الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

1980.. وفاة رأفت الهجان

رأفت الهجان
رأفت الهجان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد رفعت على سليمان الجمال، فى محافظة دمياط، فى الأول من يوليو ١٩٢٧ وكان والده يعمل بالتجارة، فيما كانت والدته ربة منزل، ولكنها كانت تتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكان له أخ غير شقيق يعمل مدرسًا للغة الإنجليزية للملكة «فريدة»، وهو الشىء الذى مكنه من إعالة الأسرة بعد وفاة الأب فى ١٩٣٦، وكان رفعت لم يكمل التاسعة من عمره.
إلى القاهرة.. كانت المحطة الثانية من حياته المليئة بالرحلات بين البلدان المختلفة، حيث استقرت العائلة بعد وفاة الأب، عمل رفعت فى بداية حياته ممثلًا، حيث اشترك فى ٣ أفلام، وبهرته فيما بعد حياة البريطانيين، فتعلم الإنجليزية بالإضافة إلى الفرنسية.
وفى ١٩٤٦ أكمل دراسته وعُين بشركة بترول أجنبية بالبحر الأحمر، ولكنه طًرد منها لاتهامه بالاختلاس، وانتقل للعمل على السفن، وغادر على متن السفينة «حورس» التى حملته لأغلب موانئ البحر الأبيض المتوسط فى نابولى ومارسيليا وبرشلونة وجبل طارق، ولكنها تعطلت فى مدينة ليفربول الإنجليزية، وكان مقررًا لها الإبحار إلى مدينة بومباى الهندية.
فى ليفربول بدأت رحلة أخرى، حيث عمل بشركة سياحية، ثم غادر إلى الولايات المتحدة، وطاردته السلطات لعدم امتلاكه أوراق ثبوتية، فهرب إلى كندا ومنها لألمانيا، ورُحل قسرًا إلى مصر، وقد سبقته سيرته السيئة عن هروبه من السلطات الأجنبية، فأغلقت بوجهه كل الأبواب.
فتحت الحياة أبوابها أمامه عن طريق تعرفه على «مزور» أوجد له أوراقا جديدة وحياة أخرى، تمكن خلالها من العمل بشركة قناة السويس، إلى أن قامت ثورة يوليو ١٩٥٢ وراجعت السلطات البريطانية هويات المصريين فى القناة، فهرب بجواز سويسرى، وألقى القبض عليه فى ليبيا وعاد إلى مصر وحققت معه المخابرات المصرية على أنه شخص يهودى.
حينما وقع بقبضة المخابرات المصرية لم يكن فقط رأفت الجمال، وإنما كان أيضًا، الضابط اليهودى ديفيد أرنسون، والمواطن البريطانى دانيال كالدويل، وبعد تأكد الضابط حسن حسنى من شخصيته الحقيقة، أنهى حياة رفعت الجمال، ليولد جاك بيتون فى ٢٣ أغسطس ١٩١٩ ويحمل جواز سفر صادر من تل أبيب.
كان لتجنيده أثر كبير، حيث أمد المخابرات المصرية بمعلومات ثمينة، ومنها موعد العدوان الثلاثى على مصر، بالإضافة إلى وقت الهجوم فى حرب يونيو ١٩٦٧، ومعلومات ساعدت القيادة المصرية فى حرب أكتوبر ١٩٧٣.
وتوفى رأفت الهجان فى مثل هذا اليوم الثلاثين من يناير ١٩٨٢ بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، ودفن فى مدينة فرانكفورت الألمانية.