الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

منى الحسيني في حوارها مع "البوابة نيوز": «السيسى» بيراعى ربنا.. و8 سنين ليست كافية له.. لطمت على وجهى يوم تولى الإخوان الحكم.. فترة مرسى الأسوأ بتاريخ مصر.. وأحب مبارك رغم معارضتى لنظامه

منى الحسيني ومحررة
منى الحسيني ومحررة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مني الحسيني: رفضت العمل كمذيعة نشرة.. واخترت برامج المنوعات الشبابية
شخصيتى قيادية من صغرى لأنى من مواليد برج الأسد.. وكان لى كلمة على البيت وأقوم بالتأثير فى أهلي
كل ضيوفى أصدقائى رغم معاملتى الصعبة معهم فى برامجي
مستمرة فى قضية الأراضى المنهوبة.. ومعى مستندات.. ولن أحنى رقبتى لأحد
لم يخطر ببالى أن أعمل بالبنوك برغم تخرجى فى كلية التجارة
تقدمت للعمل بالتليفزيون دون واسطة والدي
وجانيت فرج أول من دربتني
أكثر من ساعتين ونصف الساعة قضيتها معها، وهى عمر اللقاء الذى جمعنى بالإعلامية الكبيرة منى الحسيني، فى منزلها، وهى المرة الأولى التى تخصنا فيها بهذا اللقاء، لتفتح قلبها لـ«البوابة نيوز»، لنخوض معها حوارا ثريًا وممتعًا.
هى حالة إعلامية نادرة، من الصعب أن تتكرر فى تاريخ الإعلام المصري، لأنها احتلت مكانة صعب أن يحتلها أحد مكانها من أبناء جيلها.
قمنا بالبحث والتنقيب داخل حياة هذه المرأة، التى تمثل موسوعة ثقافية وسياسية، وأبحرنا بداخلها للبحث عن منى الإنسانة التى لا يعرفها أحد، وتطرقنا معها للحديث فى مناطق حياتها الشائكة، وكواليس غيابها المفاجئ وأسرار أخرى تبوح بها لأول مرة.
تعتبر الإعلامية الكبيرة منى الحسينى من رائدات برامج الـ«توك شو» على مستوى مصر والوطن العربى، ولذلك فهى مستمرة مع كل الأجيال السابقة والحالية، محافظة على القمة وسط نجوم مصر والوطن العربي، وعن تلك الاستمرارية والتنوع، وكيف حافظت عليهما، أجابت بابتسامة ثقة:
«أى شخص فى العالم، يقوم بعمله بطريقة صحيحة وعلى أفضل ما يكون، سوف يحقق النجاح، إضافة إلى أن المشاهد أصبح واعيا للغاية لما يراه، وبالنسبة لي، وأنا أعتبر نفسى اجتهدت وتعبت كثيرا كى أصل لهذه المكانة التى حظيت بها الآن، وبعد تقديمى لبرنامج «حوار صريح جدا»، قدمت مجموعة من البرامج على نفس الخط من النجاح، مثل «على المكشوف»، و«كلام فى المليان»، و«وجهة نظر»، و«نأسف للإزعاج»، فهذا الخط صعب للغاية، وأنا فضلت أن أكون معارضة مع الضيف أو لاذعة معه بشدة، ولكننا بعد الحلقة نخرج أصدقاء وأحباب، ويمكن أن يأتى مرة أخرى إذا طلبت منه ذلك، ولن يتأخر عنى أبدا، وهذه معادلة صعبة للغاية، ولكنى بحمد الله قمت بتحقيقها، وفى النهاية أيقنت أن لكل مجتهد نصيبا، ومنى الحسينى «تعبت واجتهدت واستمرت»، ورغم عدم وجودى على الساحة الإعلامية الآن، وغيابى فى تلك الفترة، إلا أننى مستمرة مع جميع الأجيال».
