السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كيف دافع عبدالرحيم علي عن الدولة المصرية في باريس؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أرغب ولم أرغب فى استخدام كلمة «معادية» حين أتناول شأن معارض للدولة المصرية، لكن بعض الدوائر الغربية فرضت نفسها كقوة معادية بإصرار على تكرار اتهامات غير صحيحة وتبنى مواقف دائما تستهدف الإساءة لمصر.
ما سبق كان مقدمة لمسألة رئيسية يدور بشأنها جدل ممتد منذ سنوات طويلة عن تلك الحملات المخططة الممنهجة التى تسوقها تلك الدوائر وكيفية التعامل معها.
لقد اعتدنا الرد على تلك الحملات المضللة فى وسائل إعلامنا من صحف أو شاشات تلفاز ومواقع إلكترونية للتعامل مع الرأى العام المحلى ومواجهة محاولات اختراقه بأكاذيب ووقائع مصنوعة، لكننا أبدا لم نفكر فى الدوائر الخارجية أو فكرنا، لكننا لم ننجح فى مواجهتها على أرضها.
ما دفعنى لكتابة هذه الكلمات تقرير تابعته على بعض المواقع الإلكترونية لحوار، دارت وقائعه على قناة فرنسا ٢٤ مع النائب عبدالرحيم على حول المشهد الانتخابى الرئاسى فى مصر.
تواصلت مع السيد النائب لإبداء الرأى وتوجيه التحية له عن المواجهة العنيفة العلمية الرائعة الشاملة المُنظمة التى خاضها مع محاور تونسى، يبدو أنه «إخوانى قُح»، كنت متصورا أن الحوار جرت وقائعه فى القاهرة، لكنى اكتشفت أنه تم فى استوديوهات المحطة بباريس.
الملفت للنظر أن تذهب لهم فى عرينهم ومقراتهم، واللافت أيضا أن حديثك هناك يعنى مخاطبتهم، حيث يعملون ويعيشون ويتفاعلون، واللافت أيضا أن لكل مقام مقال، واختيار مضمون الخطاب يساعد على توضيح الصورة، ومواصلة ذلك يساعد على تراكم المواقف واكتمال عناصر الرؤية والصورة فى أذهان المستقبلين والمتابعين وبما يُفسد فكرة انفراد طرف واحد بالصورة.
فالمسألة هى أن تنقل ميادين المواجهة إلى أراضيهم وجمهورهم، والمسألة أن تستخدم خطابهم، والمسألة أيضا أن تستخدم لغتهم حتى تخاطب من يخاطبونهم ويغذونهم بوقائع كاذبة مصنوعة مضللة، وهو يتطلب أدوات ووسائل تعامل عدة.
لا يجب أن يقتصر التواصل على حوارات تليفزيونية موجهة للجمهور المتلقي، بل نحن فى احتياج بالغ لحوار أكثر شمولا حول قضايا عديدة مع مثقفين ومفكرين وسياسيين، حوار يتسم بصفة الصيرورة والتواصل الدائم، لا ننجزه مرة وننقطع.
فكرة التحاور من خلال المؤتمرات والندوات وورش العمل والمطبوعات وخلافه، والتى طرحها النائب عبدالرحيم على فى المحادثة الهاتفية هى بالضبط ما نحتاجه للتواصل العلمى والممنهج مع الدوائر الصانعة للرأى العام ليس فقط من إعلاميين وإنما من كل التجمعات الناشطة فى صياغة فكر ووجدان المجتمعات الغربية.
نحن أيضا فى احتياج إلى دوريات ومطبوعات ووسائل نشر بلغات مختلفة لتوضيح حقيقة الصورة وكشف المئات من الأكاذيب التى باتت متغلغلة للأسف فى عقول الغرب، وأن نستخدم كل أدوات التواصل الحديث، ببساطة أن نتواجد حيث يتواجدون وأن نستخدم نفس ما يستخدمون وأن نتعامل مع من يتعاملون، لكن الفارق الوحيد أننا نذكر الحقيقة ولكنهم يكذبون.
ليس عيبا أن نخطيء أو نُقصر أو نتأخر وإنما كل العيب ألا ننتبه ونصحح المسار من خلال عمل شاق متواصل بمجهود منظم ومنتظم، والتجربة التى يخوضها النائب عبدالرحيم على فى مواجهة جماعات التطرف والإرهاب ومروجى الأكاذيب والشائعات تحتاج إلى التوقف والنظر والمساندة حتى نتمكن من التعامل الواقعى مع قوى معادية للدولة تعمل على تمرير أفكار خاطئة وتكون مهمتنا محاصرتها وكشف حقيقتها.