العاملون فى العناية المركزة
يعرفون أن الحياة قد تعود إلى قلب عاطل
بصدمة كهربائية
أو بتدليك عنيف
ربما يكسر ضلعين
أو ثلاثة
لكنها لا تعود بقبلة
غير ساخنة
وغير باردة
ورغم ذلك
لا يشك الواحد فى صدقها
ولا فيما تحمله
من خامة اليأس
وفابريقة الأمل
هكذا إذن
انتصر الزئبق المحبوس خلف شريحة من الزجاج
على جيب أخير من جيوب العاطفة
وخرجت « قبلة الحياة» من كتاب الطب
إلى فخ المجاز
أو إلى شاطئ البحر فى فيلم قديم
حيث يمنح الناجى غريقا
أو غريقة
قبلة
تعيد الحياة إلى الأبيض والأسود
إلى بوستر الأمواج
على حائط كبير
بعد قليل
ربما نسأل
ما العلاقة بين القبلة والحياة
بين لمعة العينين
وما يعرف بالحب
أو ما يعرف بالحزن
لم أصل إلى هذا السؤال بعد
فما زلت أفكر فيما قيل دائما
عن العين كمرآة
كنافذة على الروح
أو فيما قال بيكاسو:
عينان جميلتان
عينا فنان
أو قاتل
اعتقد بطريقة ما
أن اللغة نشال كبير
فالواحد منا
لن يعرف الفارق بينهما
حتى تدخل السكين
فى الظهر
من الصديق
أو فى القلب
من العدو
وفى اللحظة نفسها
سيعرف بالضبط
ما الذى تعنيه قبلة الحياة
قصيدة لـ«إبراهيم بجلاتي»