الإعلامية الكبيرة التي لا يعرفها أحد
الإعلامية الكبيرة، منى الحسيني، غنية عن التعريف، بتاريخها الإعلامى الحافل والكبير، ولكنها كإنسانة لا نعرفها جيدا، فكثيرون يرونها أيقونة مغلقة، فاقتربنا منها أكثر لنعرفها من الداخل ومن هي، فأجابت ضاحكة:
«والدى من طنطا، وقمت بزيارة بلد والدى أكثر من مرة، وأعتز به للغاية، وكان يعمل رئيس القطاع الاقتصادى فى التليفزيون، ووالدتى من المنوفية، ولى شقيق واحد هو «حاتم الحسينى»، رئيس مؤسسة الأهرام سابقا، وإلى الآن متواجد فى الأهرام ومنذ صغري، وأنا خريجة كلية تجارة إدارة وأعمال، ولم يخطر على بالى أن أعمل فى بنك أبدا، فهى كانت دراستى فقط ولم تكن طموحي، وتقدمت للعمل بالإذاعة والتليفزيون، دون الاحتياج إلى واسطة والدي، لأننى مؤمنة أن مهمة الإعلامى أو الفنان لا تحتاج إلى واسطة، لأن الشخص إذا كان غير كفد، فلن ينجح».
وتضيف منى الحسيني: «قامت بتدريبى الإعلامية المرموقة، جانيت فرج، رحمة الله عليها، وتدربت ثلاث سنوات، وعندما رأتنى سامية صادق، حكمت عليا بمشاعر محايدة للغاية، وحكمت على حكم صحيح، حيث سألتنى ماذا اسمك؟ قولت لها منى فقط، ولم استكمل اسم والدي، كى تحكم على حكم صادق، وبالفعل قالت لى أنتى رائعة، وبعدها عرضت على أن أظهر كمذيعة نشرة فى أحداث ٢٤ ساعة، فبكيت وقتها، ثم شرحت لها أننى لا أريد أن أصنف كمذيعة نشرة، ولكن أريد أن أقدم برامج منوعات أو شبابية».
وتكمل: «أنا أيضا شخصية اجتماعية، وأحب الناس، من وقت دراستى فى المدرسة حتى المراحل الجامعية، وإلى الآن وأنا شخصية قيادية، ولم أكتسب هذه الصفة من أحد، فأنا من مواليد برج الأسد، فهذه الشخصية نابعة من برجى ومن ثقتى بنفسي، ولكنى لا أقود أحدا، إنما أميل لأن أقوم بترتيب كل شىء، ومنذ صغرى كان لى كلمة على البيت وأقوم بالتأثير فى أهلي، قاطعتها قائلة: الطفولة جزء من الماضي، تلازمها السعادة، وأحيانا الوجع، فمن الذى كان له دور أكبر فى حياة «منى»، الأم أم الأب؟ 
فأجابت قائلة: «والدى ووالدتى لهما التأثير على بشكل متساو، حيث إنهما قاما بتربيتى على أن الحرية مسئولية، فكبرت على أن أكون مسئولة طوال الوقت، ووالدى عمره ما رفع يده على ولا قام بضربي، وكان دائما يتركنى أختار، وعندما أصبحت ناضجة، بدأت أتعامل مع كل الأمور بهدوء تام، لأنى وأنا صغيرة كنت أصدق كل البشر، ولم يقم أحد بخيانتى من قريب أو بعيد لأننى دائما محبة للجميع».
لماذا البعد؟
عندما لا تقدم إعلامية بحجم منى الحسيني، أى برامج إعلامية، فهذا يعطى علامات إستفهام كثيرة، ويثير التكهنات حول سبب غيابها، فسألناها لماذا كل هذا البعد فأجابت بحسرة:
«أرى أن الشكل الإعلامى الآن اختلف كثيرا عن ذى قبل، ولأوضح أكثر، فعندما أقدم برنامجا، وبعد انتهائه من العرض، يقوم صاحب القناة التى أعمل بها بالاتصال بى للاتفاق على برنامج آخر، وهذا هو النظام الذى اعتدت عليه، فأنا لا أفرض نفسى على أحد، والقائمون على القنوات هم الذين يقومون بالاتصال بي، فليس من المعقول أن أتصل بأحد وأقول له بالمعنى الدارج، عايزة أعمل برنامج، فهذا عيب فى حقى وعلى تاريخ منى الحسينى ومش أنا إللى أعمل ده، وهذا ليس له علاقة بأننى لا أسعى للعمل، بل إننى سلعة والأمر متعلق بالعرض والطلب، وأنا بيتى فى الأساس هو التليفزيون المصرى أو بالأصح هو الذى قام بعمل منى الحسيني».
