السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

اللورد بريسكوت : العالم استكفى من النخبة

اللورد بريسكوت
اللورد بريسكوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأى اللورد جون بريسكوت القيادي بحزب العمال ونائب رئيس الوزراء الأسبق توني بلير أنه لو أنّ رفقة من الأشرار أرادت اختيار مكان للاجتماع لإدارة العالم لاختارت "دافوس" مقرا لذاك الاجتماع.
وقال بريسكوت - في مقال نشرته صحيفة (ميرور) - إن قادة المال والأعمال ممن اجتمعوا في منتدى دافوس إنما يديرون العالم لزيادة ثرائهم وزيادة أرباح الشركاء على مدى عقود.
وأضاف أن تيريزا ماي ودونالد ترامب ربما يعتقدان أنهما يديران ذلك العرض ، لكن هذا غير صحيح.
ورأى اللورد بريسكوت أن استمرار سيطرة الأغنياء والنخبة على العالم تتصدر جدول أعمال منتدى دافوس الاقتصادي لهذا العام والذي اتخذ العنوان : "بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق" ، وحضره نحو 500 2 شخصية ، بينهم 70 قائدًا سياسيا ورجال أعمال كبار ومصرفيون وأكاديميون ومشاهير.
وقال بريسكوت إن فئة غير مسئولة تماما اضطلعت بدور كبير في إنتاج اقتصاد عالمي ممزَّق ، حيث الأكثر ثراءً ممن لا تتجاوز نسبتهم الـ 1% يمتلكون نصف ثروة العالم.
وأضاف أنه بفضل هذه الفئة حدثت فجوة كبيرة في الثروات والنفوذ ، وبفضل سوء إدارة هذه الفئة حدث انهيار اقتصادي عالمي عام 2008 ، اضطرت معه حكومات حول العالم إلى أن تدفع لإنقاذ العالم من هذا الإنهيار.
ونوه اللورد بريسكوت عما تعلنه هذه الفئة من إيمان بقيم "الاقتصاد المتحرر" والتجارة الحرة والنمو الإقتصادي العالمي ؛ مؤكدا أن هذه القيم والعمل الجماعي أسهمت في مساعدة العالم ، ولا سيما أوروبا ، في إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن بناء ثروة اقتصادية للقلة وليس للكثرة ، بحسب بريسكوت ، قاد إلى توسيع الهوّة بين الأمم الغنية والفقيرة ، كما أدى إلى ظهور الشعبوية السياسية.
وأشار صاحب المقال إلى ترامب ، قائلا، إنه رفض الحلول العالمية لمشكلات عالمية من أمثال تغير المناخ ، وفي عامه الأول شرع ترامب في طرْد المكسيكيين من أمريكا وبناء سور بين البلدين ، بل وشرع في طرد الأطفال المولودين في أمريكا ؛ وحظر مسلمين وأفارقة من دول بعينها من دخول الولايات المتحدة المبنيّة أساسا على الهجرة ، وصنّف ترامب هؤلاء المحظورين من الدخول على أنهم إرهابيون محتملون ؛ كما هدد ترامب بشنّ حرب نووية على كوريا الشمالية ؛ فيما تتعهد سفيرته في الأمم المتحدة نيكي هالي بقطع المساعدات عن الدول التي تصوت ضد سياسات أمريكا في المنظمة الأممية.
وانتقد اللورد بريسكوت موقف رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي ، من ترامب ، وهي التي وافقت من قبل على زيارته بريطانيا ، وقالت، إنها تتفق معه بشأن القضايا الرئيسية ؛ وقارن بريسكوت بين ذلك من جهة وموقف المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهة أخرى ، إذْ أعلنا بوضوح رفضهما فلسفة ترامب السياسية.
ونقل الكاتب تحذير جون ماكدونيل وزير الخزانة في حكومة الظل في بريطانيا من أنه ما لم تضطلع النخبة العالمية في دافوس بإصلاح النظام الاقتصادي المهترئ لمساعدة مليارات البشر التي تعاني تفاوتا في مستوى المعيشة فلسوف يقع هنالك "انهيار اجتماعي".
وأكد بريسكوت على الحاجة إلى تعاون أكبر فيما بين الدول ، وإلى جهد عالمي لمساعدة الفقراء في الخروج من دوامة الفقر، وإلى مناقشة التغير المناخي، وإلى ضمان أن تدفع النخبة ما عليها من ضرائب على شركاتها متعددة الجنسيات. 
واختتم اللورد بريسكوت قائلا: "إن النخبة في دافوس قد تدير شئون العالم الآن ، لكن الوقت قد حان أمام الشعوب حول العالم للنضال معا في سبيل استعادة السيطرة على ثروة الكوكب وموارده ومستقبله لأن العالم قد استكفى من النخبة.