الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الملك فاروق.. 76 عامًا على عار الاستسلام لأوامر الاحتلال

الملك فاروق
الملك فاروق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تولى العرش في سن صغيرة، حين كان بلغ السادسة عشرة، عقب وفاة والده الملك فؤاد الأول، بتاريخ 28 أبريل 1936، ليكون آخر من تولى عرش مصر من أسرة محمد علي، لتنسدل برحيله، الستار على الملكية في مصر وتبدأ البلاد عصر الجمهورية.. إنه الملك فاروق الأول، الذي حاصرت قصره الدبابات الإنجليزية في مثل هذا اليوم من 1942.
ولد فاروق في 11 فبراير عام 1920، ونشأ في القاهرة كابن وحيد بين 5 شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول، أكمل تعليمه بإنجلترا، وأصبح وليًا للعهد وهو صغير السن، ولُقب بـ "أمير الصعيد".
استمر حكم فاروق مدة 16 سنة، إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور، والذي ما لبث أن خُلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية.
وكان فاروق الأول قد تولى حكم مصر عقب وفاة والده الملك فؤاد، حيث تولى ملكا رسميا في 29 يوليو من عام 1937، وذلك وفقا لنظام وراثة مصري وضعه الملك فؤاد بنفسه بالتفاهم مع الإنجليز، ونظرًا لأن فاروق كان قاصرًا ولم يبلغ بعد السن القانونية، حيث توفى والده، فقد تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد على بن الخديوي توفيق شقيق الملك فؤاد الأول (الذى أصبح وليا للعهد)، وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سنًا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور.
وفي مثل هذا اليوم، تمر الذكرى الـ76 على حادث 4 فبراير في عام 1942 الشهير، حينما حاصرت الدبابات الإنجليزية قصر عابدين، لإرغام الملك فاروق على القبول بتشكيل حزب الوفد للحكومة، أو التخلي عن العرش، ورغم مرور كل تلك السنوات تظل ذكرى هذا الحدث عالقة بأذهان المصريين، لتسجل واحدًا من أهم تواريخهم في القرن العشرين.
وقع حادث حصار الانجليز لقصر فاروق، في وقت تحولت فيه العالم بأسره الى كرة من اللهب تهوى سريعًا نحو الفناء، فالحرب العالمية الثانية، التي اشتعلت بين الحلفاء والمحور دخلت عامها الثالث، لتصيب العالم بنوبة من الجنون الدامي، فسقطت باريس تحت بطش قوات هتلر، فيما لا يزال زعيم الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين يواجه النازيين تحت وقع الصدمة في موسكو ولينين وستالين جراد، أما تشرشل فقد أرهقته قذائف الألمان على لندن بشكل يومي. 
وقد أراد دعاة الحرب ان تكون حربًا ضروسًا تتجاوز حدود أوروبا ليصطلي العالم بويلاتها، فتحولت الأنظار إلى مصر، أكبر مستعمرات بريطانيا بعد الهند، فبدأ القصف الألماني على القاهرة، لتشتعل موجات الفزع والغلاء والاحتكار بين المصريين في ظل حكومة على باشا ماهر المداهنة للمحور والمناوئة للإنجليز. 
أما هتلر فقد أراد الالتفاف على أكبر المستعمرات البريطانية من خلال "الفيلق الإفريقي" الذي أرسله إلى ليبيا بقيادة المارشال إرفين روميل لمؤازرة حليفه، الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسولينى، لقد أراد هتلر ضرب عصفورين بحجر واحد، أما الأول فإتمام السيطرة على مستعمرات فرنسا في المغرب العربي، والثاني ضرب خط الإمدادات التي تؤمنها مصر لبريطانيا فى حربها على المحور.
وفي ظل تلك الأجواء الحربية المشتعلة، أرادت بريطانيا، أن تكون الحكومة المصرية متعاونة معها، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ بنود اتفاقية 1936، فلم يكن أمامها سوى إجبار فاروق، على الإتيان بحكومة يقودها مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد، وخاصة أن النحاس هو من وقع تلك المعاهدة مع الإنجليز.