قاطعتها لأسألها: هل عدم عرض برامج عليكى من جانب بعض القنوات الفضائية، نابع عن خوف منها بسبب جرأتك وأسلوبك الإعلامى الخاص، فنظرت نظرة قوية وسكتت قليلا ثم أجابت: 
«سؤالك هذا وجهة نظر أحترمها جدا، ومن الممكن أن يكون ابتعادى بسبب هذا الرأي، لماذا لا؟، وأريد أن أوضح لك شيئا بصراحة شديدة، إنى مستمتعة للغاية، لأن هذه الفترة كانت مهمة للغاية علي، حيث إننى استفدت كثيرا، وقمت بترتيب جميع أمور حياتى وأوراقى كلها، ووضعتها أمام عيني، وأهمها تعليم ابنى حيث إنه دخل كلية الهندسة، وأيضا كنت أحتاج تلك الفترة، لكى أرتاح، لأنى منذ تخرجى فى الجامعة إلى آخر برنامج قدمته، وأنا إنسانة باعمل وباشقى، لأنتهى من برنامج وأدخل فى الآخر دون راحة على مدار السنين، وهذا يحتاج إلى جهد كبير مني».
سألتها: فى تلك الفترة، هل هناك أقنعة سقطت أمامك ؟ أجابت بصراحتها المعهودة:
«ياه، كثير وكثير، فهناك أشخاص كثيرون ظهروا فى تلك الفترة، عكس ما أنا أتصور، ولا أريد ذكر أسماء، ولكنى أحزن كثيرا عندما أجد إعلاميا يقول على الشاشة إننا نبحث عن الإعلاميين ولا نجدهم، فأندهش كثيرا منهم، وأتساءل أين كانوا هم عندما كنت أنا وغيرى على الساحة، وأيضا هناك أشخاص صغار فى العمر والآن يتولون وظائف كبيرة فى قنوات، وعندما يتردد اسم منى الحسيني، أمامهم وأنها سوف تأتى يخافون ويرفضون عملى معهم، وبالنسبه لى فأنا لست ضد أى شخص صغير ويكبر، ولكنى عندما يكون صغير وبعدها يكبر، ويخاف أن يعمل معى لمجرد أننى كشفت هؤلاء الأشخاص، وأعلم أشياء كثيرة عنهم، فهذا العيب الحقيقى عليهم أن يفعلوا ذلك معي، وهذا الكلام أقوله معكم لأول مرة، ولا أتحدث فيه كى أستجدى من أحد، ولكن لأننى أخذت درسا كبيرا مستفادا، وأقولها لك بالمعنى الدارج، أنا بتاعة شغل وماليش فى الشللية ولا العلاقات، فحياتى قائمة على العمل وبيتى وأصحابي، وفى النهاية أنا طوال الوقت أحن إلى عملى الإعلامى ولكن أنا كمنى الحسيني، لا أحتاج إلى إعلام لا أحبه، ولم أحترم نفسى فيه، وأنا أريد أن أعيش وأنا محترمة نفسي.
تهديدات بالقتل
منى الحسيني، الوحيدة من الإعلاميات التى تبنت قضية الأراضى المنهوبة من الدولة، ومازلت مصرة عليها، رغم ما تعرضت له من تهديدات بالقتل، وعن تلك القضية والتهديدات، قالت بقوتها المعهودة:
بالطبع تعرضت لحروب شديدة للغاية من النظام السابق، ومنهم رجل أعمال طاغ فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولا أريد أن أذكر اسمه لأننى أرى أنه نكرة وأيضا لأنه توفى، وهو كان يدعى القوة، لكنه فى الحقيقة كان عكس ذلك تمامًا، وبعدما عرضت ملفه بالكامل فى برنامجى، وأكدت أنه استولى على العديد من أراضى الدولة، وقام ببيعها لأكثر من شخصية سياسية وأشخاص من الحزب الوطنى، وبعدها تعرضت بالفعل لعديد من محاولات التهديد والرعب والابتزاز، وعندما قدمت برنامج «نأسف للإزعاج» على قناة «دريم»، كان يسلط الضوء على نظام مبارك كله ويهاجمه، وكان الرئيس محمد حسنى مبارك معجبا ببرنامجى للغاية ويشاهده بشكل دائم، لأنه كان يريد أن يعرف الفساد وصل إلى أين وطلب منى آنذاك أن أستمر فى فتح تلك الملفات، رغم أننى كنت أهاجم نظامه وقال مبارك فى أحد حواراته أتمنى أن تكون كل البرامج بمصداقية منى الحسينى، ولهذا فإن رجال نظام مبارك كانوا يخافون منى، ولذلك هددونى بالقتل وأولادى وفوجئت بأن أحدهم رفع ٨ قضايا ضدي، وأرسل لى أشخاصا بأن أتنازل ضده، ولكنى رفضت، وكانت بينى وبينه المحاكم والقضاء لمدة طويلة، ولم أحصل على حكم البراءة إلا بعد عام واحد، والحمد لله على كل ما حدث، ولكن أريد أن أقول إن قضية الأراضى المنهوبة قضيتي، وإذا لم أستكملها فى برنامج تليفزيوني، فأنا أعلنها صراحة إنى معى مستندات، ولن أسكت ولن أحنى رقبتى فى التراب.
