الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"اختطاف الأطفال".. ظاهرة مرعبة في شوارع مصر (ملف)

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبير أمنى: الداخلية لا تتحمل المسئولية كاملةً.. والإهمال الأسرى وراء انتشار الظاهرة

«اختطاف الأطفال».. ظاهرة تجتاح محافظات مصر، وانتشرت كالنار فى الهشيم، على الرغم من التحركات الأمنية لمواجهتها، إلا أن الوضع أصبح مخيفًا فى ظل تكرار الحوادث يوما بعد الآخر، وتحولت وقائع سرقة الأطفال من ذويهم، إلى سرطان ينهش فى جسد المصريين فى كل المحافظات، فهناك العشرات من عصابات الخطف تنتشر فى أرجاء المحافظات على مستوى الجمهورية، والتى تعددت أساليبها فى خطف وإخفاء ضحاياهم

أعضاء بشرية..
فى الإسكندرية عثر أهالى منطقة العوايد، على إحدى الجثث المتعفنة، وقاموا على الفور بإخطار رجال الشرطة، وتم تحويل الجثة إلى الطب الشرعى للتوصل إلى هوية القتيل، والسبب الذى أدى إلى الوفاة، ومن خلال التحريات الأولية، تبين أن الجثة لذكر، يبلغ من العمر ١٠ أعوام، ولا يظهر للجثة ملامح، نظرا لتعفنها بشكل كامل، كما تبين أن الجثة مقيدة من القدمين واليدين، وبها عدة فتحات فى الجسد، تؤكد أن دافع الخطف جاء نتيجة لنزع الأعضاء للإتجار بها.

الاغتصاب..
بينما شهدت محافظة الشرقية واقعة لفتت أنظار وسائل الإعلام وأصبحت حديث الساعة، وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، مفاده ورود بلاغ لمركز شرطة أبو كبير من المدعو «ب. م. س» يتهم فيه «محمد. أ. ح» ٣٠ عامًا، عامل، بخطف نجلته البالغة من العمر ٤ سنوات، واغتصابها، انتقامًا منه بسبب خلافات على ثمن أسطوانة بوتاجاز.

الفدية..
أما فى محافظة أسيوط نجح تشكيل عصابى ضم ٧ أشخاص، فى اختطاف طالب يبلغ من العمر ١٥ عاما حال ذهابه صباحا لإحدى المدراس، واستطاع أفراد العصابة تنفيذ الجريمة بنجاح، واتصلوا بوالد الطفل وطلبوا منه مبلغا ماليا قدره مليون جنيه نظير إطلاق سراح الطفل. 
وتمكن رجال المباحث بقيادة اللواء أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية بأسيوط، فى تحديد المكان الجغرافى لوجود الخط المحمول بعد تحديد المكالمة التى جرت بين الخاطف ووالد الطفل، وتم إيفاد مأمورية أمنية ضبطت المتهم، والذى أرشد عن مكان وجود باقى المتهمين ومكان احتجاز الطفل، فتم اقتحام المكان وتحرير الطفل وتسليمه لأسرته.

