الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في اليوم العالمي لمكافحته.. "اليونيسف": 87% من المصريات يتعرضن للختان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم باليوم العالمى لرفض الختان، صباح غد، فى المناسبة السنوية التى تستهدف القضاء على هذه الممارسة الجائرة ضد الإناث.
ويشمل برنامج الاحتفال برامج لتعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، بدءًا من الحوارات المجتمعية والتوعية الصحية لخطورة هذه الممارسات وإلقاء الضوء على التشريعات المحلية الرامية إلى حظر هذه العادات التى ما زالت منتشرة فى بعض المجتمعات ومقترحات تغليظ العقوبات بشأنها.
وأوصى الاتحاد العالمى لجمعيات أمراض النساء والتوليد (FIGO) باعتبار ختان الإناث انتهاكًا لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقية إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة، وطالب ببذل كل الجهود والإجراءات بهدف التخلص من الممارسات التى تحتوى على عنف ضد الأطفال والنساء، وكذلك أوصت الجمعية المصرية لأطباء أمراض النساء والولادة بهذه التوصية فى عام 2012، إلا أن منظمة اليونيسف قدرت عدد الإناث التى تم إجراء الختان لهن حول العالم لعام 2016 حوالى 200 مليون امرأة يعشن فى أكثر من 27 دولة أفريقية، وأعداد قليلة فى آسيا وباقى منطقة الشرق الأوسط، ولكن غالبيتهن فى الصومال ثم غينيا ومصر وجيبوتى.
مصر الأولى عربيًا والثامنة عالميا فى «الاعتداء على أنوثة المرأة»
وجاءت مصر فى المركز الثامن عالميًا فى إجراء الختان على الرغم من انخفاض النسب على مدار ١٨ عامًا من مكافحة الختان، والمعروف أن ظاهرة الختان فى مصر منتشرة بشكل كبير بين المسلمين والأقباط على حد سواء.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» عن أن نسبة ختان الإناث انخفضت فى عدد من الدول الأفريقية، بينها مصر والسودان، بفضل قوانين وبرامج مواجهة هذه العمليات المحظورة. 
وقالت المنظمة: إن نسب حدوث الختان للفتيات فى الأعمار من ١٥ إلى ١٩ عامًا، انخفضت خلال الثلاثين عامًا الماضية، بنسبة ٢٧٪ فى مصر، ووفقا للمسح الطبى فقد تراوحت نسبة الختان فى عام ٢٠٠٠ للنساء فى أعمار ما بين ١٥ – ٤٩ عاما أكثر من ٩٧٪ ثم انخفضت إلى ٩٣٪ فى عام ٢٠١٥، أما فى عام ٢٠١٦ فقد انخفضت هذه النسبة إلى ٨٧٪ حسب تقرير منظمة اليونيسف إلا أن مصر وعلى الرغم من تغليظ القوانين لمنع ومكافحة الختان، إلا أنها ما زالت تحتل الرقم واحد عربيًا والثامن عالميا فى إجراء هذه العمليات.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية الختان، بأنه يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وجميع الممارسات التى تنطوى على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إلحاق أضرار أخرى بتلك الأعضاء بدواع لا تستهدف العلاج، وتشويه الأعضاء التناسلية لا يعود بأى منافع تذكر، بل إنه يلحق أضرارًا بالفتيات والنساء من جوانب عديدة. فتلك الممارسة تنطوى على استئصال نسيج تناسلى أنثوى سوى وعادى وإلحاق ضرر به، كما أنها تعرقل الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء.

مخاطر فورية 
كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن من المضاعفات التى قد تظهر فورًا بعد إجراء تلك الممارسة الإصابة بآلام مبرحة، وصدمة، ونزيف أو الإصابة بعدوى بكتيرية، واحتباس البول، وظهور تقرحات مفتوحة فى الموضع التناسلى، والتعرض لإصابات فى النسيج التناسلى المجاور. 
وقد تشمل الآثار الطويلة الأجل التعرض بشكل متكرر لأنواع العدوى التى تصيب المثانة والسبيل البولي، الإصابة بتكيسات، الإصابة بالعقم، زيادة مخاطر التعرض لمضاعفات أثناء الولادة ومخاطر وفاة المواليد؛ وقد تنشأ الحاجة إلى الخضوع لعمليات جراحية فى مراحل لاحقة. 
