الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس سهيل سعود يكتب كم سنة يعيش الإنسان فعليًا؟

القس سهيل سعود
القس سهيل سعود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام أحد المهتمين بكيفية صرف الإنسان الذي يعيش ٦٠ سنة باحتساب الوقت الذى يصرفه فى: النوم، والعمل، والأكل، ومشاهدة التلفاز، فخرج بالنتيجة التالية:
إذا ما صرف الإنسان ٨ ساعات يوميا فى النوم، يعنى أنه يصرف ١٢٢ يوما فى النوم فى السنة.
إذا ما صرف الإنسان ٨ ساعات يوميا فى العمل، يعنى أنه يصرف ١٢٢ يوما فى العمل فى السنة.
إذا ما صرف الإنسان ساعتين يوميا فى الطعام، يعنى أنه يصرف ٣١ يوما فى فى الطعام فى السنة.
إذا ما صرف الإنسان ساعتين يوميا فى مشاهدة التلفاز، يعنى أنه يصرف ٣١ يوما فى مشاهدة التلفاز فى السنة.
وإذا ما جمعنا هذه الأيام، التى نصرفها فى النوم والعمل والأكل ومشاهدة التلفاز، تكون النتيجة ٣٠٦ أيام فى السنة، وبالتالي، يتبقى ٥٩ يوما لنا من السنة. 
وإذا ما احتسبنا السنين التى يصرفها الإنسان الذى يعيش ٦٠ سنة، كم يصرف من وقته فى النوم والعمل والأكل ومشاهدة التلفاز، فتكون النتيجة كالتالي: ٢٠ سنة فى النوم، ٢٠ سنة فى العمل، ٥ سنوات فى الأكل، ٥ سنوات فى مشاهدة التلفاز، وهو ما مجموعه ٥٠ سنة. 
وبالتالى تبقى للإنسان ١٠ سنوات ليصرفها فى أمور أخرى، فعشرة سنوات هى عدد السنين الفعلية التى يعيشها الإنسان الذى يبلغ الـ ٦٠ من عمره.
إن سؤال كم سنة يعيش الإنسان، أجاب عليه الكثير من رجالات الله فى الكتاب المقدس كل على طريقته:
النبى أيوب قال «أذكر أن حياتى إنما هى ريح» (أيوب ٧:٧). النبى موسى قال «أفنينا سنين كقصة» (مزمور ٩٠: ٩). النبى داود قال «هو ذا جعلت أيامى أشبارا، وعمرى كلا شيء قدامك. إنما نفخة كل إنسان قد جعل» (مزمور ٣٩: ٥). كما قال أيضا «أيامى كظل مائل» (مزمور ١٠٢: ١١).
الرسول يعقوب يقول «الحياة بخار يظهر قليلا ثم يضمحل» (يعقوب ٤:١٤).
ولجمع الإجابات التى أجابها رجالات الله عن كم سنة يعيش الإنسان، قدّم رجالات الله عدة تشبيهات تشير إلى قصر وهشاشة ومحدودية الحياة، هي: بخار، ريح، نفخة، ظل، أشبار، قصة.
أفادت دراسة إحصائية، أن متوسط عمر الرجال هو٧٥ سنة، ومتوسط عمر النساء هو ٨٠ سنة. هذه الحقيقة الإحصائية يؤكدها كاتب المزمور التسعين الذى رأى أن العمر التقريبى الذى يصرفه الإنسان فى النوم، والعمل، والأكل، هو بين الـ٧٠ والـ٨٠ سنة، «أيام سنين هى سبعون سنة. وإن كانت مع القوة فثمانون سنة، وأفخرها تعب وبلية، لأنها تقرض سريعا فنطير» (مزمور ٩٠: ١٠). 
ولشدة قصر حياة الإنسان وهشاشتها ومحدوديتها، صلّى النبى داود قائلا: «عرّفنى يا رب نهايتى ومقدار أيامى كم هي، فأعلم كيف أنا زائل» (مزمور ٣٩: ٤).أما النبى موسى فقد رأى فى قصر الحياة، دعوة من الله لنا، كيما نصرف عدد سنين أيامنا القصيرة بحكمة وتبصر، فى محبة الله وخدمته. فصلّى النبى موسى قائلا: «إحصاء أيامنا هكذا علّمنا، فنؤتى قلب حكمة» (مزمور ٩٠: ١٢). 
هذه الدعوة لصرف أيامنا القليلة بحكمة، أيضا أطلقها الرسول بولس لأعضاء كنيسة أفسس، قائلا لهم: «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة، من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء، بل فاهمين ما هى مشيئة الرب، ولا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة، بل امتلأوا بالروح» (أفسس ٥: ١٥-١٨). فى دعوته لأعضاء الكنيسة ولنا، لصرف أيامنا والتصرف بحكمة، يستخدم الرسول بولس عبارة «مفتدين الوقت»، افتداء الوقت. وهذه عبارة تصبح مهمة جدا، عندما نفهم المغزى الذى وردت فيه.
لكلمة «وقت» معنيان فى اللغة اليونانية، المعنى الأول، «كرونوس»، وهو الوقت العادي، وقت تسلسل الأيام والسنين «كرونولجي». والمعنى الثانى «كايروس» والذى يعنى الوقت الثمين، وقت الفرص الذهبية. فالرسول بولس يستخدم فى عبارته باليونانية معنى الكايروس للوقت، ليقول على أعضاء الكنيسة وعلينا واجب، افتداء بل تخليص بل اقتناص وقت الكايروس، وقت الفرص الذهبية الثمين، من الأيام الشريرة التى نعيش فيها، فنسلك: لا كجهلاء، ولا كأغبياء، ولا نسكر بالخمر الذى فيه الخلاعة، بل نسلك كحكماء، بالتدقيق، فاهمين ما هى مشيئة الرب، وممتلئين من روحه القدس. 
إن الخبر السار الذى يعلنه الكتاب المقدس للمؤمنين والمؤمنات بالمسيح هو أن هذه الحياة القصيرة جدا لا تنتهى هنا على الأرض بالموت، بل تستمر إلى الحياة الأبدية مع المسيح.
يقول البشير يوحنا ٣: ١٦ «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية».
إذا ما جمعنا هذه الأيام، التى نصرفها فى النوم والعمل والأكل ومشاهدة التلفاز، تكون النتيجة ٣٠٦ أيام فى السنة، وبالتالي، يتبقى ٥٩ يوما لنا من السنة.