الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أوس بن حجر "31"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أيتها النفس أجملى جزعا
إن الذي تحذرين قد وقعا»
فليكن من يرثيه أوس من يكون، وقد يستحق هذا المطلع القوى البهى المزلزل أو لا يستحق.. القضية لا تكمن هنا، ذلك أن البيت يتحول بفعل الزمن إلى ملكية عامة تتوارثها الأجيال، ويكرر الحزاني المكلومون المعنى نفسه عند الاصطدام بموت عزيز حبيب.. أليس أنهم يسارعون جاهدين للبحث عن الصبر الذي يبدو بعيد المنال، ويلهثون وراء التماسك الذي يعز الوصول إليه؟!
لا تقتصر البطولة على شخص بعينه يهتز الشاعر لموته، لكنها تمتد أيضًا لصاعقة الموت التي تطيح بالعقل وتدمي الفؤاد وتضعضع الروح.. لا شيء يملكه الإنسان في مواجهة الكارثة المدوية إلا الشعور بالأسى جراء الفجيعة، ومفردة «المفاجأة» ليست واردة في موقف كهذا.. الموت قدر حتمي لا نجاة منه ولا مهرب، والخوف من وقوعه مزمن مقيم يتربع في أعماق كل وأي إنسان، ولا يغادر أبدًا.
هل تستجيب النفس للنداء والنصيحة؟ يمكن القول إنها مجبرة على الإصغاء والاستجابة، دون نظر إلى الاقتناع والفهم والتسليم والرضا.. لا ينبع الرضوخ من فرط الورع والإيمان، بل هو نتيجة للإدراك الذي لا جدال فيه لحقيقة راسخة: التمرد لا يجدي شيئا، والحياة تستمر مثلما لا يتوقف الموت.