الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«ترامب» يغرق في «أفغانستان»

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكد أفغانستان تلملم جراح الهجوم الذي استهدف فندق الـ«إنتركونتيننتال» فى 20 من يناير الجارى، إلا وفوجئت بتفجير آخر، أكثر دموية، ويعتبر من أكبر الاعتداءات، التي ضربت العاصمة كابول منذ سنوات.
ورغم أن «واشنطن» كانت قد سارعت لإدراج ستة مسئولين من حركة طالبان وشبكة حقاني على لائحتها السوداء للعقوبات فى أعقاب هجوم الفندق، الذي قتل فيه أربعة أمريكيين، لكن هذه الخطوة لم تأت بنتيجة إيجابية، بل تبعتها عملية أخرى فى 27 يناير أكثر بشاعة عن سابقتها، وأسفرت عن مقتل 103 أشخاص، وإصابة حوالي 235 آخرين على الأقل.
وزاد من حالة الصدمة بين الأفغان، أن كابول شهدت خلال أسبوع واحد هجومين مميتين، إذ أسفر الاعتداء الذي استهدف فندق «إنتركونتيننتال» عن سقوط 22 قتيلا، من بينهم 14 أجنبيا، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين، فيما تم قتل أربعة من المهاجمين.
وبالنظر إلى تبني حركة طالبان الهجومين، فإن هناك مخاوف متزايدة بين الأفغان بأن الأسوأ ما زال فى الطريق، خاصة فى ظل عجز حكومة الرئيس أشرف غني عن ضبط الأوضاع الأمنية.
ولعل ما يضاعف مأساة الشعب الأفغانى، أن التيار الأكثر تشددًا داخل طالبان، والذي يرفض الحوار مع الحكومة، هو الذي يقود الحركة حاليًا.

سيطرة المتشددين
فالمعروف أن الملا عمر رجل الدين، الذي فقد إحدى عينيه خلال قتال القوات السوفيتية فى ثمانينيات القرن الماضى، كان يتولى زعامة طالبان منذ بداية ظهورها فى التسعينيات، وبعد اختفائه فترة وتضارب التقارير حول مصيره، اعترفت طالبان فى أغسطس ٢٠١٥ بأنها أخفت لمدة عامين خبر وفاة الملا عمر.
وفى سبتمبر ٢٠١٥، أعلنت طالبان أن زعيمها الجديد هو الملا منصور، الذي كان نائبًا للملا عمر لفترة طويلة، إلا أن الملا منصور لقي مصرعه فى غارة لطائرة أمريكية بدون طيار فى مايو ٢٠١٦، وسرعان ما تم اختيار نائبه هيبة الله أخنو زاده، وهو من أكثر المتشددين داخل الحركة، ليكون زعيمًا جديدًا لها.
ورغم أن هجمات طالبان كانت تستهدف فى البداية القوات الأمريكية وقوات الناتو، لكنه بعد سيطرة التيار المتشدد عليها فى أعقاب وفاة زعيمها الملا عمر، حدث تحول كبير فى عمليات الحركة، وأصبحت تستهدف القوات الأفغانية، وحتى المواقع المدنية، بل وظهرت أيضا شبكة حقانى، كفرع جديد للحركة أكثر دموية، ويقودها سراج الدين حقانى، وهو أيضا نائب قائد طالبان.
ويبقى التطور الأخطر، أن طالبان تغلغلت بقوة فى كابول، بعد أن كانت تتمركز فى جنوب وغرب البلاد، وهذا يظهر بوضوح فى تكرار هجماتها فى العاصمة الأفغانية، بل واختراق نقاط تفتيش أمنية فى الهجوم الأخير الذي وقع فى ٢٧ يناير، ما أثار تساؤلات حول كيفية حدوث هذا الأمر، وإن كانت الحركة نجحت فى تجنيد عناصر أمنية، أو زرع جواسيس لها داخل القوات الحكومية.
وكان هناك تفجير انتحاري استهدف وسط كابول، السبت الموافق ٢٧ يناير، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، وخلف أضرارًا مادية كبيرة، خاصة أنه استهدف منطقة «شار راه سيدارات»، التي تقع بها سفارات عدة دول، ويوجد بها أيضًا مقر شرطة العاصمة. وأفادت مصادر أفغانية أن الهجوم نفذ باستخدام سيارة إسعاف محملة بالمواد المتفجرة أثناء مرورها بنقطة تفتيش تابعة للشرطة فى شارع يسمح للموظفين الحكوميين فقط بدخوله.
ووقع الهجوم على مقربة من المبنى القديم لمقر وزارة الداخلية الأفغانية، ومكاتب تابعة للاتحاد الأوروبى، فيما قال شهود عيان إن الهجوم نفذ فى محيط مقر شرطة العاصمة، وفى شارع مزدحم يعرف باسم «تشكن ستريت»، بالقرب من عدد من السفارات الأجنبية.

