الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

غزوة الفراخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من التعجب سيطرت على الناس بعد نزول الدواجن المجمدة بأسعار مخفضة للغاية، ومن هنا ظهرت بعض الحملات التى تهاجم وتشكك فيها لدرجة أن البعض ذهب إلى اتهام بأنها قد تتسبب فى كارثة، ولكن يبقى السؤال لكل هؤلاء لم نجد على أرض الواقع أى حالة تسمم واحدة على أرض الواقع أى مشكلة ظهرت بين المواطنين من تناول تلك الفراخ رغم أن هذه الدواجن تباع منذ أسبوعين، وأنا هنا لست بصدد الدفاع، ولكن أمام واقع نعيشه كل القصة ببساطة أن هذه الدواجن قاربت صلاحيتها على الانتهاء، فالطبيعى أن يتم نزولها للأسواق، وبالمناسبة هذا يحدث مع كل المنتجات من جبن وغيرها من المنتجات الغذائية فى سلاسل السوبر ماركت الكبرى، ولكن يبدو أن هذه التخفيضات لم تروق لبعض أصحاب المصالح فسارعوا بالهجوم على غزوة الدواجن على اعتبار أن سعرها رخيص للغاية، وبالتالى هذا يثير الشكوك مما أثار حالة اللغط التى عاشها الجميع وتناسى البعض أن أسعار الدواجن الحية انخفضت بمقدار 5 جنيهات عن سعرها قبل نزول الدواجن المجمدة، ولو استرجعنا الذاكرة لماذا ننسى ما حدث من فترة وتحديدًا بعد التعويم عندما تخطى سعر كيلو الدواجن الحية الـ30 جنيهًا، ووقتها خرج أصحاب المزارع يشكون من خسارتهم، وأن تكلفة الأعلاف ارتفعت ووقتها فتحت الدولة الباب لاستيراد بعض الشحنات من الدواجن المجمدة لتقليل الزيادة غير المبررة التى حدثت وبطريقة متسلسلة انخفضت الأسعار حتى وصلت إلى 21جنيها للكيلو، وبعد أن ظهرت الدواجن بكثرة خلال الأسبوعين الماضيين وبأسعار مخفضة حدثت نفس الهجمة وظهرت مقولة تدمير صناعة وطنية وغيره من الشعارات الرنانة، ولم يحدثنا أحدهم لماذا نجحت دول مثل البرازيل وأوكرنيا فى تصدير هذه الصناعة من الدواجن لكل دول العالم وجعلها جزءًا من الدخل القومى لبلدانهم، بينما نحن لانكفى احتياجات السوق المحلية من الدواجن ولا توجد سيطرة على أسعار التجار رغم وجود بورصة للدواجن فكى تكون هذه الصناعة رائدة يجب الحديث عن المنافسة بسعر مغرٍ حتى تنهض ووليس معنى حديثى تشجيع المستور، ولكن ليس من العيب التعلم من التجارب حتى نستطيع المنافسة مع تللك الكيانات، فعلى ما أتذكر أن إحدى الشركات الفرنسية الرائدة فى مجال الدواجن حاولت دخول السوق البرازيلية خسرت خسائر باهظة بسبب قرارات حماية تلك الصناعة الوطنية هناك، ولكن فى المقابل تلك الشكات البرازيلية تلتزم بالمعايير التى حددتها الدولة وبأسعار تنافسية وبالتالى ظهر فائض إنتاج كبير استطاعت من خلاله التصدير لمختلف دول العالم.
وإذا نظرنا إلى ما تم تخفيضه سنجد فى الفترة الماضية فى سعر كيلو الدواجن سنجد أنه تخطى حاجز 11 جنيهًا منذ قرار التعويم، وبالطبع إذا كانت كل تلك خسائر فلماذا بقيت هذه المزارع حتى الآن أم أن هناك حسابات للربح مختلفة أسئلة تحتاج إلى إجابات.
الخلاصة فى تناول الحكومة ممثلة فى تصريحات مسئوليها فى هذه الأزمة حيث ظهرت بمنطق المدافع، وهو ما يظهر دائما كأنه الجانب الضعيف من صياغة الطمأنة وأنها صالحة للاستهلاك الآدمى، وخلاف من التصريحات المكررة، ولكن الأجدر أن ترد بقوة هل ظهرت حالة تسمم واحدة من تلك الدواجن؟ والغرض من ذلك خفض فارق الأسعار بين الحية والمجمدة وغيرها من التصريحات القوية، ولكننا نفتقد إلى المسئول السياسى وخلية إدارة الأزمة فى تلك المواقف.