السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد عرابي.. قائد الأحرار

أحمد عرابي
أحمد عرابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم من عام 1881، تم إلقاء القبض على الزعيم أحمد عرابي ورفاقه، بعد دخول الإنجليز القاهرة، وبداية الاحتلال البريطاني لمصر في 14 سبتمبر عام 1884م، وحكم عليه وعلى بعض زملائه بالنفي المؤبد في جزيرة سيلان، وظل هناك حتى عام 1901م، حين صدر العفو عنه.
ولد عرابي، في 1 أبريل 1841 في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية، وتعلم القران الكريم وأرسله والده، الذي كان عمدة القرية، إلى التعليم الديني حتى عام 1849، ثم التحق بالمدرسة الحربية.
وارتقى عرابي، سلم الرتب العسكرية بسرعة، حيث أصبح نقيبا في سن العشرين، وشارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة، وترقي في الجيش إلي أن وصل الي رتبة أميرالاي، وكان يعتبر أحد المصريين القلائل، الذين وصلوا الي هذه الرتبة، بسبب انحياز قادة الجيش وناظر الجهادية إلى الضباط الشركس والاتراك.
كان أول ظهور حقيقي، لاسم عرابى، على الساحة حين تقدم مع مجموعه من زملائه، مطالبين الخديوى توفيق، بترقية الضباط المصريين وعزل رياض باشا رئيس مجلس النظار، وزيادة عدد الجيش المصري.
لم يتقبل الخديوى هذه المطالب وبدأ في التخطيط للقبض على عرابى وزملائه حيث اعتبرهم من المتأمرين، فتنبه عرابى للخطر وقاد المواجهة الشهيرة مع الخديوي توفيق يوم 9 سبتمبر 1881، فيما يعد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث والتي سميت آنذاك هوجة عرابي.
وبينما قال الخديو توفيق لعرابي: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساننا"، رد عليه الزعيم 
عرابي: "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم".
رضخ توفيق لمطالب الجيش حين رأى التفاف الشعب حول عرابى، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، وعهد إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة وتشكلت بذلك أول نظارة شبه وطنيه في تاريخ مصر الحديث. نقول هنا أن الوزارة كانت شبه وطنيه بسبب أن محمد شريف باشا كان من أصول شركسيه إلا أنه كان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في 14 سبتمبر 1881م، وتم تعيين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولي هذا المنصب.
بعد دخول الإنجليز القاهرة في 14 سبتمبر 1882 ووصول الخديو قصر عابدين في 25 سبتمبر 1882 تم عقد محاكمة لعرابى وبعض قواد الجيش في المعركة وبعض العلماء والاعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفى إلى جزيرة سرنديب (سيلان) أو سريلانكا حاليا.
واصلت القوات البريطانية تقدمها السريع حيث أعادت تجمعها ظهر ذلك اليوم ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصـر نفس اليوم، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 72 عامًا.
قام الأسطول البريطاني بنفيه هو وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى سريلانكا سيلان سابقا حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات، وبعد ذلك نقل أحمد عرابي والبارودي إلى مدينة كاندي بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة وتم عودة احمدعرابى بعد20عام ومحمودسامى البارودى بعد18عام وعادعرابى بسبب شدة مرضه اما البارودى لاقتراب وفاته واصابته بالعمى من شده التعذيب
لدى عودته من المنفى عام 1903 أحضر أحمد عرابي شجرة المانجو (المانجو) إلى مصر لأول مرة.
توفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911.