فلا بد مثلًا، من فتح الفوهة المهبلية التى تم سدها أو تضييقها لتمكين المرأة من ممارسة الاتصال الجنسى أو الولادة. ويتم فى بعض الأحيان سدها عدة مرات بما فى ذلك بعد الولادة، وبالتالى تضطر المرأة إلى الخضوع لعمليات سد وفتح متكررة مما يزيد من احتمال تعرضها، بشكل متكرر، لمخاطر فورية وطويلة الأجل على حد سواء.
وكشف الدكتور عمرو حسن استشارى النساء والتولید والعقم فى قصر العينى، ومؤسس حملة «أنتِ الأهم»، عن أنه لا يوجد أى تعريف أو تصنيف لعملية الختان، فهى عملية تشويه للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة، وهو اللفظ الأدق لإجراء مثل هذه الجريمة، وللأسف عند دراسة المراجع الطبية يتم ضرب المثال بمصر والسودان والصومال وإثيوبيا فى إجراء هذا التشويه.
وأضاف «عمرو» هذا التشوه يسبب آثارًا سلبية عديدة على صحة المرأة وفى العلاقة الجنسية عند الزواج، موضحًا أن من أهم آثاره شعور المرأة بعدم الإشباع وبالتالى يتوهم الرجل أنه يعانى ضعفًا ما.
وأضاف مدرس النساء والتوليد أن الزوجات المختّنات تعانين من برود جنسی مع تكرار الألم أثناء الجماع تكره المرأة العملیة الجنسیة، وبالتالى تكون سلبیة مع زوجها وتعتبرها واجبًا كریها لا بد منه، ومع استمرار صعوبة وآلام العملیة الجنسیة یظهر الرفض النفسى لها والذى یؤدى بدوره فى صعوبة أكثر وآلاما أشد أثناء الاتصال الجنسى مما يتسبب فى تشنج العضلات.
وأشار إلى خطورة ذلك حيث يلجأ أزواج السیدات اللاتى أجرين لهن تشویه فى الأعضاء التناسلیة، إلى استعمال المخدرات وبالذات الحشیش والترامادول والمنشطات الجنسیة اعتقادا منهم أن هذا یطیل العملیة الجنسیة. 

خطة قومية للقضاء على الختان 
خطة قومية تنفذها وزارة الصحة والسكان متمثلة فى جميع القطاعات المعنية بدءا من المجلس القومى للسكان ومجلس الطفولة والأمومة وقطاعات تنظيم الأسرة وغيرها لتفعيل خطة الصحة لمكافحة ختان الإناث فى مصر.
وقال الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، إنه أصدر تعليمات مشددة إلى رؤساء القطاعات النوعية بالوزارة ورؤساء الهيئات ووكلاء الوزارة بجميع المحافظات بالتوعية بقانون تجريم ختان الإناث للقضاء على هذه الجريمة نهائيًا، وتشديد الرقابة لمنع إجرائها داخل المنشآت الطبية، بالإضافة إلى شرح كل ما يتعلق بالآثار السلبية الناتجة عن هذا الإجراء فى جميع مناهج البرامج التدريبية التى تستهدف الأطباء والتمريض والمثقفين الصحيين والرائدات الريفيات العاملين بجميع المنشآت الصحية التابعة للوزارة وكذلك فى مناهج ومعاهد ومدارس التمريض وتدريبهم، كما استهدفت الخطة تدريب مقدمى الخدمة الصحية فى مجال الصحة الإنجابية فى جميع وحدات الرعاية الأولية بالجمهورية.
وأضاف وزير الصحة أن جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والقطاع الخاص والأهلى ملتزمة بإبلاغ أقسام الشرطة فى حالات الاشتباه فى ختان الإناث التى تستقبلها أقسام الطوارئ مصحوبة بمضاعفات ومراعاة استيفاء البيانات الخاصة بالضحية ونتائج الكشف الطبى فى سجل المرضى بدقة كتابية مع كتابة تقرير طبى وافى وطبقًا للقواعد التى يقرها الطب الشرعى لضمان الحفاظ على الحقوق البنات وسلامة الإجراءات القانونية ضد المشاركين فى هذه الجرائم.
