السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

تونسيون في ذكرى رحيل "كوكب الشرق": أم كلثوم غذاء القلب والروح

كوكب الشرق
كوكب الشرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أم كلثوم، وثومة، والست، وشمس الأصيل، وصاحبة العصمة، وقيثارة الشرق، وأيضا فنانة الشعب، ألقاب تمتعت بها سيدة الغناء العربي، كوكب الشرق التي تحل اليوم السبت الذكرى الـ43 لوفاتها، ولا يزال صوتها يصدح في كل بقاع العالم العربي من المحيط إلى الخليج وتتوارث الأجيال العربية عادة الاستماع إلى أغنياتها الخالدة.

ولأم كلثوم شعبية خاصة للغاية في تونس الخضراء فقد زارت تونس عام 1968، حيث كان استقبالها استثنائيا، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تزور فيها أم كلثوم أرض تونس.. والتقت كوكب الشرق وهي في قمة مجدها الإبداعي وأوج العطاء الإبداعي بالجمهور التونسي من خلال حفلين تاريخيين بقصر الرياضة بمنطقة المنزه في سهرتي 14 و16 يونيو 1968.
وكان قصر الرياضة بالمنزه آنذاك شاهدا على حدث فني استثنائي خالد ظل راسخا في ذاكرة التونسيين حيث شدت أم كلثوم في حفليها بأروع الأغاني مثل: أنت عمري وبعيد عنك والأطلال وفكروني.
كما حظيت كوكب الشرق خلال تلك الزيارة -التي كان لها صدى خاصة في نفوس التونسيين- بتكريم رئاسي ووطني حيث كرمها الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة الذي حضر حفلها الفني ومنحها وسام الجمهورية وتم في ذلك الوقت إطلاق اسمها على أحد شوارع تونس العاصمة وكذلك المسجد الذي حمل اسمها تكريما لعطاءها الفني خالد وفنها الثري المتنوع.

يقول فيصل سائق سيارة أجرة بتونس العاصمة: "سيارتي لا تخلو من أغاني الست.. اسمعي.. هذه غذاء القلب والروح فقد وعيت على الدنيا منذ صغري وأنا استمع إلى أغانيها حيث كان أبي يحرص على أن نستمع إلى هذا الفن الاستثنائي الجميل لترتقي نفوسنا فنحن تونس بلد المثقفين والشعراء بلد أبي القاسم الشابي نحب الفن ونقدسه"... مضيفا "استمع أيضا إلى عبد الحليم وفيروز وعبد الوهاب وغيرهم من العمالقة لكن يومي لا يكون سعيدا إلا بعد أن استمع للست.

ويقول الكاتب التونسي أبو ذاكر الصفايحي: "هناك كلمة حق أريد أن أقولها في ذكرى وفاة كوكب الشرق أم كلثوم.. لقد كان لأم كلثوم رحمها الله فضل كبير على جيل القرن الماضي فبفضلها عرف ذلك الجيل وحفظ وتمتع بأشهر وأوروع القصائد العربية" مضيفا: فمن من ذلك الجيل الماضي لم يعرف ولم يحفظ ولو شيئا قليلا من قصيدة أبي فراس الحمداني (أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر...)؟
وأضاف الكاتب التونسي،: ما زلت أذكر إلى اليوم ذلك البيت العظيم الذي تغنت به أم كلثوم في أغنيتها المشهورة (سلوا قلبي) للشاعر الكبير أحمد شوقي رحمه الله والذي ذكره وشرحه لنا في سنة من سنوات دراستنا في معهد بن شرف أستاذ الفكر الإسلامي (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)، متسائلا من من المظلومين في ذلك الجيل الجميل لم يتذكر ولم يتغن بما تغنت به أم كلثوم في أغنيتها الرائعة الأطلال وهي تقول (اعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شيئا آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه ولم يبق علي ما احتفاظي بعهود لم تصنها ولماذا الأسر والدنيا لدي).
وترحم الصفايحي على أم كلثوم التي قال إنها نشرت أرقى القصائد العربية وعرفت بها والتي لولاها لكانت على مر الأجيال نسيا ومنسيا. وتسائل الكاتب التونسي ماذا سيترك بعدها فنانو هذا الجيل الجديد من شيء نافع مفيد؟.
لقد كانت أم كلثوم دوما وستظل مدرسة غنائية قائمة بذاتها، ورمز لن يتكرر في عالم الإبداع العربي فهي الصوت الذي عبر عن العروبة وعن الثورة والحرية والكرامة، ليس في مصر أو تونس فحسب بل في سائر بلدان العالم العربي. فهي التي مهما اختلف العرب بشأن أمور عايشوها وشهدوها ألا أنهم قد اتفقوا على تفردها واستثنائيتها الذين يزدادون بمرور الوقت والزمن.