الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الشيخ عمرو علوان: "داعش" اختراق جديد لدين النبي محمد.. معركة الصهيونية مع المسيحية أشد من صراعها مع الإسلام

الشيخ عمرو علوان
الشيخ عمرو علوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الشيخ عمرو علوان، إمام وخطيب بالأوقاف، أن المعركة الحقيقية ليست بين اليهودية والإسلام، بل هى معركة بين الصهيونية وكل الأديان، مشيرًا إلى أن التاريخ شهد معركة بين الصهيونية والمسيحية أشد من المعركة بين الصهيونية والإسلام وأرجع فى حواره مع «البوابة» ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى الاختراق الصهيونى للإسلام، مشيرا إلى أن جذور الشيعة ترجع إلى الصهيونية.. وإلى نص الحوار.


■ ما تعريف «الصهيونية» من وجهة نظر الإسلام؟
- كلمة صهيونية (zionism) من أوسع الكلمات شهرة فى عصرنا الحاضر، وخاصة فى الناحية السياسية والناحية الدينية، ويتسع حجم انتشارها فيما يتعلق بقضية الأقصى ومشكلة القدس، ويمكن أن نعرفها بأنها‏: حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمى لحكم العالم كله من خلال دولة اليهود فى فلسطين، واسمها مشتق من اسم جبل صهيون فى فلسطين، وقد قامت على تحريف تعاليم التوراة والتلمود التى تدعو إلى احتقار المجتمع البشرى وتحض على الانتقام من غير اليهود.
■ كيف اخترقت الصهيونية الأديان السماوية؟ وما الشواهد على هذا الاختراق؟
- من الغباء الشديد الاعتقاد أن الصهيونية هى ضد الفلسطينيين وحدهم، لأنهم يناصبونها العداء ويتنافسون معها على بسط النفوذ فوق أرص الميعاد، لكن الحقيقة أن المسألة أبعد وأعمق من ذلك، بل إن المسألة لها جذور تاريخية وتتلخص فى كونها حربًا لها جذورها، وليست هذه الحرب من النوع التقليدى الذى ينتهى بفوز طرف على الآخر، بل هى حرب حضارية قائمة على نظريتين متباينتين، إحداهما شرقية والأخرى غربية، إنها حرب دينية تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ السحيق بين عقائد تختلف فى نظرتها إلى الدين وإلى الإله وإلى الإيمان وإلى الإنسان وإلى الطقوس، وحتى إلى المجتمع وإلى العالم، والمعركة الحقيقية ليست بين اليهودية والإسلام، بل هى معركة بين الصهيونية وكل الأديان، وقد شهد التاريخ أن المعركة بين الصهيونية والمسيحية أشد من المعركة بين الصهيونية والإسلام.
■ ماذا عن اختراق المسيحية؟
- هناك شواهد كثيرة على اختراقها من الصهيونية، فتستغل الصهيونية اعتقاد العديد من أتباع الكنائس المسيحية الإنجليكانية المعمدانية فى أمريكا بصحة نبوءة قيام دولة إسرائيل قبل ظهور المسيح، لتستدرجهم لمساعدتها فى تحقيق أهدافها فى بناء الهيكل المزعوم فوق أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وقد نشرت صحيفة الرأى الأردنية فى ١٥ أبريل ١٩٨٣ تصريحًا لزعيم حركة كاخ اليهودية المتطرفة الحاخام مائير كاهانا أعلن فيه عن قيامه بجولة فى الولايات المتحدة تلبية لدعوة بعض أصدقاء إسرائيل من الطوائف المسيحية التى ستضع تحت تصرفه محطة التليفزيون الخاصة بها، ليشنّ حملة جديدة تهدف إلى جمع التبرعات لتمويل عملية طرد العرب من «أرض إسرائيل» بحدودها التى وردت فى التوراة، ليتسنى لحركته هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان فوق أنقاضه.
■ وماذا بالنسبة للدين الإسلامي؟
- تسبب النجاح الذى حققه الإسلام ورسوله (محمد صلى الله عليه وسلم) بقطع الأطماع الاستعمارية لليهود، وخاصة بعض هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى (يثرب) والتى سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة، فقد كان يعيش فيها الكثير من اليهود ولهم تجارات وعلاقات وهم متغلغلون فى المجتمع تغلغلا شديدا ولهم نفوذهم، بل لهم مكانتهم وسلطتهم، فلما جاء محمد «صلى الله عليه وسلم» قضى على كل أطماعهم، ولهذا حاولوا قتله، لكنهم فشلوا، وهذا الأسلوب ليس بجديد عليهم، فقد تآمروا على صلب المسيح عليه السلام من قبل، ولهذا قرر محمد صلى الله عليه وسلم أن يطردهم خارج المدينة، لكنهم لم ينسوا ذلك وكانو يستغلون الفرص لاختراق الوحدة الإسلامية، ومن الشواهد على ذلك مقتل عمر بن الخطاب على أيدى أبو لؤلؤة المجوسي، فمما لا شك فيه أن اليهود كان لهم دور فى مقتله. «ابن سبأ اليهودي» وهو اسم له أثره فى تاريخ الفكر الإسلامى كله، هذا اليهودى الذى أدعى الإسلام وبث سمومه فى نفوس المسلمين واستغل حب المسلمين لآل البيت المحمدى، وقال فى على «رضى الله عنه» ما ليس فيه، وادعى أنه كان أحق بالخلافة من أبى بكر وعمر وعثمان، مما أنشأ ما يسمى بالفكر الشيعى فى الإسلام، هذا الفكر الذى أثر كثيرًا فى وحدة الصف الإسلامي، بل فى التراث الإسلامى ككل، فقد دست الكثير من الأحاديث التى لا أصل لها فى السنة النبوية حتى تؤيد على بن أبى طالب رضى الله عنه وأهل بيته وتمدحهم وتذم غيرهم، بل إن هذا الفكر كان سببًا فى الكثير من الحروب والنزاعات التى قامت بين المسلمين فى فترات مختلفة من تاريخ هذه الأمة، بل إن الاختراق الصهيونى يعد سببا رئيسيا فى ظهور الكثير من الجماعات التى تسمى (بالجماعات الإسلامية)، وخاصة من يتبنون العنف والإرهاب ويعتبرونه الوسيلة الوحيدة للعودة للحكم بالإسلام، ولا شك أن ما يسمى فى العصر الحديث بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يعد اختراقا جديدًا من الاختراقات الصهيونية للإسلام، هذا التنظيم الذى يبيد فى طريقه كل شيء ولا يراعى حرمة النفس البشرية ولا حقوق الإنسانية.
إن الصهيونية لا تزال تعمل بكل طاقاتها لتحقيق أهدافها الاستعمارية مستغلة فى ذلك ضعاف النفوس وأصحاب الأغراض الدنيوية ومن يميلون للشهرة والمال والشهوات، لكى يتوغلوا أكثر وأكثر فى حياة الناس وأديانهم وأخلاقهم وآدابهم وعاداتهم وتقاليدهم، بل حتى فى فكرهم وثقافاتهم، إنها سلسلة طويلة من تاريخ الاختراق الصهيونى لأصحاب الديانات السماوية، ولهذا لا بد من فضح هذا الفكر الصهيونى حتى نكون قادرين على المواجهة.