جريمة ضد الإنسانية
وفيما اعتبرت الرئاسة الأفغانية الهجوم الذي تبنته طالبان، «جريمة ضد الإنسانية»، قال نصرت رحيمى، نائب المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، إن «منفذ الهجوم اجتاز نقطة تفتيش للشرطة بسيارة الإسعاف، بعد أن زعم أنه ينقل مريضًا إلى مستشفى بالقرب من موقع الحادث»، وأشار رحيمي إلى أن منفذ الهجوم فجر السيارة المفخخة فى نقطة تفتيش أخرى بعد اجتيازه النقطة الأولى. كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مصادر أفغانية القول: «إن اجتياز نقطة التفتيش التي تعرضت للهجوم، يعتبر أمرًا صعبًا جدًا، إذ يتم تفتيش جميع المركبات قبل مرورها، مع الاطلاع على هويات السائقين»، وتابعت هذه المصادر «السؤال الجوهرى، كيف نجح منفذ الهجوم فى اجتياز نقطة التفتيش؟».
ووصفت «بي بي سي» الهجوم بأنه الأعنف الذي تشهده «كابول» منذ شهور، إذ دمر الانفجار المنطقة بالكامل، وتحول مكان الحادث إلى «مقبرة كبيرة».
وبدوره، قال وزير الداخلية الأفغاني ويس برمك إن عدد الضحايا بلغ ١٠٣ قتلى و٢٣٥ مصابًا، فيما تبنت طالبان مسئولية الهجوم، بعد إعلانها أيضا المسئولية عن الاعتداء الدموي على فندق «إنتركونتيننتال».

رسالة تحد
وفيما بدا أنه رسالة تحدٍ للاستراتيجية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أفغانستان، قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان فى بيان له: «الإمارة الإسلامية (طالبان) لديها رسالة واضحة لترامب ومقبلي يديه مفادها «أنه إذا مضيت قدمًا فى سياسة الاعتداء وتحدثت بمنطق القوة العسكرية فلا تتوقع من الأفغان أن يردوا بزرع الزهور». ويبدو أن حكومة الرئيس أشرف غنى، المدعومة من الغرب، أصبحت فى موقف لا تحسد عليه، لأن الهجوم الأخير وقع فى منطقة من المفترض أنها محصنة أمنيًا، خاصة أنها شهدت فى ٣١ مايو من العام الماضي أيضًا انفجارًا مماثلًا باستخدام شاحنة مفخخة قرب سفارة ألمانيا، ما أسفر حينها عن مقتل ١٥٠ شخصًا، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين.
وبالنظر إلى قدرة طالبان على تنفيذ هجمات دموية متكررة فى أكثر المناطق تحصينا فى كابول بالقرب من سفارات أجنبية ومبان حكومية، فقد تراجعت ثقة الأفغان بشكل كبير فى حكومتهم، فيما حثت صحيفة «أفغانستان» اليومية حكومة الرئيس أشرف غنى، على «مراجعة سياستها وإعادة صياغة استراتيجيتها فى الحرب ضد الإرهابيين».
وقالت الصحيفة الأفغانية: «الهجوم بسيارة إسعاف ثاني اعتداء إرهابي مميت يقع فى كابول خلال أسبوع، وتعلن حركة طالبان مسئوليتها عنه».
وتابعت «تبني حركة طالبان للهجمات الانتحارية المميتة فى مدن كبيرة مثل كابول يشير إلى تغيير المسلحين لخططهم وإصرارهم على محاربة الحكومة بدلا من المشاركة فى تحقيق السلام».
وحثت الصحيفة أيضا الهيئات الأمنية على مراجعة تدابيرها الأمنية من أجل حماية حياة وممتلكات المدنيين بكل الوسائل الممكنة.