كما قال الدكتور طارق توفيق نائب وزير الصحة والسكان، إن المجلس القومى للسكان وضع سياسات لمكافحة ختان الإناث وتفعيل تغليظ القانون، بالقبض على مرتكبى هذا الأمر، ومداهمة الأماكن التى يحدث بها من خلال البلاغات إلى النيابة العامة، بالإضافة إلى توعية المواطنين بخطورة القضية.
وقال الدكتور على محروس رئيس قطاع العلاج الحر بوزارة الصحة والسكان، إن نسبة ختان الإناث أصبحت قليلة بعد تغليظ القوانين، ومضاعفة الرقابة على القطاع الصحى الخاص، معترفًا أن مصر لم تنته بعد من هذه الممارسات ولم تحتفل بآخر عمليات ختان للإناث فى مصر، لكن الجهود المبذولة كبيرة، موضحا أن وزارة الصحة حققت أعلى معدل فى منع ختان الإناث بنسبة٨٠٪ على الأقل.
حرام شرعًا ومجرم قانونا
جدل توارثته الأجيال على مدار سنوات عديدة حول شرعية إجراء الختان وفقًا لأحد الأحاديث النبوية، إلا أن دار الإفتاء المصرية، أكدت فى بيانات رسمية لها أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية فى أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة أن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له. 
ووفقا لقانون تجريم الختان، فقد وافقت المحكمة الدستورية على تغليظ العقوبة على ممارسى هذه العملية واعتبارها جناية وليست جنحة، ووفقا للمادة ٢٤٢ مكرر فقد تم النص على العقوبة بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنين كل من قام بختان لأنثى.

جراحة فرنسية لإصلاح ما أفسده الختان
يجرى خبير فرنسى عالمى جراحات ترقيع لإصلاح ما أفسده الختان.
ويعد الجراح الفرنسى بيير فولدز، وهو رائد هذا الأسلوب الجراحى، وأجرى عمليات جراحية لأكثر من ٤٠ امرأة فى مستشفى خاص بمعهد جامعة ديسيوس فى برشلونة، حيث يرأس فريقا من جراحى أمراض النساء. وتنطوى العملية على إخراج «العضو التناسلي»، الذى لم يتضرر من الختان واستعادة تركيبه ووظيفته. 
وقال الدكتور عمرو حسن إن هناك عمليات تجميل بالفعل تحدث فى العالم بشكل طبى لإعادة العضو التناسلى للمرأة عما كان عليه قبل عملية الختان، ويقوم الأطباء بإعادة تكوين الأنسجة التالفة وإعادة تكوين العضو التناسلى للمرأة الذى تعرض للتشوه، ولكن لا نعلم حقيقة نتائج هذه العمليات وما تستطيع إصلاحه جراء ذلك التشويه.
وعلى الرغم من ذلك أكد «باري» أن نتائج الجراحة جيدة، حيث تستعيد ٩٠٪ من النساء اللاتى يخضعن لهذه العملية الوظيفة التشريحية بشكل جيد، بينما تستعيد ٧٠٪ من تلك النساء الإحساس فى ذلك الموضع.

الطلاق بسبب الختان
فى نفس السياق أوضح الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى، أن الختان له آثار جسيمة اجتماعية ونفسية، فالنساء المتزوجات يفقدن المتعة الجنسية ولا يحدث إشباع لأن الاستئصال يقضى على أعصاب مهمة فى الجهاز التناسلى للمرأة وبالتالى لا يصل الإحساس إليها، وهذا يسبب العديد من المشكلات مع الزوج، وقد تضطر الزوجة إلى تعاطى الترامادول لوقف الألم الناتج عن العملية الجنسية، وقد تصل المشكلة إلى الطلاق مما يؤدى إلى تفكك المجتمع.
وأضاف استشارى الطب النفسى أن هناك دراسة ربطت بين ارتفاع نسب الطلاق وإجراء عملية الختان فوجدت ارتفاع نسب الطلاق لـ٣٥٪ من النساء التى تم إجراء الختان لهن.
وأوضح استشارى الطب النفسى أن الآثار النفسية السلبية لا تصيب الأنثى عند الزواج فقط، فالأطفال يتعرضون لصدمة عصبية ما بعد إجراء الختان خاصة فى عمر الـ١٢ عاما، وتطاردهم كوابيس وآلام شديدة لفترة بعد إجراء هذه العملية.