الزوجة والأم
وبعيدا عن «منى» الإعلامية وعن الزوجة والأم تتحدث:
«أنا اتخطبت فى بداية حياتى مرة واحدة فقط، ولم يحدث نصيب، ثم تزوجت من ضابط، وبصراحة أنا زوجة معمرة ولدى ابن وابنه، وابنتى تعمل فى مجال الإعلام فهى مذيعة تليفزيون وراديو، ولا أعتبرها امتدادا لى وكنت مرعوبة أن تأخذ الخط الخاص بى، من كثرة تأثرها بى، والحمدلله حققت نجاحا كبيرا بمفردها دون تقليدى أو تقليد أحد، ولها خط شبابى مرح، لم أقدمه من قبل، وسعيدة وفخورة بها للغاية وتقدم الآن برنامجا على «نغم إف إم» وهى دارسة كلية إعلام شأنها شأن الآخرين ولم أساعدها فى شىء.
بحب مبارك
عاصرت منى الحسينى عددا من رؤساء مصر خلال مشوار حياتها، وعن تقييمها لهم قالت:
«أنا لم أعش غير عصر مبارك، ولا أعى غيره، وأنا بحب مبارك، وكنت معه قلبا وقالبا، والذى يقوم بإنكار ٣٠ سنة فى عصره، هو إنسان جاحد، فهو حاكم جيد للغاية، أما نظامه فأنا كنت معارضة له وبشدة، أما فترة حكم الإخوان المتأسلمين فهى أسوأ فترة عاشتها مصر، وكنت أشعر أن البلد اتسرقت، وأكبر صدمة عشتها فى حياتى يوم تولى الإخوان الحكم، وأول مرة فى حياتى أجرب اللطم على الوجه، فلطمت بانهيار وقتها، أما عصر السيسي، فأنا أحب هذا الرجل، وأراه مخلصا للغاية، و٨ سنوات ليست كافية عليه، فهو رجل الإنجازات والأفعال، وبيراعى ربنا جدا فى الشعب المصرى ويحترم عقلية المواطن.
الإعلام أصبح غريبا
يتميز أسلوب الإعلامية منى الحسيني، بالحوار الدائم والحرية فى النقاش، ولذلك سألناهاعن رأيها فى الإعلام المصرى والعربى فى الوقت الحالي، ورؤيتها له فأجابت بصراحتها المعهودة: «أنا ضد التطورات الأخيرة التى حدثت فى الإعلام، مثل وجود طونى خليفة كإعلامى عربى وليس مصريا، فى فترة كانت مصر فيها حالكة للغاية، وهو يتحدث عن سياسة مصر من خلال برنامجه، فأقول له من أنت؟ كيف تنتقد سياسة مصر، ولماذا؟ وهل مات الإعلاميون المصريون؟ وأرى أن مصر غالية للغاية، ومن ينتقدها لابد أن يكون مصريا، وأيضا لاحظت وجود الإعلاميات غير المصريات بكثرة فى الإعلام المصري، وأنا لا أحب ذلك، وأرفض طريقة ملابسهن الصارخة والفجة، مثل رزان مغربى ومايا دياب، فهذه ليست عادات وتقاليد مصر».