تصريحات هيلى
وبالإضافة إلى مأزق الحكومة الأفغانية، فإن الولايات المتحدة تجد نفسها فى موقف حرج، خاصة بعد إعلان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي فى بداية يناير، أن الاستراتيجية الجديدة حول أفغانستان تحقق المرجو منها، وتدفع المسلحين نحو الدخول فى محادثات سلام، فيما ردت طالبان بهجمات دموية هي الأعنف من نوعها، وجددت فى الوقت ذاته موقفها الرافض لإجراء أي محادثات مع الحكومة الأفغانية، ما لم ترحل القوات الأمريكية وقوات الناتو بشكل كامل عن أفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ندد بالهجوم الأخير فى كابول، ودعا كل الدول إلى القيام بـ«عمل حاسم» ضد طالبان، و«البنية التحتية الإرهابية التي تدعمها».
وأضاف ترامب فى بيان له أن «وحشية طالبان لن تنتصر»، وقال: «أنا أدين الهجوم الدنيء بتفجير سيارة فى كابول، الذي خلّف عشرات القتلى من المدنيين الأبرياء وجرح المئات. هذا الهجوم الإجرامي يجدد عزمنا وعزم شركائنا الأفغان». وأضاف «الآن على كل البلدان أن تقوم بعمل حاسم ضد طالبان والبنية التحتية الإرهابية التي تدعمها».
وتابع «الولايات المتحدة ملتزمة بأفغانستان آمنة خالية من الإرهابيين الذين يستهدفون الأمريكيين والدول الحليفة لنا وكل من لا يشاركهم إيديولوجيتهم الشريرة».

عقوبات أمريكية
ولعل ما زاد من ورطة ترامب، أن الهجوم وقع بعد سلسلة من الإجراءات، التي اتخذها ضد طالبان، وآخرها كان فرض عقوبات جديدة ضد عدد من قياداتها.
ففي ٢٥ يناير، أعلنت الولايات المتحدة أنها أدرجت ستة مسئولين من حركة طالبان وشبكة حقاني على لائحتها السوداء للعقوبات، وحثت باكستان على بذل مزيد من الجهود فى مكافحة هذين التنظيمين.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن خمسة من المسئولين الستة يتولون جمع أموال وتحويلها وتأمين معدات وتجهيزات لدعم عمليات التنظيمين، موضحة أن المسئول السادس هو قيادي كبير فى الشئون العسكرية لحركة طالبان.
وحسب وكالة «فرانس برس»، تحظر هذه العقوبات على أي فرد أو شركة لها وجود فى الولايات المتحدة من التعامل مع أي من هؤلاء الأشخاص الستة.
وقال مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئون الإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكير: «نحن نستهدف ستة أشخاص مرتبطين بطالبان أو شبكة حقاني ومتورطين فى هجمات على قوات التحالف أو بتهريب أشخاص أو تمويل هاتين المجموعتين الإرهابيتين».
وتابع ماندلكير «على الحكومة الباكستانية التعاون معنا لمنع طالبان وحقاني من الاحتماء (فى أراضيها)، ولاستهداف قدرتهما على تمويل نشاطاتهما الإرهابية».
وأضاف « ثلاثة من المسئولين الذين تشملهم العقوبات، وهم: عبد القادر بصير عبدالبصير وعبدالصمد ساني وحافظ محمد بوبل زاى، عملوا تحت إشراف مسئول لجنة تمويل طالبان غول آغا إسحق زاى، وجمعوا تحت إدارته أموالا من مهربي مخدرات ومبيعات أحجار كريمة وفديات رهائن وجهات مانحة لتوزيعها على مقاتلي حركة طالبان».
واستطرد «أما الرابع وهو مسئول الشئون العسكرية فى حركة طالبان مولوي عناية الله، فإنه يقف وراء هجمات على قوات أفغانية ومن التحالف الدولي فى ٢٠١٦».
وتابع المسئول الأمريكي أن الشخصين الآخرين على قائمة العقوبات وهما: فقير محمد وغولاخان حميدي ساعدا شبكة حقانى، التي تتخذ مقرا لها فى باكستان، على جمع أموال ونقلها إلى مقاتلين داخل أفغانستان وخارجها، إذ يصل نفوذ هذه الشبكة إلى الشرق الأوسط وسوريا، بالإضافة إلى تعاونها مع تنظيم القاعدة».
وقبل ثلاثة أسابيع من العقوبات السابقة، قامت إدارة ترامب أيضًا بإجراء آخر ضد باكستان، بزعم أنها تؤوي قادة من حركة طالبان وشبكة حقانى، إذ أعلنت فى ٥ يناير، تعليق المساعدات العسكرية لباكستان، فيما نقلت «رويترز» عن مسئول أمريكى قوله:«إن المساعدات التى تم تعليقها، تتجاوز قيمتها ٢٥٥ مليون دولار، وتشمل التحويلات الخاصة بالعتاد العسكرى، والمبالغ المخصصة لعمليات مكافحة الإرهاب».
ورغم أن باكستان طالما نفت هذه الاتهامات، لكن واشنطن دأبت على إطلاقها، كلما تعثرت فى أفغانستان، فى محاولة للتغطية على إخفاقاتها هناك.

