الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

"الذكاء الاصطناعي" كلمة السر في استحواذ "هواوي" على سوق المحمول

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجحت شركة هواوى «Huawei»، المتخصصة فى مجال إنتاج معدات شبكات الاتصالات وأجهزة الهواتف المحمولة، منذ انطلاقها، منذ ٣٠ عاما، من التحول من مجرد شركة صينية صغيرة لتلبية احتياجات قطاع الاتصالات الصينى إلى شركة عالمية تمتلك كل الإمكانيات والمقومات لمنافسة الشركات العالمية سواء المتخصصة فى إنتاج معدات ومستلزمات الشبكات أو أجهزة الهواتف الذكية، وذلك اعتمادا على ما تقدمه من تكنولوجيا متطورة.. ناهيك عن الأسعار التنافسية بجانب التركيز على خدمات الدعم الفنى وما بعد البيع، حتى نجحت الشركة فى التعامل كمورد للشبكات لأكثر من ١٤٠ مشغلا لخدمات الاتصالات حول العالم.
وفى عام ٢٠١٠، كانت الشركة على موعد لقفزة توعية جديدة لاقتحام عالم إنتاج الهواتف الذكية والتحول من مجرد منتج للهواتف لصالح مشغلى الاتصالات العالميين إلى منتج باسم «هواوى»، وعلى مدار السنوات الـ ٧ الماضية استثمرت الشركة مليارات الدولارات لتطوير سلسلة متنوعة من الهواتف الذكية التى ارتكزت على الجمع بين التصميم العصرى وأحدث التقنيات وسهولة الاستخدام والتكلفة المنافسة حتى أصبحت تشكل أحد أهم اللاعبين الثلاثة على مستوى العالم فى سوق أجهزة الهواتف الذكية. وقد كشفت شركة «هواوى» العالمية أنها تخصص نسبة تتراوح ما بين ١٠٪ و١٥٪ سنويًا من إجمالى عائداتها للبحث والتطوير، بما يزيد على ٦ مليارات دولار فى عام ٢٠١٦، وهو ما يؤهلها لتكون ضمن الخمسة مراكز الأولى على قائمة أكثر الشركات إنفاقًا على البحث والتطوير فى العالم فى ٢٠١٨، حيث احتلت المركز الـ ٩ خلال عام ٢٠١٦. 
وفى زيارة دعيت إليها «البوابة نيوز» لمصانع ومراكز البحث والتطوير الخاصة بالشركة فى مدينتى «شنزن وشنغهاى» بجمهورية الصين، أكد ديفيد كيم مدير العلامات التجارية فى «هواوى» العالمية أن البحث والتطوير لديهم يركز على الرؤية المستقبلية طويلة الأمد، مع تقديم الاستثمارات المناسبة التى تساهم فى تقوية ملفها لبراءات الاختراع والتطوير، مع الاهتمام بالكوادر البشرية المدربة القادرة على تحقيق الابتكار والتطوير. ويعمل بالشركة نحو ١٨٠ ألف موظف، منهم ٨٠ ألف مهندس يعملون فى البحث والتطوير، موزعين على ٣٦ مركزًا لدعم الإبداع، إضافة إلى ١٥ مركزًا للبحث والتطوير منتشرة فى معظم دول العالم.
وأشار إلى أن الشركة استثمرت خلال ١٠ سنوات فقط حوالى ٣١٣ مليار دولار فى مجال تنمية صناعة الإلكترونيات، كما حصلت على نحو ٦٢ ألف براءة اختراع على مستوى العالم، و٦٣ ٪ منهم خارج الصين، وذلك على مدار عمر «هواوى» الذى يمتد لما يزيد على ٣٠ عامًا فى الأسواق سواء المحلية أو العالمية، موضحًا أن الشركة تركز فيما تقدمه من منتجات مختلفة ومتنوعة ومتميزة على الأداء المتكامل. 
وقال إنه من الضرورى الاهتمام بتطوير الشبكات بجانب الاهتمام بتطوير الهواتف، لذلك لدى «هواوى» ٩ مراكز للبحث العلمى يعمل فيها ٥٠٠ مهندس فى مجال تطوير معدات الشبكات حول العالم، إضافة إلى الإهتمام بالبحث والتطوير فى تقنيات وبرمجيات «EMUI»، ومنها دول مهمة كأمريكا والسويد وباريس والصين والهند، وهى مراكز رئيسية بالنسبة لتطوير منتجاتنا. كما تعمل «هواوى» مع ٦٠٠ من شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية والمحلية، وأطلقت برنامج تمكين المطور بنحو مليار دولار، لدعم شركاء ومطورى التطبيقات.
