ترك بصمة من ذهب فى سجلات صناعة الأفلام فى مصر، خاصة فى الأربعينيات والخمسينيات، فهو أحد أبرز من قدموا «أفلام الأسرة»، التى تعيش فى وجدان المصريين حتى الآن، إنه المخرج عاطف سالم.
ولد عاطف سالم يوم ٢٣ يوليو عام ١٩٢١م فى مدينة الأبيض بالسودان لأب وأم مصريين، وبدأ حياته الفنية ممثلًا فى فيلم «ماجدة»، ثم عمل مساعد مخرج للعديد من المخرجين، حتى أخرج أول أفلامه عام ١٩٥٣م بعنوان «الحرمان».
أخرج عاطف سالم ما يزيد على مائة عمل فني، وبالتحديد ١٠٢ فيلم، برزت فيها أفلام الأسرة، منها «أم العروسة»، الذى يحكى عن رب أسرة مصرية كبيرة، يعانى من مشاكل تدبير تكاليف زيجة ابنته الكبرى، فيقرر اختلاس مبلغ من عهدته المالية فى الشركة التى يعمل بها بنية رده فيما بعد، وفى إطار ذلك يتعرض الفيلم للحياة الاجتماعية للأسرة المصرية فى ذلك الوقت.
وفيلم «الحفيد»، الذى يُعتبر أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، والذى تدور أحداثه حول أسرة تتكون من سبعة أبناء، ويناقش العمل مشاكل كل ابن منهم، مثل «نبيلة»، والتى يرفض زوجها اﻹنجاب، ويهددها بالانفصال عندما يعلم بحملها، وكذلك مشاكل طلاب الجامعة ما بين الطموح والحب، ويستعرض الفيلم الصعوبات التى يلاقيها الأهل فى تحمل أعباء أولادهم.
كما قدم سالم الكثير من الأعمال، منها «عدل السماء، المجنونة، المصرى أفندي، المليونير، غرام راقصة، حماتى قنبلة ذرية، الحب فى خطر، عايزة أتجوز، الحرمان، جعلونى مجرمًا، ليلة من عمري، معجزة السماء، جريمة حب، صراع فى النيل، إحنا التلامذة، السبع بنات، سر امرأة، المماليك، خان الخليلي، قاهر الظلام، وغيرها الكثير».
وإلى جانب الإخراج، تألق عاطف سالم فى تأليف السيناريو والحوار لمجموعة من أبرز الأعمال السينمائية، ومنها «هكذا الأيام، ومضى قطار العمر، الحفيد، السيرك، معبد الحب، النمرود، فجر».
وفى عام ١٩٩٩م، حصل سالم على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عن إسهامه المتميز فى السينما المصرية.
وتُوفى عاطف سالم يوم ٣٠ يوليو عام ٢٠٠٢م عن عمر ناهز ٨١ عامًا، تاركًا وراءه إرثًا لا يزال يُذكر حتى اليوم.