إخقاقات متتالية
ويبدو أن استراتيجية ترامب الجديدة حول أفغانستان، لم تأخذ فى الاعتبار، الدروس المستفادة من إخفاقات الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولذا لم تسفر عن أي نتائج ملموسة على الأرض، بل إن الأوضاع هناك زادت سوءا.
وكان ترامب أعلن فى ٢١ أغسطس ٢٠١٧، عن استراتيجية جديدة بشأن أفغانستان، تراجع فيها عن تلميحاته خلال حملته الانتخابية، بسحب القوات الأمريكية المتبقية هناك.
وقال ترامب فى خطاب ألقاه حينها من قاعدة «فورت ماير» قرب واشنطن، إن موقفه الجديد يهدف إلى الحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للمتشددين الإسلاميين المصممين على مهاجمة الولايات المتحدة، حسب تعبيره. وتابع «الحدس يدفعنى للانسحاب، إلا أن مستشاري الأمن القومى أقنعونى بتعزيز القدرة الأمريكية لمنع حركة طالبان من الإطاحة بالحكومة، التي تدعمها الولايات المتحدة فى كابول».

الانسحاب الأمريكى
وأشار الرئيس الأمريكى فى خطابه، إلى أنه توصل إلى خلاصة مفادها، بأن الانسحاب سيؤدى إلى فراغ يستفيد منه «الإرهابيون»، مضيفا «أن أعداء الولايات المتحدة فى أفغانستان يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك مكان يختبئون فيه، وليس هناك مكان لا تصل إليه الأسلحة الأمريكية»، وتابع «قواتنا ستقاتل لتنتصر».
ولم يحدد ترامب عدد الجنود الأمريكيين الإضافيين، الذين سيتم إرسالهم إلى أفغانستان، واستنادًا إلى مسئولين كبار فى البيت الأبيض، فإن ترامب سمح لوزارة الدفاع الأمريكية بنشر ما يصل إلى ٣٩٠٠ جندى إضافى.
ويبلغ عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان حاليًا نحو ٨٤٠٠ جندى، وكان قبل ٢٠١١ يبلغ حوالى ١٠٠ ألف جندى، وانتهت العمليات العسكرية القتالية، التي قادتها واشنطن وحلف الناتو ضد طالبان رسميًا فى ٢٠١٤، بعد إنشاء الجيش الأفغاني.
وتنحصر مهمة الجنود الأمريكيين المتبقين- حسبما هو معلن- فى تدريب القوات الأفغانية، وتقديم المشورة لها، وبقى كذلك خمسة آلاف جندى من حلف الناتو للمهمة ذاتها.