وأضاف أن أحد أهم أمثلة الشراكة الناجحة هو إنشاء «مختبر ماكس بيريك المبتكر» للبحث والتطوير بالتعاون مع شركة «لايكا» رائدة صناعة الكاميرات فى العالم. ويقع المختبر الجديد فى المقر الرئيسى لشركة «لايكا» العالمية فى مدينة «يتزلار» الألمانية، لقيادة عملية التطوير للأنظمة البصرية والتقنيات المعتمدة على البرمجيات لتحسين جودة التصوير فى التطبيقات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافى الموجودة على الهواتف الذكية، إضافة أيضًا إلى أن الشركة تسعى لإجاد حلول لعملية التصوير الفوتوغرافى المعتمدة على الحاسوب، وتقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي.
وأوضح أن مفهوم الابتكار الجديد لدى «هواوى» يرتبط بضرورة أن يكون ذى معنى ولديه استخدام حقيقى على أرض الواقع، وليس ابتكار من أجل العلم فقط، وإنما نرفع شعار «الابتكار من أجل الحياة» وتلبية متطلبات المستخدمين، حيث تتميز منتجاتنا بالسهولة ودون تعقيد، وهى بذلك صديقه للمستخدم «User Friendly»، كما تحرص «هواوى» على حل جميع المشاكل التى تواجه المستخدمين، وهو من الأمور التى تميز «هواوى» أيضا عن غيرها من المنافسين، فالابتكارات لدينا يجب أن ترتبط بحدوث تأثير إيجابى وملموس بما يساهم فى تحسين حياة المستخدمين.
وعن نظام تشغيل «EMUI» المطور من «هواوى» أكد كريستوفر كوتيه رئيس قطاع برمجيات المستهلك بشركة «هواوى» العالمية أن مفهوم نظام تشغيل أندرويد المطور من «هواوى» يعنى ابتكار برمجيات تعمل على تلبية احتياجات المستخدم من خلال التعرف على مشاعره وتوفير تجربة مختلفة ومتميزة لمستخدمى هواتف «هواوى».
أضاف كوتيه أن الشركة تنتج سنويا نحو ١٤٠ مليون هاتف محمول بمختلف فئاتها و٨٠ ٪ من البرمجيات التى نقوم بتطويرها تعمل على كافة الهواتف و٢٠ ٪ فقط من البرمجيات تستهدف الثقافات المختلفة للمستخدمين فى شتى أنحاء الأرض. 
أوضح كريستوفر أن نسعى إلى التغلب على مشاكل تراجع أداء الهواتف المستخدمة لنظام أندرويد، وتحسين كفاءة العمل من ٢٠٪ إلى ٧٠٪ 
كذلك نسعى إلى تحسين سرعة اتصال الهاتف بشبكة الإنترنت بنسبة ٥٠٪ للجهاز من خلال الاعتماد على تقنية «high speed scenario». وفى المستقبل نحاول أن يكون الهاتف أذكى بحيث تكون تقنيات الذكاء الاصطناعى تمثل ٨٠٪ من برمجيات هواتفنا مما يمكن المستخدم من الاعتماد على الهاتف بصورة أكبر فى تلبية كافة احتياجاته.
وحول استراتيجية أمن المعلومات قال كريستوفر إننا نسعى إلى اكتشاف وسد كافة الثغرات الأمنية فى نظام أندرويد، كذلك تقوم هواوى بتأمين شامل للبرمجيات على هواتفها، مشيرا إلى أنه فى السوق الصينى نقوم بعمل مسح لكافة التطبيقات من خلال المتجر الإلكترونى لتطبيقات المحمول الخاص بنا، وكل التطبيقات عليه مضمونة وليس هناك أى مخاطر من سرقة البيانات الخاصة بالمستخدمين.
أضاف: نعمل أيضا على الحفاظ على خصوصية بيانات المستخدمين وعدم تعرضها للسرقة كنقطة مهمة جدا مع التركيز على تقليل تحميل البيانات على الكلاود ومن ثم يقلل من مخاطر الاختراق ويحافظ على عمر الهاتف.
خلال زيارة «البوابة» لنموذج المدن الذكية، أوضح بارنيت وانج مدير قطاع المنتجات فى شركة «هواوى» أن مبيعات «هواوي» لحلول مؤسسات الأعمال تنمو بمعدل ٤٥٪ سنويا، كما أننا شريك للآلاف من كبرى المشروعات العالمية التى يتم تنفيذها حول العالم، إذ إننا نقدم حلولا ابتكارية تخص قطاعات المدن الذكية والبنوك والطاقة والغاز والكهرباء والسكك الحديدية مراكز البيانات.
وقام باستعراض الحلول التى تقدمها «هواوى» فى مجال إدارة المدن الذكية، وكذلك المرافق الموجودة بها بطريقة أعلى كفاءة وأقل تكلفة كذلك تأمين المواطنين الذين يعيشون فى هذه المدن والاعتماد على الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. 
