الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

متى يتكلم الرئيس؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ اليوم الأول لتوليه الحكم.. اختار الرئيس السيسى أن يكون صادقًا مع المصريين حتى لو نال ذلك بعضًا من شعبيته، ولأن الصدق يقتضى التلقائية.. كان الارتجال السمة الغالبة على أغلب خطاباته، وبالارتجال.. هدم الجدار الذى طالما فصل بين الرئيس ومرءوسيه، فوصلت رسائله بسهولة إلى الجميع، لكن ثمة جمل فى الخطابات الأخيرة كانت تحتاج أن تكتمل حتى تصل الرسالة ولا نترك المجال للاجتهاد، بعض الإشارات والإيماءات التى يستخدمها الرئيس أكملت الجمل.. فوصلت الرسالة إلى أصحاب النوايا الحسنة، وفسرها أصحاب القلوب المريضة وفقًا لأهوائهم فأفرطوا فى تطويعها بالطريقة التى تخدم مصالحهم لا مصالح الوطن.
حياء الرئيس وصبره يدفعه أحيانًا إلى استخدام الإيماءات لتصل الرسالة إلى أصحابها فقط فيرتدعوا، لكن المكاشفة أصبحت ضرورة تقتضيها الظروف الاستثنائية الراهنة، وبذلك نغلق باب الاجتهاد على المتربصين، وأيضًا على إعلاميين وطنيين يفتقدون الحرفية فجاءت اجتهاداتهم سطحية، ضررها أكثر من نفعها.
أعلم أن تناول تفاصيل بعض القضايا يضر بأمن مصر القومي، لكن خطابات الرئيس الأخيرة أثارت تساؤلات كثيرة، غياب الإجابة عنها سوف يجعل المشهد السياسى ضبابيًا، فالجميع يبحث عن ذلك الشخص الذى تناول وجبة العشاء بخمسين مليون دولار؟ وهؤلاء الفسدة الذين يحومون حول مقعد الرئاسة؟ والأشرار الذين يشكلون خطرًا على مصر؟ وتلك الفئة التى أرادت الفوضى للوطن منذ ثمانى أو سبع سنوات، وتريد إعادة إنتاجها من جديد؟
ألغاز كثيرة فى أحداث يناير ٢٠١١، ومؤامرات من دول كانت تسعى إلى تفكيك مصر، وأجهزة مخابرات خارجية تواجدت فى ميدان التحرير استخدمت بعض العناصر المصرية لنشر الفوضى، ولعل الجاسوس (آلن ترابل)، الذى تتبعته الأجهزة المصرية خير دليل على ذلك، وبالتأكيد هناك آخرين لم يتم الكشف عنهم حتى الآن، المصريون فى حاجة إلى الكلمة الفصل فى أحداث يناير حتى تتضح الصورة، فلم نعد بحاجة إلى نفاق بعض الشباب الذين أشعلوا الميادين واستنزفوا الشرطة، لا بد من فتح الملفات المسكوت عنها، خاصة أن قادة الفوضى بدأوا يطلون من جديد، عمر عفيفى الذى حرض المخربين على الشرطة.. ظهر ليهدد، ووائل غنيم بدأ فى تسخين زملائه من الفوضويين، وشلة المنظّرين الذين يعانون بسبب الفراغ بدأوا فى إصدار البيانات، كل هذا يستوجب كشف النقاب عن كواليس ما تم فى فوضى يناير، والرئيس السيسى لديه كل المعلومات بحكم ترأسه لجهاز المخابرات الحربية فى ذلك الوقت، فهل يتكلم حتى يعرف الشعب سبب حدته فى خطاباته الأخيرة؟ الحياء لم يعد مجديًا، واستهداف مصر لا ينكره إلا جاهل أو متآمر، والمكاشفة هى التفويض الجديد الذى ألمح إليه الرئيس فى خطابه الأخير، وهى الضمانة الأقوى لاستمرار التفافة الشعب حوله.