أخطاء واشنطن
ورغم وجود أمريكا والناتو فى أفغانستان منذ ٢٠٠١، لكن بعد ١٧ عامًا من تدخلهما العسكري للقضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة، لم يطرأ أي تحسن على الوضع الأمني هناك، بل ازداد المشهد قتامة، خاصة بعد ظهور تنظيم داعش هناك أيضًا.
ويبدو أن الأخطاء التي ارتكبتها أمريكا، زادت من الإرهاب فى أفغانستان، ولم تحد منه، إذ شاب القصور استراتيجيات واشنطن المتتالية، التي ركزت على النواحي العسكرية، وأهملت التنمية، ما زاد الفقر والبطالة فى أفغانستان، وهو ما شكل فرصة كبيرة للجماعات المتشددة لاستقطاب شريحة كبيرة من الشباب الغاضب.
أيضا، فإن واشنطن ركزت فى العملية السياسية فى أفغانستان على الاعتماد على شخصيات أفغانية موالية لها لإدارة الأمور، أكثر من كونها تمثل طيفا واسعا من الشعب الأفغانى، ولذا لم تستطع الحكومات المتعاقبة إنجاز شيء، بل زادت النقمة الشعبية ضدها، على إثر العمليات العسكرية المتتالية، التي نفذتها قوات الناتو والقوات الأمريكية، وأسفرت فى معظمها عن مصرع الآلاف من الأفغان، وليس من المسلحين.

انتشار الجماعات المسلحة
ولم يقف الأمر عند ما سبق، بل ظهرت أيضًا تنظيمات إرهابية أخرى فى الساحة الأفغانية، رغم وجود قوات الناتو والقوات الأمريكية، خاصة تنظيم داعش، الذي شن هجمات فى الشهور الأخيرة فى قلب كابول، استهدفت مساجد للشيعة، وأيضًا مقار للاستخبارات الأفغانية، بل وأعلن التنظيم أيضا فى بداية ٢٠١٥، عن تدشين ما سماه «ولاية خراسان» فى المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، فيما توسع فى مقاطعة «ننجرهار» بإقليم «خراسان» شرقي أفغانستان.
وفى ٣ يناير، أعلنت وكالة الاستخبارات الأفغانية عن تفكيك خلية كبيرة تابعة لداعش، وإلقاء القبض على ١٣ إرهابيًا، بأحد أحياء كابول.
وأشار بيان صحفي صادر عن الوكالة، نقلته وسائل إعلام أفغانية، إلى أن «الخلية الداعشية كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات إرهابية ضخمة فى كابول، وكانت تقوم بدور محوري فى توفير تسهيلات للإرهابيين وتحركات الانتحاريين داخل العاصمة الأفغانية».
وأضافت الاستخبارات الأفغانية أن عناصر الخلية «كانت لديهم صلات داخل وخارج أفغانستان»، لافتة إلى أن من بين المعتقلين عناصر يحملون جنسيات أجنبية، لكنها لم تكشف عن هوياتهم.
وبالنظر إلى أن أفغانستان تعاني من عدم استقرار على جميع المستويات، فإن هناك تحذيرات واسعة من أن العمليات التي تقوم بها حركة طالبان وتنظيم داعش، ستزداد شراسة فى الفترة المقبلة، ولا عزاء لاستراتيجية ترامب.
ورغم بشاعة الهجمات الأخيرة فى كابول، لكنها كشفت فى الوقت ذاته، أن عودة الاستقرار لأفغانستان، لن يكون أبدًا من خلال أمريكا، التي طالما ركزت على إذكاء الصراعات والحروب فى الدول المسلمة، دون البحث عن الجذور الحقيقية لآفة الإرهاب.