كما قام بارنيت بعرض الحلول المطورة من قبل الشركة فى مجال إدارة خطوط السكك الحديدية مما يقلل نسبة الأعطال والحوادث التى ممكن أن تحدث وضمان سهولة نقل الركاب دون مشاكل.
واستعرض الحلول التكنولوجية فى مجال تحسين خدمات الصحة عن بعد من خلال تطبيق تقنية الفيديو كونفراس، بما يؤدى إلى تقديم الخدمات الصحية فى الأماكن الجغرافية البعيدة وإمكانية الوصول إلى الملف الإلكترونى الصحى لأى مواطن من أى مكان.
كما عرض الحلول الخاصة بشركة «هواوي» فى مجال دعم المؤسسات العاملة فى البحث والتنقيب عن البترول، وكذلك حلول الدفع الإلكترونى والتأكد من مصداقية وحلول الإعلام الرقمي.
تمر هواتف «هواوى» الصينية، الشركة المتخصصة فى إنتاج الهواتف الذكية على مستوى العالم، بـ١٣ اختبارًا قبل طرحها بالأسواق العالمية؛ لضمان جودتها.
وخلال زيارة «البوابة» لمركز البحث والتطوير، التابع لشركة «هواوى» بمدينة «شنجهاى» الصينية، كشفت الشركة عن مرور الهاتف بعدة اختبارات لضمان جودته للمستهلك، من أهمها:
■ اختبار قياس جودة الإشارة: والتى تتم من خلال غرف عزل؛ حيث يتم وضع الهاتف بداخلها وقياس مدى قوة استقباله لإشارات شبكات المحمول المختلفة.
■ اختبار السقوط من ارتفاع: حيث يوضع الهاتف داخل جهاز دوار ويسقط الهاتف فى كل الاتجاهات من مسافة حوالى ٥٠ سم لمدة ٥٠ لفة، وفى حال اجتياز الهاتف للاختبار تتم زيادة عدد اللفات إلى ٢٥٠٠ لفة؛ للتأكد من صلاحية الجهاز ومقاومته للصدمات.
■ اختبار الشاحن حيث يقوم هذا الجهاز بتوصيل الكابل بالجهاز وفصله حوالى ١٠ آلاف مرة؛ للتأكد من سهولة التوصيل وتوافق الكابل مع الجهاز.
■ اختبار السقوط من مسافة منخفضة: حيث يوضع الهاتف داخل جهاز، ويُترك ليسقط من مسافة ١٠ سم على الأرض لحوالى ١٨٠٠ مرة؛ لمعرفة مدى تأثر مكوناته بالسقوط، ويستغرق الاختبار يومًا واحدًا.
■ اختبار مدى قابلية الشاشة للكسر من خلال وضع شاشة الجهاز أسفل كرة معدنية وتركها تسقط على أجزاء مختلفة من شاشة الهاتف من فوق ارتفاع من ٥ إلى ٥٠ سم بمعدل مرتى اختبار لكل سنتيمتر ارتفاع، ولكل جزء من الشاشة.
■ اختبار سوكت الشحن: من خلال قيام جهاز الاختبار بدفع سوكت الشاحن فى الاتجاهين من ٥ إلى ١٠ آلاف مرة؛ لضمان قوة السكوت لمدة عامين، ويستغرق الاختبار من ١ إلى ٢ يوم.
■ اختبار مدى تعرض الهاتف للكسر فى حال وضعه بجيب البنطال: ويتم من خلال وضع الهاتف فى جيب بنطال ووضعه على جهاز للضغط عليه فى كل الاتجاهات حوالى ٥٠٠ مرة لكل اتجاه فى الاتجاهات الأربعة للهاتف.
■ اختبار سقوط حر للهاتف فى اتجاهاته الأربعة ٢٠ مرة، بمعدل مرتين لكل زاوية بالهاتف من ارتفاع ١ إلى ١.٥ متر.
■ اختبار الضغط: من خلال وضع الهاتف بجهاز ذى يد حديدية يقوم بالضغط عليه فى جميع الاتجاهات؛ لاختبار مدى قابليته للكسر من عدمه.
■ اختبار سرعة وسهولة إجراء المكالمات، حيث يوضع الهاتف داخل جهاز إلكتروني، ويقوم بإجراء ١٠٠ ألف مكالمة، ويجب أن يحقق الهاتف نجاحًا بنسبة ٩٩.٩٪‏ فى هذا الاختبار؛ حتى يتم طرحه بالأسواق.
■ اختبار سهولة الوصول عبر الإنترنت من خلال وضع اللينك والضغط عليه حوالى ١٠٠ ألف مرة؛ لاختبار مدى قدرة الهاتف على سرعة الوصول عبر الإنترنت، ويجب أن يحقق الهاتف نجاحًا فى هذا الاختبار بنسبة ٩٩.٩٪‏.