«كشك خشبى شبه متهالك، بمدخل إحدى القرى بمحافظة الشرقية، عمره أكثر من ٣٥ عامًا، يشهد كفاح امرأة، جادت بزهرة شبابها، لتربى أولادها الأربعة، برفقة زوجها، قضت رسالتها وزوجت الأبناء، وظلت وحيدة هى وزوجها العجوز تبارز الشقاء، بما تبقى من صحتها، لتحصل على لقمة العيش، دون أن تسأل الناس حسنة، لكن العائد أقل كثيرًا مما تبذله من جهد وعناء، فبلغت الشيخوخة منها ما يحد عملها.
«نعيمة محمد السيد» البالغة من العمر ٦٥ سنة، من قرية كفر الحصر بالشرقية، المعروفة ببائعة الشاي، تقول: «بقالى ٣٥ سنة ببيع الشاى علشان أربى عيالي، وكلهم خدوا شهادة الدبلوم، وتستكمل قائلة: «والله شفت الشقا اللى ما حد شافه، من الفجر كنت بنزل الشارع، وأرجع آخر النهار، لأن زباينى أكترهم من الورش وسواقين الأجرة على الطريق، علشان أرجع بأكل للعيال، وزوجى كان أرزقي، والحمد لله ربنا كملها بالستر، لحد ما جوزت العيال».
وتضيف العجوز قائلة: «عجزنا ومبقناش قادرين نشتغل أنا وزوجي، ولسة ببيع الشاى ومعنديش معاش من الضمان الاجتماعى، وتوضح قائلة: «الضمان الاجتماعى اكتفى بمرتب شهرى لزوجى البالغ من العمر ٧٦ سنة، وأكدوا لنا أنه لا يجوز صرف معاش لزوجين».
وتتابع:« زوجي يادوب يقضي طلباته براتب الضمان، وعيالي يادوب يسدوا طلبات بيتهم مع الغلا دا، واللي بيطلع من فلوس الشاي مابيكفيش، الغاز وإن مرضت ما بلاقيش أروح للدكتور» وترجو "نعيمة" كل من يملك بين ضلوعه قلب رحيم بأن يمد يد العون لها بمساعدات تعينها علي مواصلة رحلة الحياة، فهي العائل الوحيد لنفسها، خاصة أن تقصير أبناءها وزوجها عن اعانتها خارج عن أرادتهم، قائلة:« اليد قصيرة والعين بصيرة، وما باليد حيلة».