البيع لثرى عربى 
وفى ذات السياق تلقى قسم شرطة ثان السلام، بلاغًا من مالكى محل «شقيقين» بغياب نجليهما البالغين من العمر «٥، ٦ أعوام» حال لهوهما أمام عقار سكنهما بدائرة قسم شرطة ثان السلام.
وردت معلومات إلى البحث الجنائى المكلف لكشف ملابسات الواقعة إلى تواجد طفلين بنفس الأوصاف بصحبة شخصين بأحد المقاهى بشارع التحرير دائرة قسم شرطة الدقى بالجيزة.
وتم التنسيق مع مديرية أمن الجيزة وتم استهدافهما وضبطهما، وتبين أن أحدهما عامل له معلومات جنائية مسجلة، والآخر سائق، وبرفقتهما الطفلان، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما واقعة خطف الطفلين وقرر السائق بتعرفه على «كبابجى» تم ضبطه، وأبلغه الأخير برغبة إحدى الأسر «من إحدى الدول العربية» فى تبنى طفل وطلب منه إحضار طفل أو اثنين له من إحدى دور الأيتام، إلا أنه لم يتمكن لعدم جواز التبنى لغير المصريين، فاتفق مع العامل على اختطاف طفل مقابل مبلغ مالى قدره ١٥٠ ألف جنيه.
أضاف العامل أنه أثناء توجهه لزيارة والدته المقيمة بالمنطقة سكن الطفلين، قام باستدراجهما بدعوى شراء حلوى، وقام باحتجازهما بشقة السائق بدائرة قسم شرطة حلوان، واتفق مع «الكبابجى» على مقابلته والطفلين بالمقهى، فحضر وبصحبته فتاة قرر أنها ابنة عمه، وهى من ستقوم بشراء الطفلين مقابل مبلغ مالى قدره ٣٠٠ ألف جنيه.

تغليظ العقوبة..
من جانبه قال المستشار السيد عيسى الخبير القانونى، إن الإعدام ليس حلا لمواجهة الظاهرة، قائلا يجب تطبيق قانون الطفل الذى يحمل رقم ١٢٩ لسنة ٢٠٠٨، والذى يحتوى فى طياته على العديد من العقوبات الرادعة التى تكفى للقضاء على الظاهرة، ولكنها تفتقر إلى تطبيق ذلك القانون.
وأضاف عيسى، أن المادة ٢٨٩ من قانون العقوبات الواردة بعد التعديل نصت على أن (كل من خطف من غير تحايل ولا إكراه طفلًا يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنوات، أما إذا كان الخطف مصحوبًا بطلب فدية فتكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة، ولا تزيد على عشرين سنة، ومع ذلك يُحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام أو السجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه).

روشتة لحماية الأطفال..
ووضع الدكتور يسرى حماد، الخبير النفسى، روشتة لأولياء الأمور لحماية أطفالهم من حالات الاختطاف فيقول: «يجب أن يزرع ولى الأمر فى ذهن الطفل أنه قوى وإذا تعرض لأى اعتداء، وجب عليه مقاومته، وكذلك يجب التنويه على الأطفال بعدم السير مع أى أشخاص مجهولين، مهما أجبروهم، ويجب أن يصرخوا فورا، ويقوموا بطلب النجدة من المحيطين بهم، وكذلك التشديد على الطفل بأهمية النظر من ثقب الباب قبل فتحه، وإذا رأى أى أشخاص مجهولين لا يستجيبون لطرقاتهم مهما طالت، وكذلك عندما يشعر الطفل بالضياع فى الأسواق العامة أو الشوارع أو المراكز التجارية، لا يعرف لمن يلجأ ولا أى طريق يسلك.
لذا وجب على ولى الأمر أن ينصحه بالذهاب لدوائر الثقة فقط، ففى الشوارع والميادين مثلًا، يدرك الطفل أن الرجل الذى يحمل سلاحًا هو رجل الشرطة، فعليه أن يلجأ إليه ليقوم بدوره ويعيده إلى أهليته.
ومن جهته أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أجهزة الأمن لا تتحمل واقعة اختطاف الأطفال، ولا تقع على عاتقها، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية على مستوى الـ ٢٧ مديرية أمن بجميع المحافظات، تعمل على قدم وساق فور تلقى أى بلاغ، وحتى عودة المختطف لأحضان أسرته.
وأضاف نور الدين، أن الإهمال الأسرى للأطفال يكون العامل الأول والعمود الفقرى، المتسبب فى واقعة اختطاف الأطفال، مضيفًا أنه يجب نشر حملات توعية للأسر للاهتمام بذويهم وكذلك العمل على مراعاة الأطفال، وخصوصا فى الشوارع والميادين والمولات، وذلك لضمان الحفاظ عليهم من الاختطاف.