السياسية، التى رفضت ٦٠ حزبًا، ولم تصدر قرارًا إلا بترخيص لأربعة أحزاب فقط طوال ٢٨ عامًا.

وبعد انتخاب مجلس النواب، ووصول حوالى ١٥ حزبًا فقط تحت القبة، من إجمالى ما يقرب من ١٠٦ أحزاب، ظهرت دعوات بحل أو دمج الأحزاب غير الفاعلة، بدلًا من وجودها بلا مضمون أو وجود فعلى فى الشارع.

وما بين كثرة هذه الأحزاب، وعدم فعاليتها باتت دعوات الحل أو الدمج السبيل للكشف عن مدى تأثير هذه الأحزاب فى الشارع، خاصة مع ازدياد عددها، والتى تعددت تصنيفها وتوجهاتها وأيديولوجياتها، بين أحزاب ذات مرجعية دينية، وأحزاب ذات توجه ليبرالي، وتوجه يسارى بجانب ظهور الأحزاب القومية والشبابية، وجاءت أبرز الأحزاب التى ظهرت بعد الثورة، حزب المؤتمر، الحرية، الحركة الوطنية، النور السلفي، الوطن السلفي، الحرية والعدالة، وهو حزب الجماعة الإرهابية الذى تم حله، وحزب مصر القوية، والدستور، والثورة، والسادات الديمقراطي، والصرح المصري، وحماة وطن، والشعب الجمهوري، ومصر العروبة، ومستقبل وطن، وغيرها، منها الذى قدم تأثيرًا واضحًا فى الحياة السياسية، وكان لها تمثيل لدى المواطن من خلال برامجها وكوادرها وأنشطتها، والتى ساعدت أيضًا فى تقليص دور الأحزاب السياسية القديمة.

عشرات الأحزاب التى نشأت خلال السنوات الأخيرة الماضية، لم يكن لها تأثير من قريب أو من بعيد فى الحياة السياسية، وتعتبر أحزابًا مجهولة عند المواطن، أبرزها «حزب الريادة، المواطنة، نهضة مصر»، وغيرها من الأحزاب، التى كانت نتاجًا طبيعيًا للتحول الديمقراطي.

ورغم تعدد وكثرة الأحزاب لم يكن هناك حضور واضح للأحزاب السياسية فى المشهد، خاصة مع تزاحم الأزمات والأحداث، إلى أن تعالت الدعوات بشأن حل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان والعمل على دمج الأحزاب السياسية. ففى الوقت الذى تقدم فيه النائب أحمد رفعت، عضو مجلس النواب عن حزب «المصريين الأحرار»، بمشروع قانون يفرض ضوابط على عمل الأحزاب السياسية، وشطب الأحزاب غير الممثلة بالبرلمان، ودمج الأحزاب السياسية، أثار جدلًا واسعًا لدى الأحزاب السياسية، ما بين مؤيد ومعارض لهذا القانون.


الغباشي: نرحب بالانضمام بشروط

وقال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب «حماة الوطن»، إن الحزب يرحب بكل الكيانات الحزبية المخلصة بالانضمام إليه، بشرط التوافق فى الرؤى من أجل إثراء العملية السياسية. وأوضح أن شطب الأحزاب السياسية غير الممثلة فى البرلمان يخالف القانون والدستور الذى ينص على التعددية الحزبية، وأضاف أنه من الأفضل أن يتم إعداد مشروع يتم فيه التوافق بين الأحزاب طبقًا للرؤى التوافقية والتوجه السياسى لصالح الوطن.


بيومى شطب الأحزاب غير دستوري

فيما أكد أحمد بيومي، رئيس حزب «الدستور»، أن مقترحات شطب الأحزاب غير الممثلة برلمانيًا، غير دستورية، مبينًا أن شطب هذه الأحزاب سيفتح الباب لأزمات داخل الحياة السياسية. وأضاف أن حل الأحزاب السياسية ليست دعوة لتحفيزها على الاندماج، وبالتالى سيتم خلق نوبة من العناد والمشاحنات، التى سيكون لها أثر سيئ على الحياة السياسية فى الدولة.


حزب المؤتمر يرحب

بينما رحب جهاد سيف، المتحدث الرسمى باسم حزب «المؤتمر»، بفكرة دمج الأحزاب السياسية، خاصة أن حزب «المؤتمر» كانت له سابقة فى الاندماج فانضم كل من حزب «الاتحاد المصرى العربي» مع مجموعة من الأحزاب الأخرى تحت اسم حزب «المؤتمر» فى عام ٢٠١٣.

وطالب الدولة ومؤسساتها بأن تعطى مساحة لهذه الأحزاب، التى لها وجود ملحوظ فى الشارع، ولديها القدرة على تقديم مشروعات قوانين، خاصة أن هناك كثيرًا من الأحزاب ليست لديها مقار ولا لجان محلية أو نوعية، بل هى مجرد أسماء فقط دون أى ممارسة لدور سياسى أو شعبى أو انتخابي، وأن هناك ١٥ حزبًا فقط من بين ١٠٤ أحزاب، هى التى استطاعت الحصول على تمثيل فى البرلمان.


التجمع: غير دستورى

وفى هذا السياق، قال علاء عصام، أمين إعلام شباب حزب التجمع: إن مجلس النواب لا يستطيع إصدار تشريع لشطب الأحزاب السياسية، موضحًا أن الدستور، وهو «أبوالقوانين»، يسمح للمواطنين بإنشاء الأحزاب بالإخطار، والقانون وضع بعض الشروط البسيطة لإشهارها وضبط عملها.

وأضاف أن التعددية الحزبية ستساهم فى الارتقاء بالحياة السياسية، مؤكدًا أن التفكير فى حل الأزمات التى تواجه الأحزاب وأبرزها «التمويل وتعنت الجهات الحكومية معها والتهميش» أفضل من شطبها. وأكد أن الأحزاب دورها تقييم أداء مجلس النواب، وتابع: "كيف يكون لمجلس النواب حق الرقابة على الأحزاب، التى تشكل مجلس النواب بنوابها، الذين يمثلون ٣٠٪ من المجلس".


السادات: الحزب يرحب بكل الكيانات الحزبية المخلصة

عائلة السادات.. هى العائلة الأكثر تواجدًا على الساحة السياسية، والتى خرجت عن القاعدة، فبدلًا من حزب واحد يجمع الأسرة الواحدة، أسست ثلاثة أحزاب، كل منها يضم مجموعة من عائلة الرئيس الراحل أنور السادات