الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

انتخابات الرئاسة بطعم "الفراخ المجمدة"!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشائعات التى تضج بها مواقع التواصل الاجتماعى مع كل فعل وعمل يقوم به رئيس الجمهورية المرشح لفترة رئاسية ثانية يستحق الفوز بها لاستكمال المشروعات المفتوحة التى بدأها فى مجالات عدة، علاوة على تحقيق المزيد من خططه الإصلاحية التى لسنا بصدد تعدادها، تثير العديد من علامات الاستفهام حول من يقف وراءها؟ ولصالح من؟ ولماذا الآن؟
هناك من يرى أن هذه الشائعات ليست غامضة؛ فهى تطير وتزحف وتعدو وتنطلق متعرجة، من معسكرات أعداء النظام «الإخوان ومن يواليهم»، وغيرهم من أصحاب الأجندات الداخلية والخارجية، مستغلين كل قرار أو تحرك رئاسى أو حكومى لإثارة البلبلة والنيل منه.
وبفضل «الإنترنت» وجدت الشائعات والأخطاء والأكاذيب سبيلًا للانتشار على شبكات التواصل الاجتماعى والمدونات والمواقع الإخبارية غير المتزنة، وكثيرا ما تترتب عليها عواقب وخيمة، خاصة بعد أن أصبح لدينا ١٠٠ مليون خبير وعالم ببواطن الأمور.. يفتى فى كل وعن كل شىء بجهل واستفزاز، ويفند مزاعمه فى قرارات مصيرية.
فقضية مثل «الفراخ المجمدة» التى تباع بأسعار رخيصة باتت مادة ثرية لـ«المناكفة السياسية».. فأنصار «السيسى» يدافعون عن الفراخ كأنها «أعضاء فى الحكومة»، ومعارضوه يهاجمونها كأنها «فراخ عدوانية»!!
فريقا «المعارضة» و«السبوبة»، قاما بتسريب معلومات تفيد بأن شحنة دواجن مجمدة «تنظيف ثلاجات» دخلت خلال الأيام الماضية من دولة أوكرانيا، وهى عبارة عن «مجزئات دواجن» مر على تخزينها بالدولة الموردة أشهر، وقام تابعون للنظام الحاكم باستيرادها بأسعار ضئيلة، بل ومن الممكن أن تكون مجانية للتخلص منها بدلًا من إعدامها أو حرقها وهو أمر يكلف الشركات المنتجة ملايين الدولارات!!
وراح فريق المعارضة والسبوبة «المصلحة»، يبث شائعاته تجاه تلك الشحنة التى وصفوها بـ«المشبوهة»، وقالوا إن صلاحيتها تنتهى فبراير الجارى، ولكونها مجزئات فقد انتهت بالفعل، مؤكدين أن المستوردين بمساعدة وزارة التموين أدخلوا الشحنات فى غفلة من الجميع، وتم توزيع عشرات الأطنان على الموزعين، الذين قام بعضهم بتغيير تاريخ الإنتاج ووضع تاريخ جديد لها!!
ومن سياق اتهامات ذلك الفريق، تتأكد أن هناك «مصلحة» من وراء ضرب هذه الشحنات والإساءة للنظام معا، فمربو الدواجن، وعلى لسان عبدالعزيز السيد، رئيس الشعبة، أكد تراجع سعر بيع الدواجن المستوردة بعد نزول الشحنات إلى الأسواق، وهو ما يضر بالصناعة الوطنية، ويتسبب فى إهدار المليارات فى هذه الصناعة، كما سيؤدى إلى تشريد عمالة تبلغ نحو مليونى عامل يعولون أكثر من ٨ ملايين فرد، وإهدار استثمارات تقدر بـ٢٥ مليار جنيه، وبالتالى زيادة البطالة المصحوبة بارتفاع معدلات البلطجة، وتدهور الاقتصاد القومى
وأضاف: «كميات الدواجن المستوردة سوف تنتهى فى مايو المقبل، وهو ما سيتسبب فى مشكلة كبيرة للمنتج المحلى بعد خسائر تعرض لها التجار خلال الفترة الحالية بسبب ارتفاع سعر الأعلاف ليصل إلى ٧ آلاف جنيه.
إذن المسألة ليست لانتهاء صلاحية الشحنة، وإنما هى إضرار لمصالح حيتان الدواجن!! 
على الجانب الآخر، أكد وزير التموين د. على المصيلحى، أن الدواجن المجمدة بالأسواق والمجمعات الغذائية الحكومية، آمنة وجيدة، وتمتد صلاحيتها لثلاثة شهور، مبينا أنه كانت هناك تعاقدات لتوريد ٢٠ ألف طن شهريا منذ شهر رمضان الماضي، وحتى شهر مارس المقبل، وأن هذه الشحنات المعروضة ضمن تلك التعاقدات!!
إننا فى حرب حقيقية بين أهل باطل ممثلا فى معارضة بلا دين، ومافيا وتجار بلا ضمير، وبين نظام يحاول أن يجد طريقا إلى قلوب وعقول وبيوت وبطون الغلابة، وستزداد تلك الحرب اشتعالا كلما اقتربت الانتخابات الرئاسية. 
حقا... ما ابتُلى شعب بمثل لسان يفرى بباطل، ويهذى بزور، إلا وطرقت الفتنة على كل باب، وإن وجدته موصدا دخلت من النافذة!!